رجل غامض، قليل الكلام، يعد ذاكرة الجماعة التي تحمل كل لوائحها، ويعرف كل خلفياتها وقراراتها، والأكثر دراية بكل أعضاء مكتب الإرشاد ومسئولي المكاتب الإدارية في جميع المحافظات، وهو الترموتر الدقيق لقياس أداء واختبار الشخصيات المهمة في الجماعة، ويحمل الشفرة السرية لتمويلات واشتراكات الجماعة، وذاكرة حاضرة وخبرة واسعة واطلاعا كبيرا على كل شئون الجماعة داخليا وخارجيا. محمود حسين.. عضو مكتب الإرشاد بجماعة الإخوان المسلمين، وأمين عام الجماعة سابقًا.. ظهر بكثافة عقب الخلافات التي طالت الجماعة أواخر مايو الماضي، ويعد أبرز أطراف الخلاف الكبير داخل قيادة جماعة الإخوان العليا الذي نشب على خلفية كيفية مواجهة نظام 3 يوليو، فانقسمت الجماعة لجناح يتزعمه حسين إبراهيم، الأمين العام لحزب الحرية والعدالة وهو يتبنى ما يسميه "التصعيد والقصاص"، و الجناح الآخر يقوده محمود حسين، الأمين العام للجماعة، الذي يصر على السلمية كوسيلة للتغيير، وكلا الجناحين، يعتبر نفسه صاحب "الشرعية" في قيادة الإخوان. سبق واعتقال محمود حسين عدة مرات كان آخرها في مداهمة منزل رجل الأعمال نبيل مقبل في أغسطس 2007، وولد في 16 يوليو 1947 بمدينة يافا في فلسطين، وعاش فترة من حياته في رفح حتى نهاية المرحلة الثانوية وعاش مع والده برفح عندما كانت تحت الإدارة المصرية قبل نكسة 1967. والده كان من الإخوان ووالدته فلسطينية، تعلَّم في مدرسة بئر سبع الثانوية برفح الفلسطينية، يعمل حاليًّا أستاذ بكلية الهندسة (قسم مدني) بجامعة أسيوط، حُكم عليه بالسجن ثلاث سنوات عام 1995م في القضية العسكرية الشهيرة للإخوان، كما تم اعتقاله عدة مرات، انضم لمكتب الإرشاد بعد وفاة الشيخ أبو الحمد ربيع ليمثل الصعيد، له أربعة أولاد (بنتان وابنان). بدأت الخلافات عندما أصدر حسين، بيانًا زعم فيه أن أجهزة الإخوان ومؤسساتها تعمل، وأن محمود عزت نائب المرشد وفقًا للائحة الداخلية للجماعة يقوم بمهام المرشد، فيما رفضت الإخوان إذاعة بيان حسين، وشن شباب الجماعة هجومًا عنيفًا عليه. لم يلق حسين، أمين، قبولاً على الأرض لدى القيادة الجديدة للجماعة وقواعدها الشبابية في الخارج وفي الداخل، ووصفت القيادات هذا البيان بمحاولة انقلاب يحاول تنفيذها محمود حسين ومحمود عزت ومحمود غزلان، داخل الإخوان لم تنجح. وخرج وقتها محمد منتصر المتحدث الإعلامي باسم جماعة الإخوان المسلمين، مؤكدًا أن الجماعة اختارت مواصلة المسار الثوري وأن الدكتور محمود حسين لم يعد أمينًا عامًا للجماعة ولا يمثلها، موضحًا أنه منذ فض اعتصام رابعة أدارت الجماعة لجنة مكونة من مجموعه من أعضاء مكتب الإرشاد وقامت هذه اللجنة بعد ذلك بعمل انتخابات في كل مكاتبها الإدارية ووحداتها وهو ما نتج عنه احتفاظ الدكتور محمد بديع المرشد العام بمنصبه، كما تم اختيار أمينا عاما من الميدان - لم يسمه - وأكد منتصر أن الدكتور محمود حسين ليس أمنا عاما لجماعة الإخوان المسلمين. بعدها عاد حسين مستعينًا بورقة التمويلات، باعتبار أن قيادات الجماعة القدامى «محمود عزت، إبراهيم منير، محمود حسين" هم المسيطرون على مصادر التمويل، وهو الأمر الذي انعكس بوضوح على الفضائيات- أهم أدوات الجماعة فى مواجهتها لنظام 3 يوليو- منذ فض رابعة، فحدث تضارب في استمرار عدد منها «الشرق، رابعة، مكملين، الحوار، مصر الآن...»، فأغلقت رابعة والشرق ومصر الآن، قبل أن تعود الآولى برعاية الدكتور أيمن نور، زعيم حزب غد الثورة. ويمتلك محمود حسين جناحًا قويًا داخل قيادات إخوان الخارج منهم ابراهيم منير، عضو مكتب الإرشاد بجماعة الإخوان المسلمين والأمين العام للتنظيم الدولي للجماعة، وجمال عبدالستار في تركيا، كما استقطب لصفه قيادات إخوانية كثيرة. وظل الوضع الحالي قائم تحت شعار "لا صوت يعلو فوق صوت القيادة التاريخية"، و"خطاب المحنة"، "وكلمة السر التمويل" سواء من اشتراكات الداخل التي تصل إليه عبر الأمانة العامة التي تتواصل مع الشعب الإخوانية في الداخل، أو مع إخوان الخليج وأوروبا.