تعرفوا يعني ايه واحد عنده عقدة نفسية؟ يعني يكون عارف الصح والغلط وعارف مصلحته ومع ذلك يتصرف بطريقة غلط، غصبا عن نفسه وعن إرادته.
الشخص ده بيروح لطبيب نفسي ليه؟
علشان الطبيب يتعمق في تحليل شخصيته والاستماع الى تجارب حياته وصدماته النفسية على مدار تاريخ حياته علشان يقدر يعرف فين مصدر العقدة ويواجهه بها ويشرحها له علشان يقدر يسيطر على سلوكه.
لأن مش مهم انك تكون عارف بس، المهم انك تقدر تطبق. وتقدر تفهم دوافع سلوكياتك وتعرف مصادرها، سواء كانت جينية او بيئية او نفسية لأنك انت كلك عبارة عن محصلة كل هؤلاء وعقلك هو المدير لهم جميعا.
طيب لما تبص كده للأمة الإسلامية، وتلاقيها تعرف وتتحدث كثيرا - بالأحاديث والآيات - عن العمل وعن التسامح وعن حب الخير لأخيك المسلم وعن ان حرمة النفس البشرية أقدس عند الله من الكعبة ، ثم تجد ان محصلة السلوك الفردي والجماعي تعاكس تماما محصلة المعرفة. تعرف عندها ان كيان الأمة نفسه مليان عقد نفسية.
النَّاس عارفه كل حاجة وتقولك بدل الحديث الف وبدل الأية مائة، لكن المحصلة أمة ضائعة ، يعرف أفرادها كل شئ ولكن لا يفعلون شيئا، يصلون بجوار بعضهم وهم يضمرون الغل والحسد والكراهية لبعضهم.
عقد الدنيا وأمراضها النفسية تجمعت في الأمة وفي أفرادها.
يبقى ايه الحل؟
الحل ان نفعل مثلما يفعل الطبيب النفسي . نعرف تاريخ الأمة بالتفصيل، نفتش في خبايا الأحداث ونقرأها من كل الجهات. نتعمق في قراءة سيرة الرسول ومواقفه لنستشرف منها بعقولنا نحن وليس ما رأته عقول الأخرين، فديننا ليس لدين رهبان ولا كهنوت، يحتكرون الحقيقة دونا عن بقية المسلمين. نستشف منها نحن حقيقة الدين وليس مايريدنا البعض ان نعتقد انه حقيقة الدين لنعرف منبع ومصدر الفجوة الكبيرة بين السلوكيات وكلام الالسن. نقرأ بالتفصيل الممل ماقيل لنا ان لا نخوض فيه من حديث الفتنة من كل مصادرها لنعرف حقيقة ما حدث للأمة، لانه أدى وقاد العقل الجمعى الكلي الاسلامي لما نحن فيه الان.
الطبيب النفسي ايضا يستعين بنتائج العلوم والطب والابحاث الحديثة أثناء فعل ذلك. نحن ايضا علينا الا نقصر بحثنا على الجانب التاريخي والديني ولكن نظرة متعمقة الى علوم الفيزياء والكيمياء والاحياء وعلم الاعصاب وتاريخ الامم الاخرى والفلك والرياضيات وعلوم السلوك ،،،الخ ستجعلكم تصابون بالذهول لما سوف تكتشفونه بعد هذه الرحلة. وبدونها سيكون التمرمغ في الجهل اسهل الحلول ولكنه ليس اسلمها، لأننا مقدمون على تحديات سيفنى فيها الاغبياء والجهلاء والمنغلقون، واخشى اننا تأخرنا جدا على الإفاقة.
مدير إدارة مشروعات دولي محترف صفحة الفيسبوك Rashad Mohamed Abdelhy