زاد حادث إسقاط الطائرة الروسية "سوخوي 24" من قِبل تركيا صباح اليوم العلاقة بين البلدين تأزيمًا؛ مع تبادل كلا الجانبين الاتهامات. ففي الوقت الذي أكدت فيه تركيا أنها تعاملت مع الطائرة طبقًا لقواعد الاشتباك المنصوص عليها دوليًا، قالت روسيا إنها لم تخترق المجال الجوى لتركيا، وإن التعامل التركي مع الحادثة سيكون له عواقب خطيرة في العلاقة بين البلدين، فهل ستشهد الأيام المقبلة ردًا عسكريًا روسيًا على هذا الحادث, أم أن روسيا ستكتفي فقط بالتنديد واتخاذ بعض الخطوات الدبلوماسية؟. وقال خبراء عسكريون إن الجدل الدائر والاتهامات المتبادلة بين البلدين يفتح المجال لاحتمال وقوع أي سيناريوهات في الأيام القليلة المقبلة, مستبعدين في الوقت ذاته في أن ترد روسيا عسكريًا على تركيا بعد إسقاط طائرتها العسكرية لاختراقها المجال الجوي التركي. وقال اللواء عادل سليمان، رئيس مركز البحوث المستقبلية الإستراتيجية، إن روسيا لن ترد عسكريًا؛ لأن التعامل التركي مع اختراق مجالها الجوى يعتمد في الأساس على الالتزام بقواعد الاشتباك التي تنص على التصدي لأي خرق لأي أجواء دولة في العالم، وروسيا نفسها من ضمن الموقعين على هذه المعاهدة. وأضاف سليمان، أن تركيا دولة لها ثقلها ولها إمكانياتها العسكرية, كما أنها عضو في حلف شمال الأطلسي "الناتو" والذي سيعقد اجتماعًا مساء اليوم بناءً على طلب تركيا. وعن رأيه في الحدة التي بدت عليها تصريحات الرئيس الروسى فلاديمير بوتين حول الأزمة، قال: "هذه الردود تُعد بمثابة تخدير أو تسكين للشعب، فما الذى يمكنه قوله إن لم يقل ذلك وهو يواجه تحديات كبيرة فى الداخل بسبب تدخله العسكري فى سوريا". أما اللواء جمال أبو ذكرى، الخبير الإستراتيجي، فقال إن ميزان القوى بين روسياوتركيا مختل ولا يصب في مصلحة الجانب الروسي، لأن تركيا تمتلك جيشًا قويًا كما أنها عضو في حلف الناتو وهى تقع على مسافة بعيدة من روسيا، كما أن روسيا لا ترغب في فتح جبهات قتال جديدة بعد تورطها في التدخل بسوريا، فكل هذه العوامل تجعل الخيار العسكري خيارًا صعبًا إن لم يكن مستحيلاً بالنسبة لروسيا. من جانب آخر قال اللواء طلعت مسلم، الخبير العسكري، إن احتمال استخدام روسيا للخيار العسكري قائم للحفاظ على كرامتها وتوجيه رسائل قوية بأنها دولة قادرة على حماية رجالها والثأر لهم حال تعرضهم لأعمال شبيهة. وكانت المقاتلات التركية قد أسقطت صباح اليوم طيارة حربية روسية من طراز سو خوى 24، قالت تركيا إنها اخترقت مجالها الجوى, بعد تحذيرها أكثر من 10 مرات في 5 دقائق فقط. وقال الرئيس الروسى في تعليقه على الواقعة في مؤتمر صحفى إن الطائرة الروسية لم تكن تشكل تهديدًا لتركيا وأن إسقاطها سُيخلف عواقب خطيرة في العلاقات بين البلدين, يأتي هذا في الوقت الذي أعلن فيه المتحدث باسم الرئيس الروسى أنه يملك معلومات مؤكدة تدل على أن طائرة "سو-24" كانت ضمن الأجواء السورية حين أسقطت، وهذا ما سجلته وسائل المراقبة الإلكترونية.