يعد تحطم الطائرة الروسية فى منطقة "الحسنة" بسيناء هو الحادث الثاني الذي يلقى فيه سياح داخل الحدود المصرية مصرعهم في أقل من شهرين، حيث قصفت قوات أمنية بالخطأ تجمعا سياحيا لرحلة سفاري فى نهاية شهر سبتمبر الماضي بمنطقة "الواحات" في الصحراء الغربية، ما أدى إلى مصرع أكثر من 15 فردا من ضمنهم 10 سياح مكسيكيين. هجوم الواحات، وحادت تحطم الطائرة الروسية في الحسنة، يحملان تداعيات سلبية على مجمل أداء القطاع السياحي المصري، وسط مخاوف من أثار سلبية شديدة على حركة التدفق السياحي لكل الفنادق والمنتجعات في مختلف أنحاء مصر وليس فقط في منطقة شبه جزيرة سيناء. يقول هشام علي، رئيس جمعية المستثمرين السياحيين فى جنوبسيناء، إن الحادث سيؤثر سلباً على السياحة الوافدة خاصة لجنوبسيناء. وأضاف على ، في تصريح ل"العربي الجديد"، أن "الإشغالات في الوقت الحالي تراوح بين 40% إلى 60% في شرم الشيخ، وأقل من 10% في مناطق نوبيع وطابا، شمال سيناء". وعلى الرغم من استقرار الإشغالات في شرم الشيخ، إلا أن رئيس جمعية المستثمرين السياحيين في جنوبسيناء، لا يراها معبّرة عن تعافي القطاع خلال الفترة الحالية، قائلا "السياحة المصرية تعاني على مدار أربع سنوات متواصلة". وأضاف مسئول رفض ذكر أسمه ، أن السياحة الروسية خلال النصف الأول من العام الحالي 2015، سجلت تراجعاً بنسبة 5% مقابل الفترة نفسها من العام الماضي، متوقعا ارتفاع هذه النسبة لتراوح بين 15% و20% بنهاية العام فيما استبعد مسئول أخر فى هيئة التنشيط السياحي قدرة بلاده على تحقيق إيرادات سياحية بقيمة 8 مليارات دولار بنهاية العام الجاري، قائلا "الأمر سيكون صعباً للغاية في ظل هذه الأوضاع". وبلغ عدد السياح الروس الوافدين لمصر خلال العام الماضي نحو 3.1 ملايين سائح، من إجمالي 9.9 ملايين سائح زاروا مصر خلال العام، لتمثل نحو 35% من إجمالي الوافدين، فى حين تمثل أكثر من 60% من السياحة الأوروبية، بحسب المسؤول في وزارة السياحة. وقال مصدر، طلب عدم ذكر اسمه: "في حال الوصول بالدخل السياحي إلى 7 مليارات دولار، فإن ذلك سيكون جيدا للغاية". و من جانبه ،وصف الهامي الزيات، رئيس الاتحاد المصري للغرف السياحية حادث الطائرة بالمؤسف، رافضا التعليق عليه حتى الانتهاء من التحقيقات، مضيفا أن "العام الجاري هو امتداد لأزمة على مدار 4 سنوات يعيشها القطاع". وبحسب الزيات، فإن القطاع فقد أكثر من 12 مليار دولار خلال السنوات الأربع الماضية، جراء عدم الاستقرار مضيفا بقوله "السياحة المصرية رغم كل المشاكل الاقتصادية، إلا أنها قادرة على التعافي، ولكن تقف في طريقها الأحوال الأمنية".