شنت مواقع التواصل الاجتماعى حملة سخرية عارمة على تصريحات قيادي الدعوة السلفية بالإسكندرية عبد المنعم الشحات، تعليقا منه على منع النقاب بالجامعات مؤكدا بقوله على حاجة الطالب إلى رؤية وجه المدرس أثناء العملية التعليمية "في بعض الأحيان"، كتعلم اللغات مثلاً، مما يستوجب خلع النقاب، الأمر الذي أثار موجة سخرية على الشبكات الاجتماعية، فاقترح البعض مازحاً اختراع نقاب جديد اسمه "نقاب الشفايف". كان قد أثار قرار رئيس جامعة القاهرة د. جابر نصار بحظر ارتداء أعضاء هيئة التدريس النقاب أثناء المحاضرات، ردود فعلٍ واسعةٍ على الشبكات الاجتماعية، فتباينت التعليقات بين مؤيدٍ ومعارضٍ للقرار، وبين تهكم من موقف "حزب النور". نصار حاول تبرير القرار في مداخلة هاتفية أجراها مع برنامج "البيت بيتك" على قناة TEN الأربعاء 30 سبتمبر 2015، حيث قال إن القرار "ينطبق فقط على 10 سيدات منقبات في جامعة القاهرة، وهؤلاء لديهن بالفعل مشاكل في تقاريرهن التدريسية". وأضاف متسائلاً، "هل يجوز للمدرس أن يدخل على التلاميذ بالملابس الداخلية مثلاً؟". كما نفى رئيس جامعة القاهرة تطبيق أو تعميم القرار على الطالبات بالجامعة، وقال “ليس على الطالبات خلعه سوى في لجان الامتحانات للتأكد من هويتهن فقط"، وأكد في الوقت نفسه عدم وجود إشكاليات شرعية في القرار. من جانبها، حذرت حركاتٌ طلابيةٌ مما وصفته بال"المردود السلبي للقرار المستفز.. والحريات الشخصية"، مرجحةً عدم تطبيقه، وبالتالي تسببه في إحراج إدارة الجامعة. "حزب النور" وحرب الشبكات الاجتماعية قرار رئيس جامعة القاهرة لاقى أصداءاً متباينة في أروقة "حزب النور"، فاحتج نائب رئيس الدعوة السلفية ياسر برهامي على القرار في تصريحات صحافية، معتبراً منع عضوات هيئة التدريس من ارتداء النقاب مخالفة “وتمييزاً ضد فئة معينة من أجل مذهبها الديني". وأضاف برهامي أن القرار "يعد تجاوزاً في حق المرأة المتقبة"، مناشداً نصار بالتراجع عن القرار، وداعياً المتقبات إلى رفع قضية عاجلة “لتمكينهن من مباشرة حقوقهن". من جانبه، رد رئيس جامعة القاهرة بالقول إن برهامي "لا يستطيع فرض رأي فقهي على الآخرين، فالأزهر هو المرجعية الدينية في الدولة المصرية وليس برهامي". أستاذ الفقه في جامعة الأزهر د. أحمد كريمة أيد قرار منع دخول المنقبات من التدريس، معتبرا "القرار حكيما وصائبا ويتفق مع الشريعة الإسلامية بل وله أصول في الشرع ولا يحق لنا الاختلاف عليه". وقال كريمة في تصريحات صحفية إن "الإسلام منع المنتقبات من ارتدائه في الحج، وذلك بعدما ترتدى ملابس الإحرام، فهذا يساند قرار رئس الجامعة، فمنعها من التدريس ليست جريمة يقوم لها الإعلام والمجتمع بهذا الشكل المبالغ فيه". كما طالب كريمة إدارة جامعة الأزهر بأن تحذو حذو جامعة القاهرة، معتبراً أن النقاب لم يُفرض في الإسلام “والقاعدة الفقهية تقول إن المعقول إن واجه المنقول يسقط المنقول. ولا يوجد دليل واحد في القرآن يقر بفرض النقاب". مطالبات ل “المعاملة بالمثل” أخيراً، انتقد عضو حركة "9 مارس" لاستقلال الجامعات د. يحيى القزاز، قرار جامعة القاهرة، معتبراً أن من "حق السافرات أن يلبسن ما يشأْنَ، وأيضًا من حق المنتقبات أن يلبسن ما يشأْن، طالما لا يعتدين على حقوق أحد". واعتبر القزاز في تصريح صحفية، القرار "خطيراً، وسيشعل الدنيا، لأنه قرارٌ قهريٌ يمنع الأساتذة من إلقاء المحاضرات".