طقس سيئ ضرب أرجاء مصر، أمطار غزيرة.. وعواصف رملية عانت منها أغلب المحافظات، لكن الإسكندرية، عروس البحر المتوسط، كانت الأكثر تأثرا، وبالرغم من أنها من أوليات مدن العالم التي عرفت الفتحات الجانبية لتصريف مياه الأمطار، إلا أن ما حدث فيها وبها ولأهلها ومرافقها.. جريمة يعاقب عليها القانون الوضعي والإنساني.. فكلكم راع.. وكلكم مسؤول عن رعيته.. «ولا إيه»؟! المناخ القاسي والأمطار الغزيرة لم تخص الإسكندرية وحدها، بل اجتاحت مصر من الإسكندرية إلى الأقصر مرورا بالإسماعيلية ومدن القناة، وحتى «مطروح» لم تسلم من عاصفة رملية قوية وأجواء سيئة كادت تفسد ختام مؤتمرها الاقتصادي الدولي. وإذا كانت «الإسكندرية» المعروفة بدقة مواعيد «نواتها» الشتوية، وأمطارها المتوقعة.. لم تستعد جيدا لمواجهة الأمر.. فلا نلوم باقي المحافظات التي غرقت في «شبر مية». ولا أبرئ المحافظ الوسيم هاني المسيري من الذنب، ولا أعفي «سيادته» من المسؤولية لأن الرجل عمل ما عليه.. واستغاث بالدفاع المدني ومطافئ المنطقة الشمالية العسكرية، وأبلغ وزارة التنمية المحلية لمواجهة ما أسماه «الكارثة البيئية» التي ضربت الإسكندرية، وبصراحة لا أعرف كيف يكون سقوط الأمطار بغزارة على مدينة «كارثة بيئية» (وهو التعبير الذي استخدمه المسيري في بيانه الرسمي)!! عموما الحمد لله ان سعادة المحافظ لم يطالب بنزول قوات ال National Guards أو الحرس الوطني الأميركي الذي يتدخل عندما تلم الكوارث بإحدى الولايات! ثم إن المحافظ «الوسيم» طالب رئيس الوزراء قبل «الكارثة البيئية» بساعات بتوفير 75 مليون جنيه لإصلاح المحطات والمعدات وعمل شبكة جديدة تناسب توسعات المحافظة.. لكن «الكارثة البيئية» لم تمهله.. يا حرام! عموما سأتخطى موضوع المحافظ لأن الضرب في «المحافظ» حرام! وحسناً فعل بتقديم استقالته، أو لنقل إنهم «استقالوه!» وأنتقل الى وزير التنمية المحلية د.احمد زكي بدر، وهذا الوزير بالذات لابد من كتابة اسمه ثلاثيا للتذكرة! يا دكتور احمد لقد اتت بك ارادة الله في اهم منصب حكومي في رأيي، «فالكارثة البيئية» الحقيقية تعشعش في «المحليات».. المجالس المحلية والوحدات المحلية هي أوكار الفساد في بر مصر، ولم يستطع حتى الآن رئيس أو رئيس وزراء أو وزير أو محافظ الاقتراب منها، فالفساد في المحليات متجذر وضارب بأطنابه ومتكلس ومتحجر منذ أنشأها الخديو اسماعيل عام 1866!! اكشف عن حسابات وممتلكات مسؤولي المحليات تجد عجبا واضرب رؤوس الفساد وأذنابهم فيها بلا رحمة.. أعانك الله. وحفظ الله مصر وأهلها من كل سوء. Twitter: @hossamfathy66 Facebook: hossamfathy66 Alanba email ID عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.