سلطت تقارير صحفية الضوء على سعي محمد دحلان القيادى بحركة فتح الفلسطينية، للسيطرة على الإعلام المصري (الذي يعاني من ضائقة مالية)، بشكل يمنحه شفرة الحرب الإماراتية على السعودية. وتطرقت صحيفة الخليج الجديد، فى تقريرها عن دحلان، إلى نشر جريدة اليوم السابع عشرات الصور ل"دحلان وهو يتصدر اجتماعا لمجلس تحريرها ومن حوله رئيس تحرير الجريدة وأتباعه والصحفيون، فيما وصف مغردون ونشطاء مصريون "دحلان" بأنه "تاجر السلاح والمكلف بتوزيع الرشوة الإماراتية"، بحسب حساب "البرادعي ضمير الثورة" على «تويتر». ونشر الدكتور «نادر فرجاني» الأستاذ بجامعة القاهرة، والخبير الاقتصادي المصري على صفحته على موقع فيسبوك يقول: "جريدة اليوم السابع استقبلت تاجر السلاح محمد دحلان المكلف بتوزع الرشوة الإماراتية على الصحف". وتساءلت الصحيفة عن سر الزيارات المتكررة ل"محمد دحلان" مصر، فيما انتقد إعلاميون ونشطاء مصريون على مواقع التواصل الشهر الماضي الزيارات المتكررة ل"دحلان رئيس الأمن الوقائي السابق في غزة، لمصر، ولقاءاته المتكررة مع مسئولين بمن فيهم "السيسي". ونقلت الصحيفة عن الإعلامى «سيد علي»، زيارة «دحلان الحالية لمصر واستقباله بصورة رسمية ومبالغ فيها في مصر وداخل صحيفة خاصة يتردد أنه سوف يشتريها، وتساءل قائلا: «قولوا لنا يا دولة ما هو الوضع الدستوري والقانوني والشرعي لدحلان حتى يتم استقباله بهذا الشكل»؟ ومن جانبه، كشف الأكاديمي وأستاذ العلاقات الدولية، «سالم المنهالي»، عما قال إنه الدور «القذر» الذي يلعبه القيادي المفصول من حركة فتح الفلسطينية، «محمد دحلان» في بلاده وكيف سيطر على حكام الإمارات، بادعاءات واهية، وكيف استثمرها ولي عهد أبو ظبي، «محمد بن زايد»، لصالحه. وقال "المنهالي" في سلسلة تغريدات عبر حسابه بموقع «تويتر»: "قال لي أحد الأصدقاء المقربين من محمد بن زايد أن دحلان أقنعهم أول ما دخل بأنه جاء ليحميهم من محاولات انقلاب مزعومة وقدم لهم أوراق مزورة". وأردف: "أوهمهم دحلان بوجود خطر وأستغرب أنهم صدقوا ذلك بسرعة وقاموا باعتقالات وإجراءات تعسفية لازال الكثير من أبناء الوطن وضيوفه يعانون منها، مؤكدا على أن "أحوال البلاد تغيرت منذ أن دخل دحلان أبوظبي بخططه القذرة التي أوصلتنا لهذا الحال من الاختلاف، ولماذا لم نكن نسمع بمعتقلين سياسيين قبل دخوله"؟ وحساب الأكاديمي الإماراتي، سبق أن تعرض لهجمة من اللجان الإلكترونية التابعة لأجهزة الامن الإماراتية، وتم إيقافه ما أثار تساؤلات حول كشفه بعض أجزاء الصورة والعلاقة بين «دحلان» وأبناء «زايد». وعلى نفس الصعيد ، لم يخف الإماراتيون ملكيتهم لفضائية «الغد العربي»، منذ ظهورها للتمهيد لعزل الرئيس الأسبق محمد مرسى ، إذ يملكها الشيخ «طحنون بن زايد»، ويشارك فيها قائد شرطة دبي السابق، وضمت القناة وجوها إعلامية وسياسية معروفة بالعداء للثورات والتيارات الاسلامية، من أمثال: «أحمد شفيق»، و«محمد دحلان»، وفي فبراير عين مجلس إدارة مجموعة الغد العربي للإعلام، مسؤول التلفزيون المصري في عهد «مبارك»، (عبد اللطيف المناوي) لرئاسة قناة «الغد العربي»، وتم توسيع مكتب القاهرة لنقل أغلب مكاتب القناة له من لندن. و من جانبه علق موقع "إيلاف" السعودي على بث قناة الغد العربى بنشر خبر في فبراير يقول: (الغد العربي فضائية إخبارية إماراتية لمواجهة المد الإسلامي) والتى من المقرر إطلاقها رسميا في منتصف نوفمبر المقبل لتصبح البوق الرسمي للإمارات. جديير بالذكر بأن التدخل الإماراتي عبر وسيطها الإعلامي «دحلان» ليس قاصرا على «اليوم السابع» أو «الغد العربي»، إذ سبق لجريدة «روز اليوسف» اليومية الحكومية أن قالت في تقرير نشرته منتصف العام الماضي أن هناك تدفق للمال الإماراتي على وسائل الإعلام المصرية، وأن هناك حربا إعلامية بين رؤوس الأموال المتحكمة في مجال الميديا، أبرزها دخول رؤوس أموال إماراتية لمنافسة رؤوس الأموال القطرية والسعودية. ولفتت جريدة الخليج الجيد إلى ضمن هذا الإنفاق الإعلامي الإماراتي الكثيف داخل مصر جاء إطلاق قناة "النهار الجديدة" ،لافتة إلى أن محمد دحلان القيادي بحركة فتح لا يزال أحد المساهمين في المجموعة، كما يتواجد فيها ماليا الفريق أحمد شفيق ولكن القناة نفت هذا ولكنها رفضت تحديد المساهمين مكتفيه بالقول إن "التمويل عربي". و ألمحت الصحيفة أيضا إلى أن مركز «السياسات والاستراتيجيات الإعلامية» الذي تدعمه الإمارات في مصر، يتغلغل في نسيج الإعلام المصري ويدعم نوافذ إعلامية ك«البوابة نيوز» وصحيفة «الفجر» وقناة «التحرير»، ومؤخرا في صحيفة «اليوم السابع» كما سبق الذكر. كما تطرقت الصحيفة إلى الحملة الموجهة نحو السعودية والتى يقودها إعلام ممول من الإمارات، وأبرز مثال على هذا ما تنشره صحف مثل "اليوم السابع والنهار والمقال" التابع ل«إبراهيم عيسى» وبرامج «عيسي» الفضائية التي أضطر بسببها «نجيب ساويرس» لإبعاده عن قناة «القاهرة والناس» بدلا من «أون تي في» خوفا علي استثماراته مع السعوديين. يذكر إن السفير السعودي في مصر «أحمد قطان» كان قد أعلن عن غضب المملكة من تطاول بعض الإعلاميين المصريين عليها، وأنه قدم احتجاجا رسميا للرئاسة المصرية ،كما دخل الإعلامي السعودي المقرب من دوائر القرار في الرياض "جمال خاشقجي"، في سجال حاد مع بعض الإعلاميين، ووصف الإعلام المصري بأنه "ليس حرا، ويجب على صاحب القرار أن يسكت الواد اللي عنده". وقال قطان في تغريدة على "تويتر" تزامنت مع زيارة "السيسي" الأخيرة للرياض إن "بعض الناس ما ينفع معهم التلطف ولا الحكمة أو المنطق، لا يغير رأيهم غير التوجيهات".