قال موقع "المونيتور" الأمريكي إن البرلمان القادم في مصر سيكون مجرد غطاء سياسي للنظام الحالي في البلاد لإكمال ما سماه الشكل الديمقراطي الظاهري, دون أن يكون له سلطة الرقابة والتشريع, المنوطة به, حسب تعبيره. وأضاف الموقع في تقرير له في 16 أكتوبر, أن الغلبة في هذا البرلمان ستكون لرموز نظام الرئيس المخلوع حسني مبارك, الذين عادوا بقوة للساحة السياسية مجددا, مستغلين خبراتهم بانتخابات 2005 و 2010 , والخدمات, التي يقدمونها في دوائرهم, بسبب ثرواتهم الكبيرة. وفجر "المونيتور" مفاجأة مدوية مفادها أن عدد المرشحين المحسوبين على نظام مبارك في انتخابات 2015 , يقدر بمائتي مرشح, وهو ما أطلق عليه ظاهرة عودة " نواب الحزب الوطني المنحل", حسب تعبيره. وأشار الموقع إلى أن أبرز المرشحين من رموز نظام مبارك, عضو مجلس الشعب السابق والمتهم بقضية "الدم الملوث" هاني سرور، وحيدر بغدادي, النائب السابق في برلماني 2005 و2010 عن الحزب الوطني المنحل، وشاهيناز النجار، زوجة أحمد عز, الذي كان يشغل منصب أمين التنظيم في الحزب الوطني المنحل, والمقرب من جمال مبارك، نجل الرئيس المخلوع حسني مبارك, بالإضافة إلى وزير التضامن الاجتماعي في عهد مبارك وأحد قيادات الحزب الوطني المنحل علي المصيلحي. والانتخابات البرلمانية المقررة في مصر, ابتداء من 17 أكتوبر, هي ثالث الاستحقاقات التي نصت عليها "خارطة الطريق"، والتي تم إعلانها عقب الإطاحة بالرئيس المعزول محمد مرسي، وتضمنت أيضا إعداد دستور جديد للبلاد (تم في يناير 2014)، وانتخابات رئاسية تمت في يونيو 2014. وأقر الدستور المصري الجديد نظام "الغرفة البرلمانية الواحدة"، وسميت "مجلس النواب"، وألغيت الغرفة الثانية التي كان يشملها الدستور السابق، وهي ما كانت تعرف ب"مجلس الشورى". يشار إلى أن مصر بلا برلمان منذ يونيو 2012 عندما تم حل مجلس الشعب الذي كانت أغلبيته من الإسلاميين بناء على حكم من المحكمة الدستورية العليا بعدم دستورية طريقة تقسيم مقاعده بين مرشحي القوائم الحزبية والمرشحين الفرديين. وقد أعلن عدد من الأحزاب مقاطعة الانتخابات البرلمانية المقبلة لتغليب المنافسة الفردية على المنافسة بالقوائم الحزبية, ويقول سياسيون إن المنافسة الفردية تتيح النجاح للأثرياء والمنتمين لعائلات كبيرة. وتواترت أنباء عن دعم مؤسسات الدولة لقائمة "في حب مصر", التي يتزعمها ضابط المخابرات السابق سامح سيف اليزل. ورغم تصاعد الأصوات المشككة في نزاهة العملية الانتخابية، بما في ذلك أصوات مؤيدين للرئيس عبد الفتاح السيسي، فإن هذه الانتخابات لا تزال تجد من يدافع عنها ويرى أنها ستفرز برلمانا قويا ومعبرا عن رغبة المصريين.