بصراحة أرجو.. وأتمنى أن يشهد عام 2012 أى مباركة تونسية لمصر!.. فطوال الربع الأخير من عام 2011 – الراحل غير مأسوف عليه – ومصر تقول مبروك لتونس.. مبروك لتونس مرور الانتخابات على خير.. مبروك لتونس صدور الدستور المؤقت.. مبروك لتونس اختيار الرئيس المؤقت.. مبروك لتونس الحكومة المؤقتة، مبروك لتونس هذا «التوافق» الاجتماعى المبهر الذى «صهر» الإسلاميين والقوميين واليساريين فى بوتقة حب تونس، فيفوز الإسلاميون بالانتخابات فوزاً كاسحاً، ثم «يتوافقون» على تسليم رئاسة الدولة إلى منصف المرزوقى، المناضل الرائع، لتتحول الأحزاب الثلاثة الفائزة إلى «ترويكا» حقيقية تضم أحزاب (النهضة – المؤتمر من أجل الجمهورية - التكتل من أجل العمل والحريات)، فى اتفاق شديد العقلانية والمنطقية، يتوافق مع «المزاج الوسطى المعتدل» للشعب التونسى الجميل، ليعلن للعالم أن هوية تونس ستظل عربية، إسلامية معتدلة، دون نقاش أو سفسطة. نعود إلى ما بدأناه بالأمس من قراءة فى أحاديث الرئيس التونسى المؤقت محمد منصف المرزوقى حول التجربة التونسية، والمعوقات التى جابهت نجاحها، مع مقارنة ذلك بما يحدث فى مصر. يحكى المرزوقى فى حوار مع الأستاذ فهمى هويدى الآتى: «كان هناك اتفاق تام حول هوية تونس وحول الديمقراطية، وكان بن على يؤكد على «علمانية» تونس ويغالى فى قمع المعارضين الإسلاميين، ويضيف: «وخلال رئاستى للمجلس الوطنى للحريات أصدرت بيانات تعارض محاربة الإسلاميين التى بدأت تظهر كما لو أن بن على يسعى للقضاء عليهم! وفوجئت ببعض الشيوعيين وغلاة العلمانيين يطلبون منى تجنب نقد النظام فى هذه المسألة، بدعوى أن القضاء على الإسلاميين سيخلى الساحة لهم! وهو ما أدهشنى واعتبرته موقفاً انتهازياً وغير أخلاقى، وكان ذلك أحد أسباب استقالتى من المجلس»، انتهى كلام أول رئيس جمهورية حقيقى لتونس. والآن هل من العيب أن نستفيد من تجربة حديثة لثورة حقيقية سبقتنا إلى النجاح فيها الشقيقة تونس؟ وهل من العيب أن نختصر التجارب ونبدأ من حيث انتهوا؟ أم أنه مكتوب علينا إعادة اختراع العجلة؟ استمعوا جيداً لهذا الرجل، فهو يستحق أن نصغى له حين يتكلم، خاصة وهو يقول: «إن الشعوب العربية تستطيع خلال الأشهر القليلة القادمة أن تنشئ اتحاداً فيدراليا يشبه إلى حد كبير الاتحاد الأوروبى». فهل يتحقق الحلم بتضامن مصرى – ليبى – تونسى – سودانى كخطوة أولى، ونواة لتحقيق الأمل الحلم؟ أم أن «غداً لناظره.. بعيد»! وحمى الله مصر وتونس وكل الشعوب العربية والإسلامية من كل سوء. حسام فتحى [email protected] twitter@hossamfathy66