ما فتئت كتيبة مبارك وأعوانه فى كل مكان فى مصر لا تريد أن تتعظ مما حدث فى 25 يناير وترجع إلى ربها وإلى الحق وتقر وتعترف باختيارات الشعب فقد اتفق العقلاء فى مصر من أقصاها إلى أقصاها على طريق محددة بدأت باستفتاء على تعديلات دستورية محددة رضى بها الكثير ورفضها القليل ولكنها فى النهاية مرت عبر استفتاء شعبى حر، بعدها جرى محاولة بلبلة من المنتفعين والذين لا يريدون الخير لمصر لأننى كما ذكرت سابقًا هناك عصابة منظمة تدار من سجن طرة أو من بعض المتنفذين فى السلطة سواء إعلاميًا أو بالمال وجرى تفريغ الإعلان الدستورى من محتواه وبدأت المماطلة من المجلس العسكرى سواء فى محاكمة القتلة أو الفاسدين ولم يجد المجلس العسكرى بدًا إلا الدخول فى مواجهة مباشرة مع الشعب الذى ثأر على الظلم وهى للأسف مواجهة خاسرة للجميع أول الخاسرين فيها هى مصر الكل سيكون خاسرًا المجلس العسكرى والشرطة والشعب، والوضع لا يحتاج إلى تعليق فهل إراقة دماء المعتصمين وحرق مبانى مجلسى الشعب ومجلس الوزراء والمجمع العلمى ومنشآت الدولة الأخرى التى لا تقدر بمال بما لها من قيمة تاريخية وعلمية يستحق فض اعتصام مائتى شخص بالقوة، ألم يصرح المسئولون فى الدولة بما فيهم رئيس الوزراء منذ أيام قليلة بأنه لن يفض اعتصام بالقوة أو حتى القوة اللفظية أم أن هناك دائمًا من يفعل عكس من يقول حتى وإن كان الكثيرون منا غير موافقين على الاعتصام الدائم. هناك من يحاول جر المجلس العسكرى إلى تكرار سيناريو المشهد السورى سواء فى الخارج أو أعوانهم فى الداخل والوضع الحالى يسير بسرعة مذهلة فى هذا الاتجاه ولذلك على المجلس العسكرى أن يعى ذلك وحتى لايفقد البقية الباقية من تقدير واحترام الشعب لأنه فقد الكثير فى الأيام الماضية من رصيده ومرشح للكراهية بشدة فى الأيام القادمة لذلك نهيب بالمجلس العسكرى أن لا ينزلق إلى هذا المنعطف لأنهم سيكونون أول الخاسرين فى هذا الأمر ناهيك عن خسارة البلد فى كل الاتجاهات وسيكون هذا حلم أعدائنا سواء فى الخارج أو الداخل، نحن نرى دورًا مهمًا وواضحًا للجيش فى الإصرار على إتمام الانتخابات بنزاهة وحرية وتأمينها والوصول بها إلى النهاية وهذا شىء نقدره جميعًا لهم فلماذا إذن الصرامة فى جانب والتراخى فى جانب آخر وتعليق الأمر على أطراف أخرى. الأمر الآخر هو كتيبة الإعلام الفاسدة من المرتزقة والمنتفعين فى برامج التوك شو والتى اتضح أنها لا تريد لا حرية للشعب أو تقدم للبلد وذكرنى ذلك ببرنامج شاهدت بعضه منذ أيام كان أحد أطرافه الأستاذ الفاضل جلال عارف والذى ظل هو والضيف الآخر ومقدم البرنامج على قناة أون تى فى يعذفون عزفًا منفردًا كله افتراء وقال الأستاذ جلال عارف إنهم لن يسمحوا للتيار الإسلامى بكل فصائله بأن يحكم مصر مهما حدث وأن الشعب ليس مصدر السلطات وأن وأن إلى نهاية القاموس الذى تعرفونه، وسؤالى هو من هم حتى يسمحوا أو لا يسمحوا بمن يحكم أو لا يحكم، هل لو الأستاذ الفاضل رشح نفسه فى الانتخابات سينجح أو سيصوت له مائتى ألف ناخب كما حدث مع بعض من الذين نجحوا من أول مرة فلماذا كل هذا التأجيج ولماذا دائمًا يأتى إلينا كلما هدأت الأمور بعض من يشعلون النار من جديد، والأمر واضح تمامًا ففى نفس الأسبوع، حدث ما يحدث أمام مجلس الوزراء وميدان التحرير وكأن هناك من أعطاه وأمثاله رسالة يوصلها الى الفائزين فى الانتخابات بأنه لا فائدة من المجلس القادم، إذن لماذا إهدار الملايين فى الانتخابات ولماذا لا نقبل بمن يأتى به الصندوق ونراقبه ونحكم على أدائه ونقول له أحسنت إن أحسن وأسأت وعليك الرحيل إن أساء أم أن مصر بدعة. [email protected]