لن أنسى أبدا فضله علي وعلى جيلي من الكتاب والشعراء والمبدعين بل ومحبي الإبداع والكتابة.. بوجهه البشوش وعينينه الممتلئتين بالترحاب والبسمة لكل من يقترب منه ويدق باب روحه الأثيرة الطيبة سواء في مكتبه الذي لا ينغلق بابه في الجريدة أو باب ندوته الأسبوعية في نقابة الصحفيين أو حتى بيته. إنه صاحب المتنبي وقاضي البهار ومصر من يريدها بسوء.. صاحب مبدع عشرات الروايات والمجموعات القصصية البديعة التي تعلم من خلالها مئات الكتاب تقنيات الكتابة القصصية والروائية. الصحفي اللامع الذي نقل خبراته الصحفية الوثيرة لبلاد كثيرة لم تكن تعرف معنى أن يكون فيها جريدة فاغترب وكفاح لا من أجل المال بل من أجل القيمة.المال.المال.المال قيمة الفن والجمال والإنسان. أن كاتبًا وصحفيًا ومبدعًا ورائدًا مثل محمد جبريل لو كان همه المال في صباه وانكب يجمعه على حساب كلمته وإيداعه لما كان الآن في حاجة لأي مخلوق ليمد له يد العون في علاجه اعتدنا البكاء على الإطلال وذرف دموع الندم حين نصاب في عزيز لدينا وقامة فكرية وفنية كبيرة. لأننا لم نمد له يد المساعدة ولم نستطع تخفيف ألامه.
الآن يرقد أستاذنا الرائد والمبدع الكبير وزوجته الصديقة المبدعة د. زينب العسال رهنا لوزارة الثقافة واتحاد الكتاب ورئيس الوزراء وكل من بيده أخذ قرار سفر علاجه في الخارج. آه يا أستاذنا الكبير. يعلم الله كم يؤلمني وكثير من أبنائك ما يحدث من تناسي وتلكؤ وإهمال. وما بأيدينا سوى القلم الذي رسخته بأيدينا.. وفيك وأدبك الذي علمته لنا.. وها نحن نمسك بالقلم لنطالب بحقك الذي لم تطالب به يوما تعففا واحتراما لنفسك. فهل يفعلها الأستاذ حلمي النمنم .. وهو كاتب صحفي مبدع زميل قبل أن يكون وزيرًا للثقافة ويقوم بدوره تجاه هذه القامة الكبيرة محمد جبريل؟ معك الله استاذنا بالصحة والعافية.