4 «شهداء» جدد فى «أحداث» مجلس الوزراء، ينضمون لإخوانهم «شهداء» محمد محمود.. وإخوانهم «شهداء» ماسبيرو.. وإخوانهم ضحايا «البالون».. وجميعهم يلحقون بالشهداء الأوائل الذين بذلوا أرواحهم فداء لمصر فى ثورة يناير التى تحل «ذكراها» السنوية بعد أسابيع قليلة.. فماذا بعد؟.. وإلى أين وصلنا؟.. ومن يدفعنا جميعا نحو الهاوية؟ للأسف ليس أمامنا سوى المجلس العسكرى ندعوه للاستماع إلى صوت العقل قبل أن تحدث الوقيعة، ويزداد انغماسه فى رمال السياسة المتحركة، التى كلما أتى فيها بتحرك غاص أكثر وأكثر. أعجبنى الشيخ محمد حسان – الداعية الجليل – أمس وهو يقول: إن مسئولية المجلس العسكرى وحكومته ثقيلة وأسألكم يا من ولاكم الله الأمانة.. اتقوا الله واعلموا أنها أمانة ويوم القيامة خزى وندامة، فالمجلس العسكرى صاحب المسئولية الأولى أمام الله والشعب لأنه راع ومسئول عن رعيته».. انتهى كلام الداعية الجليل، الذى يحظى باحترام ومحبة الجميع. ونعود للمشهد الذى فيه مصر الآن، والذى ينذر بكارثة خطيرة ما لم يتم تداركه، والذى هو بداية الشقاق، والخلاف العنيف، والاستقطاب الذى شق مصر شقاً، وقسمها قسمين، ليس فقط بالتأثير فى رأى وعقل بسطاء الناس الذين هم السواد الأعظم، والذين تقودهم فطرتهم النقية، بل أيضا تم شق صفوف المثقفين والثوار والنشطاء، وكأن البلد أصبح نصفه مع المجلس العسكرى، ونصفه مع الثوار والثورة، ونسينا فى غمرة اتهامات العمالة والقبض من الخارج والداخل، والتخوين، والتخريب، أن المجلس العسكرى والجيش، والشرطة والثوار والمثقفين وعامة الشعب هدفهم واحد، وحبهم واحد، ألا وهو حب مصر، وإنقاذها مما هى فيه. للأسف نجح إلى حد كبير مخطط «تكفير» الناس بثورة يناير، ودفعهم دفعا إلى «كرهها»، وتحويل الثوار إلى عملاء يقبضون، وتحويل تيارات الإسلام السياسى إلى «انتهازيين ونفعيين وبراجماتيين، وطالبى سلطة، وتحويل المجلس العسكرى إلى حماة للنظام السابق، سائرين على دربه؛ من أجل حماية استثمارات الجيش التى تقترب من ال50 مليارا. هل هذه هى مصر التى تريدون؟.. مصر التى يخوِّن فيها الواحد الآخر، ويتهم الجميع الجميع؟.. مصر التى يقف نوابها الذين لم يجف حبر انتخاب الشعب لهم بعد معتصمين أمام دار القضاء العالى فيهاجمهم البلطجية وأبناء المخلوع بدعوى الدفاع عن المجلس العسكرى؟.. مصر التى تقف رموزها الإعلامية والسياسية على سلالم نقابة الصحفيين فيهاجمهم «مصريون» مرددين هتافات تتهمهم بالعمالة والخيانة.. ويكون ردهم رفع صور الاعتداء على «مصريات» فى ميدان التحرير؟ أكرر للمرة الألف نحترم جيشنا العظيم، وندعو المجلس العسكرى لسرعة إنقاذه من الغوص فى رمال السياسة المتحركة، لأننا لا نقبل عليه ما يوصف به الآن فى أجهزة إعلام العالم.. قواتنا المسلحة هى آخر حائط تستند عليه «مصر» المنهكة التى تتلقى الطعنات والضربات من كل صوب، فلا تجعلوه حائطا ملطخا بدماء شبابها.. وأسرعوا بإلقاء المسئولية إلى أهلها السياسيين وعودوا إلى ثكناتكم واحموا الثورة من الانحراف.. واحموا «مصر» مما يخطط لها.. واتقوا الله كما قال الشيخ محمد حسان.. واللهم إنى أستودعك بلدى، رجالها وشبابها ونساءها وفتياتها وأطفالها وشيوخها، اللهم إنى أستودعك بيوتها وممتلكاتها ومنشآتها، اللهم إنى أستودعك نيلها وأراضيها وخيراتها وثرواتها، اللهم إنى أستودعك أمنها وأمانها وأرزاق أهلها، اللهم إنى أستودعك بحورها وحدودها وجنودها.. فاحفظهم بحفظك يا من لا تضيع عنده الودائع، وأنت خير الحافظين.. اللهم احم مصر من كل من يريد بها السوء اللهم احمها بحماك يا رب العالمين. حسام فتحى [email protected] twitter@hossamfathy66 اتدعوهم إلى التقوى؟! وماذا تنفع الشكوى إذا ما استعصت البلوى وصار اللص سلطانا وأصبح خبثنا نجوى تضيع الدين والفتوى بماذا ينصح الداعى وأوجاعى له سلوى؟ وبعضٌ من خطايانا ندس الدين فى قولٍ ويلبس قولنا الزورُ نقول النور آتيكم فلا نلقى سوى الظلمات تلف البيت والساحة وهذا القصر مختربٌ وهذا الكهف مهجورُ رصاصاتٌ ممنهجةُ وفى الإعلام شيطانٌ وفى الميدان مأجورُ فهل للكفر أن يقنع بأن قلوبنا تسمع بأن الزائف المخلوع طليقٌ فى زنازنه وهذا الشعب مأسورُ مختار عيسى (يوميات يناير)