سلطت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، الضوء على دلالات الزيارة المفاجئة, التي قام بها الرئيس السوري بشار الأسد إلى موسكو, رغم عدم قيامه بأي زيارات خارجية منذ عام 2011 . وقالت الصحيفة في تقرير لها في 21 أكتوبر إن الأسد لم يكن يقدم على مثل هذه الخطوة, لولا التدخل العسكري الروسي, الذي أعطى له فرصة في الحياة مرة أخرى, بعد أن كان على وشك السقوط. وتابعت الصحيفة أن الأسد كان يخشى في السابق السفر إلى الخارج, خشية الإطاحة به, إلا أن التدخل العسكري الروسي, والذي استهدف معارضيه بالأساس, وليس تنظيم الدولة, أعاد له الثقة مجددا. وأشارت "نيويورك تايمز" إلى أن الغارات الروسية المتواصلة في سوريا منذ مطلع أكتوبر, والتي تشارك فيها نحو 50 طائرة عسكرية روسية، ساعدت قوات الأسد وداعميها من إيران وحزب الله اللبناني، في شن هجوم بري داخل وحول المدن الهامة، مثل حلب. وأضافت الصحيفة أن هدف روسيا هو الحفاظ على نظام الأسد, الذي يضمن لها مصالحها في الشرق الأوسط, ولذا استهدفت غاراتها بالأساس المعارضة السورية, وليس تنظيم الدولة, كما يزعم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. وكان البيت الأبيض انتقد استقبال روسيا الرسمي للرئيس السوري بشار الأسد, الذي قام بزيارة مفاجئة لموسكو مساء الثلاثاء 20 أكتوبر, اجتمع خلالها مع الرئيس فلاديمير بوتين . وقال المتحدث باسم البيت الأبيض إريك شولتز للصحفيين على متن طائرة الرئيس الأمريكي باراك أوباما :"نعتبر الاستقبال الرسمي للأسد الذي استخدم أسلحة كيماوية ضد شعبه متعارضا مع الهدف المعلن من جانب الروس من أجل انتقال سياسي في سوريا". وكان بوتين قال خلال استقباله الأسد إنه "سيجري محادثات مع القوى الدولية بهدف التوصل إلى حل سياسي للأزمة في سوريا, مع محاربة الإرهاب في الوقت نفسه". وحسب "رويترز", قال المتحدث باسم الكرملين إن الحل المرتقب يجب أن يأتي بالتسلسل بعد التخلص مما دعاه خطر الإهاب، وإن الحديث عن تنحي الأسد لا يدور في ظل ما وصفها بالمخاطر الإرهابية التي تهدد بتقسيم سوريا وفقدانها لأراضيها. وينظر مراقبون إلى زيارة الأسد لموسكو باعتبارها تترجم تصميم موسكو أكثر من أي وقت مضى على دعم حليفها السوري في الوقت الذي دخلت فيه الغارات الروسية في سوريا أسبوعها الرابع.