في تطور دراماتيكي لأحداث حريق المجمع العلمي كشف الأمين العام للمجمع العلمي د. محمد الشرنوبي، عن أنه تم العثور علي 8 أجزاء سليمة من كتاب وصف مصر الذي كان يمتلكه المجمع وأن الأمل كبير في العثور علي باقي الأجزاء حيث إن جميع الأجزاء الأربعة والعشرين كانوا علي رف واحد ما يزيد من احتمالية عدم وصول النار إلي أي من تلك الأجزاء. وقال الشرنوبي في المؤتمر الصحفي الذي عقد ظهر اليوم ببيت السناري أن كتاب وصف مصر صدر في شكلين واحدة متعجلة تسمي النسخة الإمبراطورية ونمتلك منها حوالي 11 نسخة، وطبعة أخري في حجم أصغر تتكون 24 جزءًا وهذه هي التي كان المجمع يحوزها، كما كشف عن أن جميع عناوين الكتب توجد نسخ الكترونية منها، وأن نسخة المجمع من كتاب وصف مصر تم وضعها علي موقع مكتبة الإسكندرية للجمهور. و أكد الشرنوبي أن إعادة بناء المجمع وتنكيسه جارية بالتعاون مع القوات المسلحة، وأن الاتصالات لجمع المقتنيات التي فقدت جارية علي قدم وساق مع جهات دولة ومحلية، كما أكد وقوع أعمال سرقة لمقتنيات المجمع وتم إبلاغ الإنتربول بها وقال إن جميع كتب المعهد مختومة بختمه. وأعلن الشرنوبي عن الكتب التي تم إنقاها حتي ليلة أمس تم وضعها في 20 سيارة نصف نقل إلي دار الكتب وأوضح أن معظم الكتب كانت مهترئة تماماً أو محروقة أو نصف محروقة وبعضها كان سليماً ونسبته لا تتعدي ربع عدد السيارات التي قامت بالنقل، وأشار إلي أن تقدير عدد الكتب التي تم إنقاذها من الحريق غير ممكن الآن حيث لاتزال توجد كميات كبيرة من الكتب تحت الأنقاض التي بلغ ارتفاعها 20 متراً بفعل سقوط أسقف المجمع العلمي. وقال الشرنوبي إن الدمار الذي لحق بالكتب يفوق الخيال وأن هناك نحو 100 مرمم من مصر وخارجها يعملون في دارالكتب الآن لترميم تلك الكتاب علي مدار 24 ساعة، ولفت الشرنوبي إلي أن عمليات الترميم قد تستغرق وقتاً طويلاً جداً وتشير بعض التقديرات التي ذكرها إلي 10 سنوات. وشدد الشرنوبي علي أن المجمع لم يحز ولم يهتم بحيازة أي آثار أو برديات بخلاف أرشيف الحملة الفرنسية الكامل وكتاب وصف مصر وعدد من الدوريات والمجلات العلمية التي كانت تصدر علي مدار القرنين الثامن والتاسع شعر ولم تعد موجودة الآن. وطالب الشرنوبي في بيانه النائب العام بسرعة كشف الجناة الذين أحرقوا المجمع وإعلان نتائج التحقيقات، وبرَّأ الشرنوبي ومجلس علماء المجمع شباب مصر من المشاركة في الحريق واتهم أيادي وصفها بالخفية والشيطانية الجهولة التي أحرقت قلب علماء مصر علي مقتنيات المجمع. وأعلن الشرنوبي عن اتخاذ المجمع من بيت السناري مقراً مؤقتاً لاستقبال الكتب السليمة والهبات من الجهات المختلفة واستئناف النشاط الثقافي للمجمع فيه ابتداء من فبراير المقبل، وإدارة أحوال المجمع العلمي من مقر الجمعية الجغرافية التي وفرت مكاناً للمجمع داخله، وإجراء اتصالات مع كل الجهات العلمية وهيئات المساحة العامة والعسكرية والجيولوجية ودور نشر الدوريات العلمية في مصر وخارجها لإمداد المجمع بالخرائط والدوريات التي فقدها، كما تم الإعلان عن تخصيص رقم حساب بنكي لتلقي التبرعات والهبات. ومن جانبه أعلن د. خالد عزب، مدير الإعلام بمكتبة الإسكندرية، عن إعادة طباعة مجموعة فولتير التي كان المجمع يقتنيها وهي النسخة الوحيدة في مصر، وإنتاج فيلم تسجيلي عن المجمع ودوره ونشاطه وإعادة طباعة دورية المجمع منذ أول عدد وفتح مكتبة المجمع العلمي ببيت السناري في أقرب وقت ممكن.