لم يلق بيان محمود حسين، أمين عام جماعة الإخوان المسلمين، بتقليد محمود عزت، النائب الأول للمرشد محمد بديع، مرشدًا جديدًا للإخوان قبولاً على الأرض لدى القيادة الجديدة للجماعة وقواعدها الشبابية في الخارج وفي الداخل. وأكدت قيادات بجماعة الإخوان المسلمين أن محاولة الانقلاب التي حاول تنفيذها محمود حسين ومحمود عزت ومحمود غزلان، داخل الإخوان لم تنجح. قيادي بالإخوان - فضّل عدم ذكر اسمه - قال إن الأزمة الأخيرة داخل الإخوان لم تصل للقواعد بعد، مشيرًا إلى أن الصراع ليس على كراسٍ أو مناصب كما يروج البعض بل على تفاهمات وتوجهات يريد كل فريق أن يمضي وجهة نظره فيها، ظنًا منه أنه بذلك يحفظ الجماعة كتنظيم وأفراد. وأضاف القيادي ل"المصريون" أن هناك بعض العروض الدولية لقيادات الإخوان لإعادة دمجهم في المشهد السياسي والإفراج عن معتقليهم وتخفيف حدة الهجوم على أفرادهم أو استهدافهم مقابل تهدئة غير معلنة قد تقود لتسوية على المدى القريب والبعيد. وأشار القيادي إلى أن الطرف المنتخب حديثًا – في إشارة للقيادة الجديدة للجماعة - لا يريد التماشي مع هذه العروض ويرفضها من الأساس، ويحاول أن يصعد وجهة نظره في صفرية المعادلة والصراع وبالتالي لا حاجة لعقد هذه التفاهمات. ولفت القيادي إلى أن القيادات التاريخية بالجماعة تريد اقتناص هذه الفرصة، وترى المدى قدمًا في المسار الثوري مضرًا بالجماعة كتنظيم وأفراد. وتابع القيادي أن الشباب على الأرض ملتزم برأي الشورى وإدارة الجماعة المنتخبة حديثًا ولا يكترث كثيرًا للخلافات التي تبدو على السطح والأهم بالنسبة لهم هو استمرار التصعيد وفق الخطة الموضوعة وعدم تأثرها بهذه الإعلانات. ومضى القيادي بالقول إن الخلاف الذي نشأ بين محاولة المحاميد الثلاثة (محمود عزت ومحمود غزلان ومحمود حسين) في السيطرة على توجه الجماعة ودفعه في الخيار الذي يرونه صحيحًا ويحفظ الجماعة، وبالتالي فقد حاولوا الاحتفاظ بمناصبهم الرسمية للتأثير على القرار، لكن قوبل ذلك برفض فريق إدارة الأزمة في الداخل ومكتب إدارة الإخوان في الخارج برئاسة أحمد عبدالرحمن. وأوضح القيادي أن لهذه الأسباب طفت الخلافات على السطح لكن سيتم تجاوزها لأن الأواصر بين الإخوان أكبر من هذه الخلافات التي أراها صحية جدًا وفعالة في تنظيم كبير بحجم الإخوان، بحسب قوله. اجتماع اسطنبول اجتمع 25 قياديًا بجماعة الإخوان المسلمين، السبت، بمدينة اسطنبول التركية، لمناقشة الأزمة الأخيرة بين قيادات الجماعة التاريخية والتيار الثوري، الذي يغلب عليه الطابع الشبابي، ويميل لمواجهة السلطات. شهد الاجتماع، حضور غالبية قيادات شورى الإخوان وقياداتها، وعلى رأسهم أحمد عبدالرحمن، مسئول مكتب الإخوان في الخارج، وجمال حشمت، رئيس البرلمان الموازي، ويحيى حامد، مستشار مرسي، وأيمن عبدالغني، أمين شباب حزب الحرية والعدالة. وقال مصدر من بين الحضور، فضَّل عدم ذكر اسمه ل "المصريون"، إن الاجتماع كان محاولة للوصول لحل يرضي طرفي الأزمة. وأشار إلى أن المجتمعين اقترحوا إجراء انتخابات جديدة لاختيار مجلس شورى جديد للجماعة، يقوم بالتبعية بانتخاب مكتب إرشاد جديد، وفقًا للائحة جديدة يكون مجلس الشورى مختصًا بوضعها، على ألا يترشح أي من قيادات مكتب الإرشاد القديم الموجودين خارج السجون، نظرًا لأن الكثير من قواعد الجماعة يرون أنهم فشلوا في أداء دورهم. وأضاف المصدر، أن ذلك الطرح تم رفضه من قبل محمود حسين، بسبب مخاوفه من أن إجراء انتخابات في هذه الأجواء المشحونة بالخلافات ستؤدي في النهاية لانتخاب مكتب إرشاد أكثر ثوريةً واندفاعًا من لجنة إدارة الأزمة الحالية، وهو ما قد يؤدي إلى صراع أكثر شراسةً ودمويةً مع النظام الحالي في الوقت الراهن. وتواجه جماعة الإخوان المسلمين، أزمة عنيفة داخل صفوفها، بين القيادات التاريخية للجماعة وعلى رأسهم محمود عزت، نائب المرشد محمد بديع، والقياديان محمود حسين ومحمود غزلان، من جانب، ومن جانب آخر، التشكيل الجديد للإخوان والذي يمثله مكتب إخوان الخارج ومتحدث الإخوان الجديد، والتيار الثوري داخل الإخوان. البداية كانت حين قاد محمود عزت، النائب الأول للمرشد، انقلابًا داخل الجماعة على المكتب الحالي للجماعة، قلده فيه محمود حسين، أمين عام الجماعة، مرشدًا لها، في بيان رسمي، بدعوى أنه نائب المرشد، وينوب عنه وقت اعتقاله، وأن هذا ما تمليه لائحة الجماعة، وذيل "حسين" بيان باسم الأمين العام لجماعة الإخوان المسلمين. وبانقلاب "عزت" أصبح للجماعة جناحان، أحدهما انتخب مؤخرًا في فبراير 2014، ظل على أساسه محمد بديع في منصبه مرشدًا للجماعة، وانتخبت مكتبًا لإدارة الأزمة يقوده محمد كمال، مسئول قطاع الصعيد، وصعدت الانتخابات عددًا من الوجوه الجديدة والكوادر الشبابية داخل مكتب الإرشاد، وهذه المعلومات أكدها محمد منتصر المتحدث باسم التنظيم. ورد محمد منتصر، متحدث الإخوان على انقلاب محمود عزت، إن "حسين" لم يعد أمينًا عامًا للجماعة، حيث أطيح به هو وعزت ومحمود غزلان، وعبد الرحمن البر من مكتب الإرشاد في انتخابات 2014، الأمر الذي زاد الخلاف بين أقطاب الجماعة. وزاد الأمر تعسرا، حين كتب محمود غزلان مقالة يدعو فيها شباب الجماعة الالتزام بالسلمية وعدم استخدام العنف كحل بديل للتظاهر السلمي، فدخل شباب الجماعة على خط المواجهة مع غزلان وهاجموه بمقالات مختلفة وعبر نشاطهم على مواقع التواصل الاجتماعي.