شهدت العاصمة الألمانية برلين مظاهرة ضخمة، اليوم السبت، احتجاجاً على "اتفاقية التجارة الحرة" المثيرة للجدل بين الاتحاد الأوروبي والولاياتالمتحدةالأمريكية وكندا، شارك فيها نحو ربع مليون شخص، بحسب المنظمين. وذكرت الوكالة الرسمية الألمانية، أن عدد المتظاهرين حسب تقديرات الشرطة 150 ألف شخص فقط. وبدأت المظاهرة بالتجمع أمام محطة القطار المركزية في برلين، حيث وصل عدد كبير من المتظاهرين بواسطة القطارات والحافلات، حاملين أعلام ولافتات الجمعيات والمنظمات اليسارية المشاركة والنقابات ومنظمات "حماية البيئة والمستهلكين" و"معارضي العولمة" و"أنصار الخضر". وبلغ عدد أفراد الشرطة المرافقين للمظاهرة ألف شرطياً، فيما صرّح المتحدث باسم الشرطة شتيفان ريدش، أن الأخيرة لم تتدخل في المظاهرة. وقال ميخائيل مولر، رئيس منظمة أصدقاء الطبيعة، في كلمته أمام المتظاهرين "إننا هنا من أجل إنقاذ الديمقراطية وليس مستقبل الأسواق"، وطالب ب"وقف التفاوض السري حول الاتفاقية". ورافق المظاهرة 20 سيارة، بها مجموعة من الطبول والموسيقيين، الذين عبروا عن معارضتهم للاتفاقية عن طريق الفن. وفي العاصمة الهولندية أمستردام، تظاهر ضد الاتفاقية حوالي 7 آلاف شخص، من ممثلي النقابات العمالية، ومنظمات حماية البيئة والمستهلك وسلامة الأغذية، حسب الإذاعة الرسمية. وحذر المتحدث باسم المنظمين جورين فان دين بيرج، من أن "الاتفاقية ستمنح سلطات كبيرة للشركات المتعددة الجنسيات، وستخفف من قواعد سلامة الأغذية"، وأضاف أن "معارضة الاتفاقية تزداد بعد بدء التفاوض حول الاتفاقية في يوليو 2013.
ويبلغ حجم الصادرات الأوروبية إلى الولاياتالمتحدة 288.3 مليار يورو، بينما يقدر حجم الصادرات الأمريكية إلى الاتحاد الأوروبي بمبلغ 158.8 مليار يورو، ومن المنتظر أن تكون اتفاقية التجارة الحرة، أكبر اتفاقية تجارية في العالم حال توقيعها، كونها ستستهدف 850 مليون مستهلك من الجانبين. وكانت مبادرة للمواطنين على مستوى الاتحاد الأوروبي (مستقلة)، جمعت توقيعات حوالي 3.2 مليون شخص في دول الاتحاد خلال عام واحد فقط، لمعارضة الاتفاقية تحت شعار(أوقفوا اتفاقية التجارة الحرة).