لقد رمت السياسة الإنسان في دوامة من التناقضات التي أفقدته الشعور بالأمان والثقة فيمن حوله ، وجرت كل مجرى في سبيل تقديم منهج بشري وأيدلوجي فردي كان أم جماعي ليؤمن به ، وكان لزاما على الفكر الإسلامي الوقوف في وجهه من منهج أتاح لنا التشتت والخوف وزعزعة الثقة فيمن حولنا وفقدان الثقة في ثقافتنا التي اكتسبناها من ديننا الحنيف وأخذا بكتاب الله الكريم ، بعيدا عن المفاهيم الأمريكيةوالغربية وقيمهم المضطربة ومحاولة الكشف عن بواطنها وزيف ماتصدره لنا من خلال هذا النهج الذي دأبت في ممارسته معنا في الشرق الأوسط وجدلية ما يسمى ( بالإرهاب ) فمنذ أن أفردت مساحات مخططاتية لتفتيت المنطقة وتقسيمها وضرب الشعوب ببعضها البعض وتمزيق روح الألفة فيما بينهم وشرخ اللحمة ووحدة الصف وذلك بعد سنين من الصراع قضتها بين الكنيسة والعلم في أوائل القرن الثامن عشر ، نظر العلمانيون فيه إلى الكنيسة بوصفها مصدرا للإرهاب ضد العلم والعلماء ، ونظرت الكنيسة إلى العلمانيين بوصفهم إرهابيين مما خلق لها أعداء الداء ممن أطلقوا على أنفسهم ب فرسان الهيكل والحشاشين ، وبعد أن شهد لهم التاريخ نمنذ قرون بوصمة عار لا تنسى ورموز لا تخفى كمدرج كولسيوم روما الشهير الذي يجهل الكثير حقيقته ظنا منهم أنه يرمز للحضارة البشرية ، َوما هو إلا صرح شهد قرونا طويلة من الهمجية والبربرية من قطع الرؤوس واغتصاب النساء جماعات وعمليات الإخصاء وإطلاق الوحوش الضارية على الضحايا لتلتهمها تحت الهتاف والحماسة والتشجيع . ومع مر السنين وعندما ساد العلم وتراجعت التصورات الدينية الكنسية وسادت الدولة المدنية ، نظر الفكر الليبرالي إلى كل ما هو كنسي بوصفه يمثل إرهابا تجب مواجهته ولكنهم في الحقيقة واجهوه بما هو أكثر سوء .وقد سلكوا مسلكا أشد فتكا منه وطغيانا في الحربين العالمية فالدموية أصبحت صفة متوارثة عبر الأجيال السياسية وحتى يلغوا هذا الإرهاب والجرائم عنهم حاولوا لبس طاقية الإخفاء بزرع جماعات تحارب وتدمر بالوكالة يدء بالقاعدة ومرورا بداعش إلى مالا نهاية وما حرب الخليج وإحداث التفجيرات في 11 سبتمبر لأبراج التجارة العالمية وغيرها إلا ذريعة لتنفيذ مآربهم لبسط النفوذ في الشرق الاوسط بذريعة الحرب على الإرهاب حتى جاء الربيع العربي الذي أفرز لنا الكثير من الأحداث والضغوط وإلصاق التهم لديننا الحنيف ( كإرهابين ) يجب محاربتهم والخلاص منهم ، بينما نحن نواجه تلك التهم برضى نفس و نمارس دور ( المغيب عقليا والمنزوع إراديا ) حتى في المفهوم الضمني لمعنى كلمة ( الإرهاب ( terrorism ) الذي أطلقته علينا أمريكا وأخواتها فأوقعت الكثير منا في جدلية هذا المصطلح وحقيقة معناه ضمنيا ، ولم تكن لتتيح للكثير الخلاص لمعناه الحقيقي لأفتعالها له بل وصنعه !! يقول هيجل في الفلسفة الجدلية الغربية إنه يوجه من فكرة أساسية خاصة بالفلاسفة أكثر منها للفلسة ولذا فهو أسلوب كلامي يتم التلاعب به للتأثير في المتلقي ، سواء بإثبات فكرة أو إبطالها ! ، ولذلك نجد أنه كون عدد من الفلاسفة العقليين فكرة عن الإرهاب تتلخص فيما قاله هيجل ، ورأى العقلانيون أن الإرهاب صادر عن فساد فكري يوظفه أصحابه لخدمة أيديولوجياتهم المتخالفة وهذا ما استطعت تحديده قطعا من هذا المصطلح ( terroism ( وحتى نقف على حقيقة هذا المدعو ( إرهاب ) بحد جامع مانع لابد أن نسأل أنفسنا ، هل حقا مايجري في الساحتين العربية والدولية من قتل وتمثيل بالجثث وخطف وتفجيرات ... إلخ هو مايمثل حقيقة مايسمى بالإرهاب ؟ أم أنه قد تجاوز كل المسميات المتاحة والمتعارف عليها في عالم الحرب والجريمة ؟؟ قطعا لا وحتى نتعرف على حقيقة هذا المصطلح على الضربين في اللغة العربية واللغة القرأنية .. فالإرهاب مصدره في اللغة العربية أرهب .. يرهب .. إرهابا أي أنه حالة شعورية معنوية كالخوف والرعب أما تعريفه في القرأن الكريم فهو في قوله تعالى ؛ وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وقوله ؛ وَاضْمُمْ إِلَيْكَ جَنَاحَكَ مِنَ الرَّهْبِ وقوله ؛ لَأَنتُمْ أَشَدُّ رَهْبَةً فِي صُدُورِهِم مِّنَ اللَّه من هنا نخلص في مطلق القول أن القرآن الكريم قد وضح لنا بشكل جامع مانع أن قول الله ذهب إلى مايمس القلب من شعور وليس أمرا بالقتل والتمثيل بالجثث والتفجيرات ألخ .... والسؤال ؛ لماذا لم نطلق عليه مسمى آخر مثلا ( إرعاب ؟ ) أليس هو الآخر أشد قوة في التأثير النفسي والمعنوي وقد جاء هو الآخر ضمن التصنيف المماثل للرهبة في قوله تعالى ؛ ِوَظَنُّوا أَنَّهُم مَّانِعَتُهُمْ حُصُونُهُم مِّنَ اللَّهِ فَأَتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ حَيْثُ لَمْ يَحْتَسِبُوا ۖ وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْب .. ؟!
الإجابة هي ليس في المسمى ولا المعنى له بل لأن من جاء بهذا المصطلح ( إرهاب terroism ) هي الدولة العظمى والكلمة العليا ( أمريكا ) التي وصمتنا به وهي التي دأبنا على أن نمتثل لأوامرها وكلمتها مهما كانت حقيقتها وصحة مصطلحها من كذبه حاملين لها الرؤوس والعقول على الأكف لنقدمها طوعا لها ، فعندما تقول أمريكا وأخواتها لنا ولا الضالين فلابد أن نقول لها آمين !!