أثار مسلسل "ساحرة الجنوب" الجدل حول رؤية الميت بعد موته فى اليقظة؟ وتحضير روح الميت على شخص حي صحيح، فما صحة ذلك؟ الجواب: رؤية الميت فى اليقظة أو تحضير روحه فتتكلم ويراه الإنسان فهذا غير ممكن فى الدنيا على الإطلاق ولا يكون إلا يوم القيامة لقوله تعالى (ونفخ فى الصور فإذا هم من الأجداث إلى ربهم ينسلون) يس 51. وقال الإمام ابن حزم رحمه الله: من زعم أنه رأى ميتًا أو خاطبه فقد أخطأ ووهم وإنما هو شيطان تمثل به وليس هذا من باب الكرامات بل هو من الخزعبلات والخرافات فإن سادات الأولياء هم أصحاب النبى صلى الله عليه وسلم لم ينقل عن واحد منهم أنه رأى النبى صلى الله عليه وسلم أو التقى بهم أو اجتمع بأبو بكر وعمر مع عظيم شوقهم لنبيهم صلى الله عليه وسلم. وقال شيخ الإسلام: ثم الرؤيا قد تكون من الله فتكون حقاً. وقد تكون من الشيطان كما قد يتمثل فى المنام بصورة شخص. فقد يتمثل أيضًا فى اليقظة فى صورة شخص يراه كثيراً من الناس يضل بذلك من لم يكن من أهل العلم والإيمان كما يجرى لكثير من مشركى الهند وغيرهم إذا مات ميتهم يرونه قد جاء بعد ذلك وقضى ديونا ورد ودائع وأخبرهم بأمور عن موتاهم وإنما هو شيطان تصور فى صورته. وقد يأتيهم فى صورة من يعظمونه من الصالحين ويقول لهم: أنا فلان وإنما هو شيطان. وقد قال النبى صلى الله عليه وسلم (من رأنى فى المنام فقد رآنى حقاً فإن الشيطان لا يتمثل فى صورتى) فرؤيته فى المنام حق وأما فى اليقظة فلا يرى بالعين هو ولا أحد من الموتى. مع أن كثيرًا من الناس قد يرى فى اليقظة من يظنه نبيًا إما عند قبره وإما عند غير قبره وقد يرى القبر انشق وخرج منه صورة إنسان فيظن أن الميت نفسه خرج من قبره أو أن روحه تجسدت وخرجت من القبر وإنما ذلك جنى تصور فى صورته ليضل ذلك الرائى وهو أيضًا ضلالاً من الشيطان. وقال بعض العلماء: فإن من مات موتا حقيقا لا يعود إلى الدنيا لقوله تعالى (ومن ورائهم برزخ إلى يوم يبعثون) المؤمنون 100. وأما رؤية الميت بعد موته فكثيرًا ما ينتحل الناس قصصًا مكذوبة فى هذا الشأن ولا يستبعد أيضًا أن يكون حصل فى الواقع أن رأوا شيطانًا فى صورة ميتهم فقد يظهر الشيطان بصور بعض الأشخاص بعد موتهم ويراهم بعض من عرفوهم، وما ذلك إلا تلبيس الشيطان الذى يضللون به ويغوون من أمكنهم إغواؤه أو إضلاله. والله أعلم. للحديث بقية. ************************** أرسل رؤياك.. نفسرها فى الحال للتواصل مع الشيخ عبدالحى العسكري، على صفحة "المصريون" على "فيس بوك"