تلوث مصرف الغربية الرئيسي "كتشنر" الذي يبلغ طوله 85 كيلو متراً والذي يعد مصدر التلوث الرئيسي داخل محافظة كفر الشيخ.. يعتبر قنبلة موقوتة شديدة الانفجار تتطاير شظاياها القاتلة. وتهدد أرواح الآلاف من ابناء المحافظة الابرياء سنويا. فيصابون بالاوبئة والامراض الفتاكة نتيجة التلوث القاتل القادم من هذا المصرف. من المعروف ان محافظة كفر الشيخ تقع في نهاية شبكتي الري والصرف. مما يعرضها لنسبة عالية من التلوث من خلال هذا المصرف الذي يصب في بحيرة البرلس والبحر المتوسط. ولتخفيف حدة التلوث قامت المحافظة باتخاذ العديد من الاجراءات بالتنسيق مع وزارات الصناعة والبيئة والري والموارد المائية والصحة بعد الاعلان اكثر من مرة خلال السنوات الماضية عن انشاء محطة معالجة للصرف الصناعي للمصانع التابعة للمحلة الكبري بتكلفة 168 مليون جنيه. ولكن هذه الوعود البراقة تحولت إلي سراب خادع لابناء المحافظة. كما قامت المحافظة بالتنسيق مع محافظة الغربية باعطاء الاولوية لمشروعات الصرف الصحي للمدن والقري التي تقع علي هذا المصرف. حيث تم انشاء محطات لمعالجة الصرف الصحي لمدن طنطا -نواج- المحلة الكبري- قطور بمحافظة الغربية ومدينة كفر الشيخ وبلطيم والحامول وبيلا والزعفران بمحافظة كفر الشيخ. ولكنها لم تفلح في شيء. فقد ادت إلي تضاعف التلوث أكثر فأكثر. وتسببت في حصد المئات من ارواح المواطنين سنويا. ومن محافظة كفر الشيخ إلي محافظة الغربية المجاورة. يجد الملايين من ابناء المحافظتين انفسهم محاصرين ب "كتيبة امراض" تهاجمهم بأسلحة فيروس سي والفشل الكلوي والكبد الوبائي وتشكيلة متنوعة من السرطان. ومن وراء كل هذا "مصرف كتشنر" المتسبب في كوارث للآلاف من المواطنين. حيث ان مصرف "كتشنر" يعتقد ابناء كفر الشيخوالغربية انه قنبلة موقوتة تنفجر رويدا رويدا في وجوههم. وتحديداً مع كارثة ضخ 50 منشأة صناعية. واقعة علي المصرف "64 كيلو متراً". صرفها ومنها مصانع الوبريات والغزل والنسيج ودبغ الجلود والزيوت والصابون. حيث يعتمد مزارعو المحافظتين علي مياه مصرف كتشنر في ري اكثر من 300 الف فدان في نطاق مركزي الحامول وبلطيم. فضلا عن كونه مصدراً لا غني عنه لمياه المزارع السمكية حتي باتت كفر الشيخ هي المحافظة الاعلي في الشرق الاوسط اصابة بفيروس سي. التقت "المساء" بالعديد من ابناء كفر الشيخ والمسئولين لكي نتعرف علي هذه المأساة التي يعيشها ابناء هذه المحافظة وكيفية القضاء نهائيا علي التلوث الذين يطلقون عليه الوباء القاتل. قال احمد زكي وطارق زنجر واحمد عبدالمولي من ابناء مركز ومدينة كفر الشيخ تقدمنا بشكاوي عديدة لتطهير هذا المصرف بعد رفض الاتحاد الاوربي استيراد اسماك كفر الشيخ الموصومة بالتلوث. ويطالب زايد الزاهد كبير مذيعي قناة الدلتا ومن ابناء قرية سيدي غازي وحمادة مختار من ابناء مدينة كفر الشيخ والحاج شعبان هيبة من ابناء القنطرة البيضاء المسئولين بالتحرك علي وجه السرعة للقضاء علي التلوث الشديد داخل المصرف بكميات كبيرة من الرصاص والنحاس والكادميوم والكوبالت والنيكل والمغنسيوم والزرنيخ وجميعها مواد سامة ولايمكن التخلص منها ولاحتي بغلي المياه او تنقيتها. وان الآثار السلبية الخطيرة للمصرف تمتد للمياه العذبة "بحر تيرة". خصوصاً ان الكارثة تكمن في ان المياه الملوثة بالبحر مصدر رئيسي لمحطة مياه الحامول. اشار كل من اشرف صحصاح نائب رئيس غرفة الدلتا للسياحة وسالم ابوشعير المعاون الاداري لمستشفي كفر الشيخ العام. ان الكثير من الابحاث العلمية التي تم اجراؤها علي مياه مصرف "كتشنر" اكدت انها محملة بالمعادن الثقيلة الضارة بصحة الانسان والنبات والحيوان وتنذر بتصحر الاراضي الزراعية الواقعة علي ضفاف المصرف بمواد مدمرة لخلايا الكبد والجهاز الهضمي وتسبب الفشل الكلوي وسرطان الكبد وثبت بالتحليل ان نسبة ملوحة المياه 95% لكل لتر. وتمتد الازمة بعد ذلك إلي اسواق "العبور. المحلة. الاسكندرية. ودمياط" لكونها تعتمد بشكل اساسي علي الخضراوات والفواكة التي تنتجها مدينة بلطيم سواء في انتاج المواد الغذائية او شركات تصنيع العصائر المختلفة. رغم معرفتهم ان هذه الفواكة والخضراوات ملوثة لانها تروي من مصرف كتشنر بكفر الشيخ. وان 95% من قري مركز البرلس علي دراية بزراعة الخضراوات والفواكة لأنها ارض رملية وتروي بشكل مباشر من مصرف كتشنر الذي يحمل السموم. ولذلك لابد من ردم المصرف فوراً اكدت الدكتورة لميس المعداوي وكيل وزارة الصحة بكفر الشيخ. اهم اسباب انتشار الفيروس "سي" هو انتشار البلهارسيا بين الاهالي منذ سنوات نتيجة استخدام مياه الترع التي تروي بشكل مباشر من مصرف كتشنر دون الوعي بخطورة هذا المرض. واننا نقوم بمواجهة المرض من خلال القوافل الطبية واصدار قرارات علاج علي نفقة الدولة.