انتقد عبود الزمر، عضو مجلس شورى الجماعة الإسلامية، الدعوة التى وجهتها الكنيسة لقيادات الأحزاب والقوى الإسلامية بحضور القداس والأعياد القبطية، مشيراً إلى أن قرار الدعوة لم يكن صائبًا، لأن قضايا الاعتقاد والتعبد لابد أن تكون خارج إطار المجاملات والتهانى. وقال الزمر فى بيان له: "ليس من المعقول أن ندعو القساوسة إلى حضور شعائر صلاة الجمعة أو العيدين أو الوقوف بعرفات والطواف بالكعبة مع الحجاج مجاملة للمسلمين"، معرباً عن دهشته من الحملة التى يقودها البعض ضد رفض الإسلاميين لحضور قداس لأنه يخالف عقيدتهم، ووصف قرار الإسلاميين بالتعصب. وأوضح أن الخلاف العقائدى داخل النصرانية بين الكاثوليك والأرثوذكس - مثلاً - يمنع القساوسة من حضور القداسات التى يقيمها كل مذهب فى كنائسه, فلم نسمع يوماً أن بابا الكاثوليك حضر قداساً يرأسه بابا الأرثوذكس أو العكس. وطالب بكف الأقلام التى تثير الفتن داخل المجتمع وتتخذ من هذا الموضوع أداة للفرقة بلا مبرر، خاصة أن الجميع يحرص على تهنئة الأقباط فى المناسبات الاجتماعية الأخرى, وتعزيتهم عند المصائب والوفيات, ومؤازراتهم عندما يتعرض أحد منهم للاضطهاد أو الظلم ومن ثم فلا مجال للمزيدات. وقال نادر بكار، المتحدث الرسمى باسم حزب النور،: "إننا لم تصلنا أى دعوة رسمية من الكنيسة لحضور قداس عيد الميلاد، وأنا أهنئ جيرانى من الأقباط بمناسبتهم الشخصية، أما التهنئة بشيء عقائدى فهذا لايسعنا"، مشيرًا إلى أن شباب الدعوة السلفية وحزب النور انخرطوا فى لجان شعبية لحماية الكنائس. وأضاف بكار فى مداخلة هاتفية لبرنامج "الحقيقة" على قناة "دريم" أنهم يتعاملون مع الأقباط بالحسنى، ولم يمنعوا أحدًا من الاحتفال بعيده، لافتًا إلى أن جماعة الإخوان المسلمين لها الحرية فى تهنئة الأقباط من عدمها. وأوضح بكار أن هذا الموقف من جانبهم ليس متشددًا بقدر ما هو عقائدي، لافتًا إلى أن الكنائس الثلاثة لا تهنئ بعضها البعض، كما أن البابا شنودة رفض استقبال بابا الفاتيكان عندما زار مصر لأنه على اختلاف عقائدى، مشيراً إلى أن الأنبا يوحنا قال له على الهواء فى إحدى المداخلات "نحن نعيش فى حمى الله وحماكم"، وإنه يقول له "نمد أيدينا للتعامل مع الجميع والدليل شباب السلف ولجانهم الشعبية لحماية الكنائس".