الايمان هو زاد المؤمن ووقوده في الحياة وثمن النجاة يوم الحساب و المناداة !! المؤمن الحق يسعد بايمانه وهو في طريقه الي الله علي اي لون كانت الحياة،قويا اوصعيفا، غنيا او فقيرا، خفيرا او وزيرا، حاكما او محكوما. . المؤمن بايمانه يسمو علي الماديات ،ويعلو علي الشهوات ... !! يزهد فيما عند الناس ويرغب فيما عند الله يتخفف من أثقال الدنيا و جواذب الأرض ، وينطلق صوب الآخرة في سعادة غامرة ، لسان حاله يهتف : وافرحتاه غدا سألقي الأحبة محمدا وصحبه...!! ، فيعمل لمعاده كما يعمل لمعاشه ، ويعمل لغده كما يعمل ليومه ، ويعمل لأخرته كما يعمل لدنياه " اماضياع الايمان فيغذي السرقات وينمي السيئات ويجلب الملمات ويخرب المجتمعات ويغري السلطات، ويمنع الرحمات ، ضياع الايمان يزيد الحرمان وينسف الاحسان ويغضب الرحمن ويرضي الشيطان . لقد وعي المؤمنون ذلك جيدا فلم يعملوا من اجل مصلحة شخصية ولا منفعة مادية ، ولا شهوة حسية ، وإنما يعملون ، من اجل إعمار الحياة، ، حبا لذات ات الله ، وإتباعا لرسول الله " قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ "(آل عمران سلك المؤمنون دربه صلي الله عليه وسلم و ترسموا طريقه ، وجعلوا حياتهم فداء دعوتهم ودينهم ،يظلون كذلك حتى يقضي الله أمرا كان مفعولا .. دون تحويل أو تبديل " مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُم مَّن قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلاً "(الأحزاب إنه الإيمان الذي جعل القلة تنتصر على الكثرة والأميين يغلبون المتحضرين،ورعاه الغنم ينتصرون على طغاة البشر بيقينهم في قلوبهم ومصاحفهم في أيديهم وسيوفهم على أكتافهم ومساكنهم على ظهور خيولهم يقولون لملوك الفرس وصناديد الروم:نحن قوم إبتعثنا الله لنخرجكم من عباده العباد إلى عباده رب العباد..
المؤمن القوي خير واحب الي الله من المؤمن الضعيف ... لكن متى تكون ضعيفا؟إذا أحسست انك في حماية أمير أو رئيس أو وزير لأنك في قلق هل يموت ذلك الأمير فتصبح بلا حامى هل يستقيل ذلك الرئيس فينفض عنك حاميك هل يعزل ذلك الوزير فتصبح بلا حماية،أما عندما تعرف أن وليك الله وان حاميك الله وان مصدر استقرارك في هذه الحياة وإلهامك للحق هو الله عز وجل فأنت عند ذلك لست ضعيفا،متى تكون ضعيفا؟!عندما تستند إلى قوتك أو إلى اى قوه ماديه في الأرض أو في السماء أما عندما تركن إلى الله عز وجل فأنت العزيز القوى يقول الله تعالي لرسوله صلى الله عليه وسلم (يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ(( المائدة67) يقول النبي صلى الله عليه وسلم"إذا سألت فأسال الله وإذا استعنت فاستعن بالله.." لاننسي ابدا ان الفرعون الاول لم يتذوق طعم الايمان، وحسب انه باق وسيخلد " اليس لي ملك مصر وهذه الانهار تجري من تحتي " وزاد قائلا " " انا ربكم الاعلي " لذلك لم يدركه الامن ولم يمهله الامان بل ذبح بالقانون الذي سنه(كل مولود ذكر يقتل)فجاء مولود يدعى موسى عليه السلام فقضى على فرعون بإذن الله تعالى، والملك انتهى أمره بالمنهج الذي وضعه للقضاء على الحق وأهله(بسم الله رب الغلام)فامن الناس كل الناس وطغاة قريش كانوا في بدر ينحرون الجذور ويشربون الخمور ويسمعون القينات(المغنيات الراقصات)خرجوا بطرا وتجبرا وتكبرا ولكنهم هزموا شر هزيمة. أما الذين امنوا ولم يظلموا احق بالامن واجدر بالامان وهذا بيان الهي في ذلك كيف ؟ : (فَأَيُّ الْفَرِيقَيْنِ أَحَقُّ بِالأَمْنِ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ) [الأنعام: 81]. الفريق الأول أم الفريق الثاني؟! ويجيب البيان الإلهي قائلاً: (الَّذِينَ آمَنُواْ وَلَمْ يَلْبِسُواْ إِيمَانَهُم بِظُلْمٍ أُوْلَئِكَ لَهُمُ الأَمْنُ وَهُم مُّهْتَدُونَ) [الأنعام: 82]. طالما وجد الظلم تنحي الايمان وغاب الامان ..!! ولذلك طالما طغي العالم وبغي وجعل المجتمعات الاسلامية مسرحا لاطماعه وسرقاته وظلمه فلن ينعم احد منهم بالامان ولن يتحقق لاحد منهم امن ..!! انهم يغزون الدول الفقيرة بظلمهم واستبدادهم...!! هذه الآية فيها كثيراً من البشارة مع كثيرٍ من التحذير ... كيف؟ (الَّذِينَ آمَنُواْ) ولكنه عاد فقال: (وَلَمْ يَلْبِسُواْ إِيمَانَهُم بِظُلْمٍ أُوْلَئِكَ) أي لا غيرهم (لَهُمُ الأَمْنُ وَهُم مُّهْتَدُونَ). مؤمنون بعبادتنا له ومؤمنون بربوبيته واحداً فرداً صمداً لنا ولكن هل صفَّيْنَا إيماننا هذا من الشوائب، هل صفينا إيماننا هذا من شوائب الظلم أم تمازج الإيمان بالله عز وجل مع الظلم في حياتنا وسلوكنا وشؤوننا؟ الحال ابلغ من المقال ..!! البيان الإلهي يقول: (الَّذِينَ آمَنُواْ وَلَمْ يَلْبِسُواْ إِيمَانَهُم بِظُلْمٍ أُوْلَئِكَ لَهُمُ الأَمْنُ وَهُم مُّهْتَدُونَ) الأنعام مايحدث في عالمنا العربي والاسلامي من مجازر وقلق الامن الظلم المتفشي والحقد المتنامي والفساد المتواصل ..!! اللهم انصر عبادك المؤمنين واهلك اعدائك اعداء الدين، اللهم حبب الينا الايمان وزينه في قلوبنا وكره الينا الكفر والفسوق والعصيان واجعلنا من الراشدين . عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.