حالة من الحزن والاستياء خيمت على وجوه الموالين للسلطة الحالية.. سياسيين وإعلاميين ومواطنين.. متأثرة بضعف الإقبال على اللجان الانتخابية التي فتحت أبوابها صباح اليوم الباكر. انطلقت المرحلة الأولى للانتخابات البرلمانية 2015 في 14 محافظة، شملت كلاً من الجيزة والفيوم وبني سويف والمنيا وأسيوط والوادي الجديد وسوهاج وقنا والأقصر وأسوان والبحر الأحمر والإسكندرية والبحيرة ومرسى مطروح. شهدت معظم المحافظات إقبالاً ضعيفًا من الناخبين، وتغيب الرجال في كثير من المحافظات، فيما اختفى الشباب من المشهد الانتخابي. ويبلغ تعداد من لهم حق التصويت في تلك المرحلة 27 مليونًا و402 ألف و353 ناخبًا، يتوزعون على 103 لجان انتخابية عامة، في حين يبلغ عدد المراكز الانتخابية 5460 مركزًا يضم كل منها مجموعة من اللجان الفرعية. وعرضت القنوات المختلفة التابعة للنظام صورًا عديدة أظهرت ضعف التصويت بطريقة غير مسبقة، جعلتها تعرض الأغاني الوطنية والأناشيد القومية التي تحض المواطنين على النزول. مؤيدو النظام اعترفوا بقلة الإقبال وضعف التصويت، وأرجعوا ذلك إلى عدة أسباب منها سوء إدارة اللجنة العليا للانتخابات لهذه العملية، واتهام قوائم بعينها بأنها السبب في عزوف المواطنين عن التصويت. وقال رفعت السعيد، رئيس المجلس الاستشاري لحزب "التجمع"، إن "الإقبال ضعيف، بسبب سوء تصرف البعض وتعامل أحد القوائم بطريقة غير عاقلة، في إشارة إلى قائمة "في حب مصر" التي حاولت أن توحي للجميع أنها ناجحة وأنها تابعة للرئيس وأنها اللهو الحفي". وفيما قال إن "بعض رجال الرئيس عبدالفتاح السيسي أساءوا إليه"، انتقد السعيد اللجنة العليا للانتخابات التي قال إنها "تصرفت بطريقة غير عادلة حيث عاقبت أحد القوائم واتهمت بأنها تحابي قوائم على أخرى"، واصفًا اللجنة بأنها مثل "الدبة التي حاولت أن تنقذ صاحبها فقتلته". من جهته، قال المحامي والناشط الحقوقي، نجاد البرعي، إن "التصويت ضعيف جدًا بالمحافظات ال14 التي تجري بها الانتخابات في المرحلة الأولى"، مضيفا أن "إصدار قوانين مثل قانون التظاهر وسجن الشباب والتضييق على حرية الإعلام، كان له أثر سلبي على المواطن المصري وعدم ثقته في تحقيق الأفضل". وحول دعوة السيسي المواطنين للتصويت، أضاف البرعي، أن "الانتخابات الحالية تقييم لشعبية السيسي؛ حيث إن ارتفاع عدد المصوتين سيؤكد قوة شعبيته، وضعفها يؤكد أن شعبيته تتراجع". وفيما يتعلق بمشاركة الشباب في التصويت، اقترح البرعي على السيسي تخصيص لجان لتصويت الشباب داخل السجون؛ لأن معظم الشباب يقبع الآن خلف السجون بسبب قوانينه. واعترف المستشار عمر مروان، المتحدث الرسمي باسم اللجنة العليا للانتخابات، بأن نسبة التصويت ضعيفة وأكثر المصوتين من الفئة العمرية فوق سن 50 عاما، ثم الشباب، لافتًا إلى أن نسبة التصويت داخل مصر بلغت 1.19% حتى ظهر اليوم. وأضاف مروان أن التصويت بالمحافظات شهد إقبالا ما بين المتوسط أو الأقل من المتوسط حتى الساعة الثانية والنصف ظهرا، الذي وافق موعد الراحة في اللجان، والتي استمرت حتى الساعة الثالثة والنصف من بعد الظهر. وقال المستشار يسرى بخيت، مسئول لجنة حقوق الإنسان بجمعية الناس الطيبة، إن إقبال المواطنين في الساعات الأولي لفتح باب التصويت في الانتخابات البرلمانية مازال ضعيفًا، داعيا الشعب الي النزول للإدلاء بأصواتهم و الاحتفال بإنجاز خارطة الطريق والمشاركة في آخر استحقاق انتخابي متمثلًا في الانتخابات البرلمانية.