أنا المواطن مسعد ما حدّش يعرفنى.. غِير إنى مجند فى قسم المعادى.. لونى خَمرى واللى يِشوفنى يقول أسمر مِدى على بُنى.. وأنا بَفلح أرضى.. بِتحكى لى أمى: من تراب مصر عفّرتنى.. وفى نيل المحروسة حَمتنى.. ومَسحت دمى يوم وِلادتى.. ولما سألوها فين مشيمتى..؟ ردّت وهى بِتلف بطرحتها الشعر المِتحنّى.. وبِكُل هدوء قالت أمى.. اللى اتعلمت فى كتاب الشيخ فهمى..: دى يا ناس فيها وصف وسِمات بطل مصرى..! دفنتها فى طين حَقلى.. يتغدَى عليها زَرعى.. لِوِلاد مُسعد من بعدى..! فأمى ما تعرفش إيه يعنى جينات وراثتى..؟ ,,,,,, أنا المواطن مسعد ولسه بيسألنى.. الجدع ده اللى بيكتب عنى.. وجالى وعلى إيه.. مش عارف ليه.. بيشكرنى..؟ يسلّم علىّ بحرارة أشعرتنى..! وفى حضنه يشدّنى و يِدفسنى.. ضلوعى كانت والله ح تنخلع منى..! والله ياناس من خوفى رَعبنى..! ودموعه اللى دهشتنى.. حنفية مايّة وب تغرّقنى..! لولا لبدلتى الميرى حبى.. لمسحتها ونشّفتها ب كُمى..! ولحد دلوقتى مش عارف ليه هوّه بيعمل كده..؟ وإيه اللى حصل ليه قَبل مِنى..؟ ,,,,, أنا المواطن مسعد مُجرد إنسان مصرى.. من محطة مترو المعادى بدأت.. وكالعادة وِقفت بدرى.. ومن هنا كانت حكايتى.. فى بدلتى الميرى مجنّد أؤدى واجبى.. ورحت أشيل ثلاثة قنابل بإيدى وحدى.. ولو فيه أكتر ما أخرش عليها روحى.. وأجرّها إن حكم بِبُقى..! وبَعّدتهم عن أهلى وإخوانى و حبايبى.. ما هوّه ده أصله يا إبن بلدى واجبى..! وليه أخاف وأستنى مين يشيلها عنى..؟ واللا فِ الناس أصرخ وأخدهم ورايا و نجرى..؟ آمّال مين اللى بعد الله يِحمى..! أموت يا مّاى ولا أعيش وسطك فى جُبنى..! وأجيلك إزّاى وجوّاى شايلانى خِيبتى..! دا أنا إسمى اللى مِ السعد إتوأم مع ال مصرى..! ولضمتى بيه إبره وخيّطت كفولتى و كَفنى..! حتى.. حتى لو كان فِ شهادتى يوم فرح موتى..! ,,,, ولسّه مش عارف الجدع دا.. ليه بيكتب عنى..؟ بيقول لى إنتَ بطلى..! أبوس دماغك وبيادتك فوق رأسي..! إنت اللى اتعلّم منك ولدى.. اللى ماتعلمهوش ف عمرى..! كل عيد ميلادهم ح أجيبهم يشكروك يا فَخرى..؟ ومن قَبلى أبويا وأمى وأهلى وكل مصرى..! ح أروى قصة بطولتك فى شعرى و قصّى..! ومن عرقك تِتعطَر مَناديلى وتتشرف بيها جيوب كل بِدلى..! استغفر الله ياجدع وخليك مع ربى..؟ هوه أنا حاجى أحسن من اللى استشهدوا من بدرى و قبلى..! أموت وتعيش مصر لكل مصرى..! وإيه يعنى..؟ إيه يعنى..؟ لما أفدى مصر ب روحى..؟ وأديها موتى علشان تعيش لولدى بعدى..! وتعيش لكل مصرى..! ياجدع يا للى بِتكتب عنى.. وبتروى للخلق حدوتى..؟ ليه عاوز.. تكّرمنى..؟ ما هوّه أنا قبل ما أتولد.. ربى كرّمنى وخلقنى مَصرى..!
أنا مش بطل أنا مسعد.. مسعد المواطن مصرى..!
*****
قصة حقيقية: إهداء الى المواطن مسعد.. مجند بقسم المعادى.. ويعمل خدمة على محطة مترو أنفاق المعادى.. وهذا أقل تقدير وشكر لبطولته التي تفوق البشر..! أرجو أن تشاركوا معى فى تكريمه بنشر شكره نيابة عن كل المصريين.. وعرض قصته تامر أمين يوم افتتاح قناة السويس الجديدة..! وهذا أقل واجب له فى عنقنا..!