انتشار الفيروس بين 60 % من أبناء المحافظة بسبب «مصرف كتشنر».. والأهالي: «الحكومة بتعاملنا زى الحيوانات» أصبح مرض الكبد، هو القاتل السريع لأهالى محافظة كفر الشيخ، فكل قرية أوعزبة تخسر يوميًا شاب أو فتاة أو رجل أو سيدة أو طفل، وعندما تسأل عن سبب الوفاة، يقولون لك مريض بالكبد، وهو ما جعل مرض الكبد يحصد من محافظة كفر الشيخ سنويا ما خسرته مصر بمختلف حروبها فى القرن العشرين . وتسبب المرض فى موت الآلاف بالمحافظة، وذلك نتيجة التلوث الذى يحاصر القرى واختلاط مياه الشرب بالصرف الصحى علاوة على قيام الدولة بتركيب ماكينات لرفع مياه الصرف الصحى وضخها إلى الترع لرى المحاصيل الزراعية وتعويض نقص مياه الرى فى الكثير من الترع، مما تسبب فى زيادة انتشار الأمراض والأوبئة وعرض حياة المئات إلى الخطر وسط صمت المسئولين وغياب الرقابة الصحية.
"المصريون" حاولت الوقوف على انتشار المرض بهذه الطريقة المرعبة داخل المحافظة. فى البداية يقول الدكتور هشام سعد، أخصائى الكبد والجهاز الهضمي، إن المحافظة تعد من أعلى الأماكن انتشارًا للمرض حيث تصل النسب فيها إلى أكثر من 45% من أبناء المحافظة.
وأوضح أن مصابى قرى مركز مطوبس تعدوا ال 60%، وأن أكثر ما يواجه مركز الكبد فى المحافظة هو كشوف الانتظار الطويلة التى يعانى منها أبناء المحافظة لعدم وجود استيعاب لجميع المرضى؛ مما يسبب استياء البعض.
كما أشار الدكتور محمد جلال مدير مركز أبحاث أمراض الكبد، إلى أن النسبة الفعلية للإصابة بالفيروس بالمحافظة 30%، وهو ما يعادل مليون شخص من أبناء المحافظة .
وأوضح، أن المشكلة تكمن فى أن هناك مصابين بالمرض ولا يعرفون ولم يتقدموا من تلقاء أنفسهم للكشف عليهم لمعرفة مدى إصابتهم به أو خلوهم منه، مضيفا أننا ننظم قوافل طبية يشارك فيها أطباء متخصصون من المركز للكشف عن المواطنين والتحليل وفوجئ الكثيرون بإصابتهم بالفيرس وهذا كله سببه مصرف "كتشنر".
كما أكد الدكتور على محمود أستاذ أمراض الكبد، أن مصرف كتشنر شديد التلوث، حيث أصاب مواطنى المحافظة بأمراض الفشل الكلوى وأمراض الكبد والتيفود والأمراض المتوطنة كالبلهارسيا فى ظل غياب كامل لمسئولى وزارة البيئة وكذلك الحكومات السابقة.
وأشار، إلى أن أكثر من 60% من أبناء المحافظة مصابون بفيروس سى القاتل، حيث سجلت المحافظة أعلى نسبة إصابة بالفيروس على مستوى الشرق الأوسط، كما أنه يموت منها سنويا بسبب الإصابة بمرض الكبد 47 ألف شخص .
وأضاف، أن الكارثة لم تطل أهالى المحافظة فقط ولكن ما هو أخطر أن المحافظة تصدر فيرس "سى" للمحافظات الأخرى بسبب رى الخضراوات والفاكهة والأرز من تلك المياه الملوثة والمزارع السمكية المنتشرة فى عدد من قرى المحافظة وتعتمد على مياه مصرف كتشنر، حيث تنتج المحافظة 40% من الأسماك، و40% من الأرز وتنقل الخضراوات والأرز والأسماك لأنحاء الجمهورية .
من ناحيته أكد محمود صبرى - مصاب بفيروس سي- من أهالى قرية برج مغيزل ، إن القرية شهيرة بقرية "الأحزان والصيادين"، وأن معظم أهالى القرية مصابون بالكبد وفيروس " س " والفشل الكلوى، وذلك نتيجة ارتفاع نسبة المياة المالحة والملوثة، نتيجة أنها تبعد عن آخر ممر مائى عزب بفرع رشيد، قبل اختلاطه بمياه البحر المتوسط ما يقرب من 20 كيلو مترًا.
وأوضح أن القرية يبلغ عدد سكانها 40 ألف نسمة ويبلغ عدد المصابين بالكبد والفشل الكلوى ما يقرب من 25 الفًا، خاصة أن نسبة الإصابة بها تقترب من 60 % .
وأضاف أحمد عبده شيخ الصيادين بقرية برج مغيزل، أن حالة الإصابة بالقرية كثيرة جدا، ويوميا نفقد واحدًا أو اثنين من أبنائنا الصيادين، وذلك نتيجة إصابتهم بالكبد، وعدم وجود علاج ورعاية كافية ترتفع نسبة الإصابة . وتابع نعمان حربى، صياد أنه أصيب بمرض الكبد منذ ستة أشهر ، ولا يقدر على ثمن العلاج، وأنه لا يملك عمل غير مهنة الصيد، وعندى أسرة من 5 أفراد، وأواجهه الموت . وأوضح، أن الشباب بالقرية مصابون إما بفشل كلوى أو كبد أو ملاريا أو تيفود أو سرطانات مختلفة نتيجة أن جميع ملوثات الجمهورية تتجمع هنا عند نهاية مصبات نهر النيل بالبحر . وتابع، أن الدولة لا تعتبرنا موجودين، وهى تعتبرنا حيوانات فعندما يتم عقاب أى موظف بالدولة يتم نقله إلى قريتنا برج مغيزل أو الجزيرة الخضراء، لأنها منطقة بلا حياة ولا يوجد بها غير الملوثات . شاهد الصور..