تتصاعد وتيرة الدعاوي المطالبة بمقاطعة الانتخابات البرلمانية بين فئات الشباب، خاصة بعد إعلان اللجنة العليا للانتخابات أن نسبة الإقبال على التصويت باليوم الأول ضعيفة. اختفاء الشباب من المشهد الانتخابي على مدار اليومين الأول والثاني بالمرحلة الانتخابية الأولى لم يكن من فراغ، فكل منهم لديه أسبابه التي يرى أنها جديرة بالاحترام ومقنعة، فمنهم غير المُهتم بالعملية الانتخابية الحالية برمتها، ومنهم من يتابع عن كثب لكنه مقاطع وآخرون يرون أن البرلمان المقبل لن يحقق طموحات سعوا إلى تحقيقها. خالد عبد الحميد أحد الشباب يقول "إحنا كشباب ما قطعناش الانتخابات إحنا نفضنا لها"، مضيفاً أن الانتخابات بجميع أشكالها منذ عام 2011 وحتى الآن مجرد "مسرحية يتبادل السيطرة عليها أبطال المشهد"، بحسب موقع "أصوات مصرية". ويبلغ تعداد من لهم حق التصويت في المرحلة الأولى للانتخابات البرلمانية 27 مليونا و402 ألف و553 ناخبا، يتوزعون على 103 لجان انتخابية عامة. ويبلغ عدد المرشحين على المقاعد المخصصة للانتخابات بالنظام الفردي 2573 مرشحاً من بينهم 112 سيدة، فيما تبلغ نسبة المرشحين المستقلين 65%، في حين يبلغ عدد المرشحين المنتمين إلى أحزاب سياسية 35%. وأشار عبد الحميد إلى أن الغالبية العظمى من الشباب غير مهتمين بالانتخابات البرلمانية، التي لا تمثل لهم "أكثر من مزاح" على مواقع التواصل الاجتماعي. ولفت إلى أن من ذهبوا إلى صناديق الاقتراع هم من كبار السن، المستمرون في التصويت على مدار جميع الانتخابات منذ 2011 وحتى الآن، ظناً منهم بحسب عبد الحميد أنها ستجلب لهم الاستقرار الذي تعدهم به الحكومة قبل كل انتخابات. أحمد عبد الرحمن، (شاب - 28 سنة) يقول إنه غير مهتم بعملية التصويت على الانتخابات البرلمانية أو معرفة المرشحين، لكنه يتابع من خلال مواقع التواصل الاجتماعي التعليقات المضحكة أو "الهاشتاجات" التي تسخر من سير العملية الانتخابية. ويرى عبد الرحمن أن مجلس الشعب بلا فائدة، لأنه لا يسعى إلى تحقيق أي شيء للمواطن الذي انتخبه. وأضاف أن مجلس النواب يكلف الدولة ملايين الجنيهات في إقامة جلسات تحت قبة البرلمان تنتهي بالموافقة على ما تريده الحكومة وليس الشعب. اللواء مجدي البسيوني، مساعد وزير الداخلية الأسبق، وجه نداء للشباب بالنزول والاقتراع، "رداً لجميل الرئيس السيسي الذي لطالما اهتم بالشباب وأتصور معهم سيلفي وركب عَجل" جاء ذلك خلال استضافته بالتليفزيون المصري. فيما ألقت عزة هيكل، عضو المجلس الاستشاري للتنمية المجتمعية التابع لرئاسة الجمهورية، باللوم على أسرة الشاب الذي لا ينزل للإدلاء بصوته، مؤكدة أن الشباب سيفقدون الحق في الاعتراض على أداء البرلمان، لأنهم هم من أتوا بهؤلاء النواب بسلبياتهم الانتخابية. ظهرت على موقع التواصل الاجتماعي توتير "هاشتاجات" ساخرة من مقاطعة الانتخابات أو عدم الاهتمام بها، من بينها (برلمان توتير، محدش راح، بدل ما تنتخب) جاءت أهم التويتات التي تسخر من عدم ذهاب الشباب إلى التصويت "نروح ليه يافندم الشعب عارف إنها بالتعيين، البرلمان ده عامل زي النيش في الجواز ملوش لازمة بس علشان الناس ما تأكلش وشنا". يري يسري العزباوي رئيس وحدة الانتخابات البرلمانية بمركز الأهرام للدراسات الإستراتيجية، أن غالبية الشباب ليس مقاطعاً، ولكنه غير مهتم بعملية النزول والتصويت. وأرجع العزباوي عدم اهتمام الشباب بالتصويت في الانتخابات البرلمانية إلى فشل معظم الشباب في تكوين تجمعات حزبية يخوض من خلالها الانتخابات وتعبر عنه، علاوة على انتهاء حالة الهياج الثوري لديهم، وانتهاء الائتلافات الثورية التي وصل عددها إلى 350 ائتلافاً في السابق، مشيراً إلى أن الإقبال بشكل عام حتى من جانب كبار السن ضعيف، وليس الشباب وحدهم.