قال الدكتور عبدالفتاح العوارى عميد كلية أصول الدين بجامعة الأزهر، إننا أهل السنة والجماعة ليس لدينا مانع من التعاون والتحاور مع الشيعة إذا اعترفوا بفضل الصحابة جميعًا دون تفرقة بين أحد منهم وإذا توقفوا عن سب وإهانة بعض الصحابة. وأضاف أنه لا يلزم من هذا التعاون والاجتماع أن يتحول الشيعى إلى سنى ولا السنى إلى شيعى وأى محاولة لتحقيق هذا الغرض الخبيث لن نقبل به وسنقف له بالمرصاد. وأكد أن نشر الفكر الشيعى فى مصر يترتب عليه حدوث مذهبية بغيضة لا نقبل بها، لأنها ستؤدى حتمًا إلى انقسام مذهبى بين شعبنا العظيم وهذا لن نرضى به، فمصر نسيج واحد ولا يستطيع أحد من المبغضين لها أن يحدث بين أبنائها فرقة. ما رد سيادتكم عن الرسالة التى بعثها مقتضى الصدر لشيخ الأزهر والتى أبلغ فيها سعادته عن اعتراف شيخ الأزهر بإسلام الشيعة ودعوته للتعاون والحوار بين السنة والشيعة؟ أقول إنه متى التزم الشيعة بما يجب أن يكون عليه المسلم من الورع والتقوى وعدم سب أحد من الصحابة الذين زكاهم الله تعالى فى القرآن الكريم، حيث قال "والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان رضى الله عنهم ورضوا عنه وأعد لهم جنات تجرى تحتها الأنهار خالدين فيها أبدا ذلك الفوز العظيم"، وقوله سبحانه "محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم تراهم ركعًا سجدًا يبتغون فضلًا من الله ورضوانا سيماهم فى وجوهم من أثر السجود ذلك مثلهم فى التوراة ومثلهم فى الإنجيل... الآية"، وزكاهم رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فقال "الله الله فى أصحابى لا تسبوا أصحابى فو الذى نفسى بيده لو أنفق أحدكم ملء الأرض ذهبًا ما بلغ مد أحدهم ولا نصيفه"، فإذا اعترف الشيعة بهذا الفضل لسائر الصحابة (رضى الله عنهم) دون تفرقة بين صحابى وصحابى فليس هناك مانع عندنا أهل السنة والجماعة أن نتعاون معهم وأن تجمعنا القواسم المشتركة بيننا من الإيمان بالله تعالى والإيمان برسوله (صلى الله عليه وسلم) ومن الصلاة إلى الكعبة وغيرها من القواسم المشتركة وهذا ما قصده شيخ الإسلام فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر فى أحاديثه والتى حذر فيها الشيعة من سب أى صحابى، فالصحابة كلهم عدول وأفضلهم على الإطلاق أبو بكر وعمر وعثمان وعلى رضى الله عنهم أجمعين، ولا يلزم من هذا الاجتماع والتعاون الذى يجمع بين أفراد الأمة أن يتحول الشيعى إلى سنى ولا السنى إلى شيعى، ومن هنا فأى محاولة لتحقيق هذا الغرض الخبيث الذى يجند له الشيعة ويعملون له ليل نهار لم ولن نقبل به ولن يتحقق لهم هذا الغرض ولا نقبل منهم أن يغرروا بشبابنا وبناتنا استنادًا إلى العاطفة المتأصلة فى الشعب المصرى فى حب آل بيت النبى (صلى الله عليه وسلم) لأن حبهم عندنا أهل السنة جزء لا يتجزأ من عقيدتنا، فلا أحد يزايد علينا فى هذا الحب. من وجهة نظركم، ما خطورة نشر الفكر الشيعى فى مصر؟ إن نشر الفكر الشيعى فى مصر يترتب عليه حدوث مذهبية بغيضة نحن لا نقبل بها لأنها ستؤدى حتمًا بشعبنا إلى انقسام مذهبى ولو وقع هذا الانقسام - لا قدر الله - سيقع حتمًا الصدام الذى نرى آثاره المدمرة فى العراق وسوريا واليمن، فمصر نسيج واحد وأهلها المسلمون هم أهل السنة والجماعة لا يبغضون أحدًا، بل تراهم يتعايشون منذ أن استقر الأمر لهم فى مصر مع غير المسلمين فى وحدة وطنية مشرفة، فكيف يقبلون أن ينجرفوا إلى مذهبية بغيضة الابن فيها يعادى أباه والأخ يقتل أخاه وتنقطع أواصل القربى ويصبح الأمر فوضى عارمة، لذلك فإن الأزهر الشريف وهو - مرجعية أهل السنة والجماعة – لن يسمح بهذا أبدًا وسيقف لمثل هذه الدعوات المسعورة بكل ما يملك بالمرصاد حفاظًا على أمن مصر واستقلالها وعدم حدوث فوضى فى جنباتها. ما دور الأزهر الشريف فى التصدى لهذا الفكر بكل وسائله؟ إن دور الأزهر الشريف فى التصدى لهذا الفكر هو دوره ببيان الحق ودعوة الآخرين بالحكمة والموعظة الحسنة والمجادلة بالتى هى أحسن وأن يبصر الشباب المغرر به سواء كان عن طريق الفهم المغلوط أو عن طريق الإغراء المادى بم تنطوى عليه هذه الدعاوى الخبيثة من خطورة وبيان أن أصحاب هذه الدعاوى إن كانوا يقصدون أخذ الناس إلى التشيع لآل بيت رسول الله فإن حب المصريين لآل بيت رسول الله لا يزايد عليه أحد، فأهل مصر يحبون آل بيت النبى (صبى الله عليه وسلم) إلا أنهم لم يتشيعوا وسيظل أهل مصر محبين لآل بيت رسول الله، لكنهم لم ولن يسمحوا لأولئك الشيعة الرافضة أن يخترقوا صفوف أهل السنة والجماعة فى بلد الأزهر لتحقيق أغراض سياسية خبيثة، وأقول كما أعلنها فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر الشريف ألا فليخرجوا الدين عن لعبة السياسة.