صحف ووسائل إعلام غربية وصفت المداهمات التى قامت بها النيابة العامة المصرية لمراكز "التمويل المالى" للنشاط الطفيلى فى مصر.. بأنها غارة على "حقوق الإنسان! أو أنها استهدفت منظمات مؤيدة ل"الديمقراطية"! "المصرى اليوم".. واتباعًا لسنة "المؤسس" الأول.. ونزولا عند استحقاقات "أصولها" المالية.. وعلى طريقة من "نسى قديمه تاه".. تصدرت صفحتها الأولى بذات العنوان: "يوم غضب حقوق الإنسان"! الكلام عن "الديمقراطية" وعن "حقوق الإنسان".. على "العين وعلى الرأس".. ولكن ما علاقة هذه أو تلك بالملايين التى تدفقت من جهات أجنبية بطريقة غير مشروعة وبدون تقديم أية وثائق رسمية تثبت وجوه انفاقها؟! وثائق "ويكيليكس" والتى تنشرها "المصريون" تباعًا، كشفت عن حجم الفساد الذى أصاب النخبة السياسية ونشطاء "حقوق الإنسان" فى مصر.. حين تحول مقر السفارة الأمريكية إلى "قبلة" يمم النشطاء والسياسيون وجوههم شطرها، وطالبوا بالدعم السياسيى أو التمويل المالى لهم وقدموا تقارير للأوضاع فى مصر، ليكفوا "المخابرات الأمريكية" مؤنة "الدعبسة" فى عقل ووجدان وضمير البلد، فى واحدة من أكبر فضائح الفساد السياسى والمالى بتاريخ مصر الحديث. سينالنا بالتأكيد جانب من الإرهاب الإعلامى المساند لبوتيكات "البيزنس الحقوقى".. سيما أن ما يجمع فضائيات رجال الأعمال الفاسدين.. مع "أثرياء" حقوق الإنسان.. هو نشاط "غسيل الأموال".. والتربح بطرق غير مشروعة ومخالفة للقانون. منذ أن داهمت النيابة العامة مقار "المُنفق العام".. وحملة الجنازير والسلاسل والمطاوى والسيوف ينتشرون فى فضائيات "التزييف الإعلامى" ليقطعوا الطرق على كل من أيد الحملة.. واختطافه وتعذيبه على الهواء مباشرة. والحال أن المسألة كانت قد زادت عن الحد، وبلغت ذروة خطورتها وتآمرها على الثورة وعلى مسيرة التحول الديمقراطى فى مصر.. أثناء جولتى الانتخابات البرلمانية، حيث تواترت مواقفها التى تتعمد الإساءة إلى الانتخابات ومحاولة نقل صورة تقربها من "طبعة" انتخابات مبارك المؤسسة على التزوير والقمع والإرهاب والبلطجة.. فضلا عن "قرائن" تشير إلى تورطها فى كل أحداث العنف التى وقعت فى البلاد عقب الثورة ومحاولات توريط الجيش فى مواجهات دامية مع المتظاهرين. ويبقى أن نشير هنا إلى أن القضية لا تحتاج إلى كل هذا الغضب والحشد والتحريض على الدولة فى الداخل والخارج.. فإذا كان النشطاء المحليون والمنظمات الغربية "بريئة" من تهمة تمهييد السبل للاختراق المالى الأجنبى غير المشروع لمصر.. فعليهم جميعا التريث والتحلى بالصبر والهدوء ووقار "الواثقين". [email protected]