حذر عسكريون وأمنيون من تكرار فشل التجربة الأفغانية، في سوريا، بعد إعلان روسيا تشكيل تحالف دولي، لضرب تنظيم داعش، كما زعمت، وتوقعوا انسحاب روسيا والتحالف، لقصر مدة حربها، وأكدوا أن سوريا ستكون ميدانًا لتصفية حسابات بين روسياوأمريكا بطريقة غير مباشرة. قال اللواء "حسام سويلم" مساعد وزير الدفاع الأسبق والمدير الأسبق لمركز الدراسات الاستراتيجية للقوات المسلحة، إن الأربعة أشهر التي أعلنت روسيا أن حربها ضد التنظيم الإرهابي "داعش" هي مدة غير كافية للقضاء على التنظيم في سوريا، مرجحًا انسحاب روسيا في حال وجدت نفسها متورطة في أفغانستان جديدة.
وأكد "سويلم" في تصريح ل"المصريون" أن روسيا ستواجه مقاومة داعشية ومقاومة من أمريكا لإعاقة مهامها ومساعي لإفشال المشروع الروسي، مشيرًا إلى أن أمريكا هي التي خلقت داعش ومهامها أنها تسعى للحفاظ عليه لتفتيت الدول العربية مثلما حدث في العراق وليبيا.
وتابع سويلم: "أرجح أن تقوم داعش بضربات لمصالح روسية على الأراضي السورية، وعن أهداف موسكو من هذه الضربات قال: "إنها لدعم عميلها بشار الأسد ونظامه، ولتدافع عن قواتها العسكرية في طرسوس واللاذقية ولتمنع وصول عمليات داعش إلى أراضيها".
وأضاف "سويلم" أن الحل للقضاء على داعش ممكن في حال توحد الدول العربية وتكوين قوى عربية مشتركة واتحاد لا ينخدع من الدول الأوروبية لمحاربة مثل هذه التنظيمات وعدم الاعتماد على روسيا أو أمريكا لأن لكل منها مصالحها الخاصة.
يذكر أن الرئيس الروسي "فلاديمير بوتين" صرح بتوقع استمرار الحرب على داعش في سوريا لأربعة أشهر وفي السابق توقع الرئيس أوباما امتداد الحرب لعشرة أعوام.
كما أضاف "محمود السيد قطري" عميد شرطة سابق، أن موقف روسيا جاد واستبشر به معظم الدول ويفسره بأن روسيا حاليا تبحث عن دور لها في ظل استقطاب أمريكا للوضع الدولى، وإعلانها أن الموقف الدولي أصبح صاحب القطب الواحد في ظل أن روسيا تريد العودة للقطبين، وعندما وجدت روسيا نفسها في حصار شديد من أمريكا ودول أخرى جعلها تبحث عن مكان للضغط على النظام العالمي لتخفيف الضغط عليها من الحصار المفروض عليها، بالإضافة إلى إرادة روسيا في إحياء المجد السابق "الاتحاد السوفيتي" الذي ورثته لإثبات وجودها لأن قوتها بدأت تتقلص والآن تجمع في أوراقها القديمة، وهذا من ناحية المصلحة السورية.
وتابع "قطري": "ومن ناحية المصالح العربية والمنفعة نجد أن أمريكا تتلاعب بالمنطقة كما تشاء هي وبعض أجهزة المخابرات مثل "الربيع العربي" والثورات العربية، فإن كل هذه المحاولات واضحة أمام الجميع فهى تسعى لتفتيت الدول العربية حتى تصبح إسرائيل دولة لها شأن، وهذا من جعل البعض يستبشرون بالتدخل الروسي.
وأكد "قطري" أن التدخل الروسي هو تدخل جدي ولكن موسكو لن تقتصر على هذا وستضرب المعارضة السورية أيضًا لصالح بشار الأسد، وبالتالى سيحدث تقسيم سوريا لدولتين على الأقل نصفها ل"الأسد" والنصف الآخر لتركياوالعراق، مرجحًا انسحاب روسيا في حال وجدت نفسها متورطة في أفغانستان جديدة.
وتابع: "وهذا للأسف في ظل تقاعس الدول العربية عن التدخل الجاد في سوريا ومحاولة إنهاء الأزمة السورية بمفاوضات أو غير مفاوضات، وأصبح العرب ألعوبة في يد التدخل الأجنبي سواء كانت أمريكا أو روسيا.
وأكد "قطري" ل"المصريون" أن المقاتلين الروس أشداء وهم السبب في انتصار الحلفاء في الحرب العالمية الثانية وليسوا مرفهين مثل الأمريكان وتصرفاتهم جدية، ولكن أربعة أشهر ليست كفيلة بالقضاء تماما على التنظيم الإرهابي "داعش".
وعلق أيضًا عميد الشرطة على اعتقاد "أوباما" بأن موسكو ستستغرق عشرة أعوام في القضاء على "داعش" بأن هذه سخرية من قوة روسيا أمام التنظيم الإرهابي، وهذه السخرية تتحدث عن المؤامرة غير المباشرة من أمريكا لتقسيم الشرق الأوسط، ولكن أمريكا فاشلة، برغم قوتها، ولكن ليست بالقوة التي تذيعها أمام الجميع، فأمريكا فشلت في أفغانستان، مما أدى إلى تحرير طالبان وتوسعت أكثر بالإضافة إلى ترك العراق ممزقًا.
واختتم قائلا: "داعش صناعة أمريكية بطريقة ملتوية عن طريق تركيا".