أكد زورين دوكارو الأمين العام المساعد لحلف شمال الأطلنطي (الناتو) اليوم /الأربعاء / أن محاربة تنظيم "داعش " الإرهابي تتطلب تعاونا متعدد الأطراف وعلى كافة المستويات ، وأن يبذل الجميع جهودا لمنع الأعمال التجارية لهذا التنظيم ، ومواجهة أفكاره والمدمرة التي يبثها عبر الانترنت ومواقع التواصل الاجتماعي. وأبدى دوكارو - في سياق كلمته أمام (منتدى عمان الأمني) الذي انطلقت أعماله اليوم في العاصمة الأردنية بمشاركة عربية ودولية واسعة - استعداد دول التحالف الدولي لمساعدة العراق وتعزيز قدراته الدفاعية لمحاربة تنظيم (داعش) الإرهابي. وقال "إن دول الناتو وهي أكثر من ستين دولة تشارك في الأعمال العسكرية التي تستهدف هزيمة وتحطيم (داعش) وإعادة بناء قدرات القوات العراقية وأيضا استعادة السلام والأمن في المنطقة .. لذا فإنه يجب مواجهة هذا التحدي بشكل مشترك وأن يتم التعاون مع تركيا خاصة وأنها في الخطوط الأمامية لهذه الحرب". وأشار إلى أن الحلف قام بإطلاق برنامج بناء القدرات الدفاعية والتدريب والتنظيم بالتعاون مع الشركاء وبعضه يتم في الأردن الذي يعد أحد شركاء "الناتو" الذين يحظون بثقته ، كما وقع اتفاقيات من قبل مع العراق تعكس التعاون طويل الأمد. ولفت إلى أن الأردن يلعب دورا جوهريا في المنطقة ويعد طرفا في هذا الجهد وفي هذه الحملة التي تعد مكلفة على جميع الدول المشاركة في الحرب ضد "داعش" ..مشيرا في هذا الصدد إلى استشهاد الطيار الأردني معاذ الكساسبة على أيدي التنظيم الإرهابي. وشدد على أهمية توقيت المنتدى نظرا لتعدد وتعقد المشكلات التي تواجهها المنطقة ، قائلا "إن هناك الكثير من التحديات والتوترات التي تواجهنا في أوروبا وفي الشرق الأوسط ويجب أن نواجهها بالتوازي خاصة وأن هناك قوة ترفض قيمنا وتحاول أن تبعدنا عن النظام الدولي". وأضاف أنه لازال هناك مجال لتطوير شراكات مع روسيا طالما تحترم التزاماتها بموجب القانون الدولي. ونبه إلى أن ما يقوم بها "داعش " والإرهاب الحاصل في ليبيا وإمكانية تصديره إلى دول الساحل يمثل تهديدا ل "الناتو " والدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي ؛ وهو ما يمكن أن يؤثر بدوره على الأمن والاستقرار في المنطقة والعالم. وشدد على أن التعامل مع تلك التهديدات يتطلب شراكات طويلة الأمد مع دول المنطقة ، قائلا "إنه ومع ظهور "داعش " يجب أن نكون مستعدين للأسوأ ، لذا فإنه يجب أن يكون هناك تعاون إقليمي وعالمي". وحول المساعدات التي يقدمها "الناتو " إلى دول المنطقة في إطار برنامج الأمن والسلام..أفاد الأمين العام المساعد للحلف بأن البرنامج يدعم دول المنطقة ، وأن هناك تعاونا مع مصر والمغرب وموريتانيا والأردن وتونس في مكافحة الإرهاب..قائلا "إننا قررنا تقديم المساعدات والإسهامات إلى الأردن ليكون إحدى الدول الخمس الأخرى التي استفادت من أنشطة الحلف بما فيها السويد وغيرها". وأبدى رغبة الحلف في أن تكون هناك شراكة بين "الناتو " ودول مجلس التعاون الخليجي وتعزيز التعاون في مجال المعلومات والتحليل الاستراتيجي فيما يتعلق بالتحديات الأمنية في المنطقة. ونبه إلى أن هناك موضوعا في غاية الأهمية ويجب التركيز عليه ألا وهو ضرورة حظر أسلحة الدمار الشامل في المنطقة ، لافتا إلى أن "الناتو " يدعم معاهدة حظر الأسلحة والحوار السياسي في هذا الصدد.. ووصف عملية نزع وتفكيك الأسلحة الكيماوية من قبل سوريا بأنه مشروع ناجح ، ويجب العمل على ألا تتطور وألا تصل إلى "داعش". وشدد في الختام على أن مصلحة الحلف تكمن في تطوير شراكات استراتيجية مع دول المنطقة ، والتركيز على الضمانات الدفاعية.