بلجيكا تضع نحو مليون مسلم في مأزقاً صعبا، حيث تمّ منعهم من ذبح الأضاحي نهائياً، بحجة تعارضه مع أدبيات الرفق بالحيوان، رغم أن الأضحية طقس ديني تكفله المواثيق الدولية وحرية إقامة الشعائر لأبناء الديانات المختلفة. كما رفضت الحكومة الحالية بمملكة بلجيكا جميع الالتماسات والتوضيحات المقدمة من ممثلي الجالية بشأن السماح بذبح أضحية عيد الأضحى، وأصرّت أن يكون الذبح بعد تخدير الحيوان أو صعقه بالكهرباء وإلا سيعد ذبح الأضحية جريمة يعاقب عليها القانون وبشكل مشدّد. لم تعرفها الجالية المسلمة في بلجيكا إلا قبل نحو أربع سنوات ومع بدايات صعود أحزاب اليمين ذات النزعة القومية المتطرفة التي تتخذ مواقف معادية من المهاجرين والأجانب، ووصل الأمر إلى ذروته بنجاحها في الانتخابات البرلمانية الأخيرة وتشكيلها ائتلافاً حاكماً. المشكلة بدات في إقليم فلاندر، حين أصرّت لجنة الرفق بالحيوان في برلمان الإقليم، على عقد جلسة استماعٍ لوزير الرفق بالحيوان بشأن ذبح الحيوانات من عنقها، وهي لا تزال مستيقظة، الأمر الذي تعده جمعيات حقوق الحيوان “وحشية لا مبرر لها”. وانتقد عددٌ كبير من النشطاء السياسيين البلجيك المهتمين بقضايا التعايش السلمي بين الأديان المختلفة، قرار الحكومة الفدرالية الذي جاء مؤيداً لقرار الحكومة المحلية بإقليم فلاندر.