انطلقت في العاصمة الأردنية عمّان، اليوم الأربعاء، أعمال "مؤتمر عمّان الأمني التاسع"، بمشاركة عربية ودولية واسعة، يبحث فيها المشاركون التحديات الأمنية الناشئة على الصعيدين الدولي والإقليمي، والفرص والتحديات، للوصول إلى منطقة خالية من الأسلحة النووية في الشرق الأوسط. وفي مستهل أعمال المؤتمر المقام في الجامعة الأردنية (حكومية)، وينظمه المعهد العربي لدراسات الأمن، قالت مساعد وزير الخارجية الأمريكي، روز غوتمولر، إن بلادها برفقة المجتمع الدولي "استطاعت بعد 20 شهراً من المفاوضات من توقيع اتفاق، يمنع إيران من الحصول على مواد غير مرغوب فيها"، وفقاً لتعبيرها. وأضافت غوتمولر، أن الاتفاق لا يُعتبر تغيراً في السياسية الأمريكية تجاه حلفائها في الشرق الأوسط والتزاماتها تجاههم، مشيرة أن العقوبات المفروضة على إيران ليست متعلقة ببرنامجها النووي فقط، إذ يوجد عقوبات على برنامج الصواريخ، وأخرى على سجلها فيما يتعلق بحقوق الإنسان. وفي هذا الصدد، لفتت أن العقوبات التي ستُرفع بناء على ذلك الاتفاق، هي تلك المتعلقة ببرنامجها النووي. ووقعت إيران ومجموعة (5+1)، في يوليو الماضي، اتفاقاً في فيينا حول برنامج طهران النووي، وذلك بعد أكثر من 10 سنوات متقطعة من المفاوضات. وبشأن العمل على جعل منطقة الشرق الأوسط خالية من الأسلحة النووية، قالت المسؤولة الأمريكية "إننا نعمل فيها على مسارين، الأول أن المنطقة غير قادرة على ذلك نتيجة للاضطرابات السياسية، والثاني أنها قادرة على خلق منطقة خالية من أسلحة الدمار الشامل، ما يتطلب تدخل الأطراف الدولية للتعاون في جعلها منطقة خالية من الأسلحة". ومضت قائلة "في التسعينيات من القرن المنصرم، عقدت إسرائيل والدول العربية اجتماعات ومشاورات تاريخية حول الأمر، وكانت الاجتماعات تُدار بسرية، وحضرت إسرائيل الاجتماعات على مستوى عالي، والآن يوجد نية لعقد اجتماعات ودفع الموضوع قدماً، ونحن على مفترق طرق ويمكن للمنطقة أن تختار بشكل جماعي لتحقيق هذا الحلم".
من جهته قال الأمين العام المساعد في حلف شمال الأطلسي "الناتو"، زورين دوكارو، رئيس قسم المشاكل الناشئة إن "هناك دولاً (لم يسمها) ترفض قيمنا، وتحاول أن تخرج عن النظام الدولي". وأضاف "إننا في حلف شمال الأطلسي نفكر في منع الأعمال التجارية لداعش، ومواجهة العقائد الضارة عبر الانترنت". وتابع: "الحلف أطلق برنامجاً تدريبياً لتقوية القدرات الدفاعية للقوات العراقية على مواجهة داعش، وبعض هذه التدريبات تتم في الأردن الذي يعتبر أحد شركائنا الرئيسيين فهو الشريك الأكثر نشاطاً من خارج دول الحلف، ونقوم معه بمشاريع متعددة منذ سنوات لزيادة قدرة الدولة على مواجهة الاعتداء الإلكتروني". وبحسب مدير المعهد العربي لدراسات الأمن، أيمن خليل، فإن المشاركين في أعمال المؤتمر، سيناقشون على مدار يوميّن، كل ما يتعلق بقضايا التحقق من البرامج النووية، وحظر أسلحة الدمار الشامل، وتطوير برامج الطاقة النووية للأغراض السلمية في الوطن العربي، والتهديدات التي تواجه المنشآت النووية، وتعزيز نظام الأمن النووي، وتنمية القدرات اللازمة لتوفير الأمن الفعال للمحطات النووية. ومن أبرز المشاركين في أعمال المؤتمر فضلاً عن المسؤولة الأمريكية، والمسؤول في حلف الناتو، كل من: رئيس جهاز الأمن الوطني الكويتي، ثامر الصباح، وأول رئيس للمجلس الانتقالي السوري، برهان غليون، وكبير المفاوضين الفلسطينيين، صائب عريقات، ورئيس هيئة الطاقة الذرية الأردنية، خالد طوقان. وتأسس المعهد العربي لدراسات الأمن ومقرة عمّان سنة 1995، ويعد واحداً من أبرز المنتديات عالية المستوى والمتخصصة والمستدامة على مستوى المنطقة، حيث تخصص أعماله لمناقشة القضايا والتحديات الأمنية على الصعيدين الدولي والإقليمي وخيارات السياسة الخارجية، والتعاون الإقليمي، ونزع السلاح وحظر الانتشار النووي، مع التركيز بوجه خاص على منطقة الشرق الأوسط.