أعلن ألكسيس تسيبراس (41 عاما) زعيم حزب سيريزا اليساري الذي فاز في الانتخابات التشريعية اليونانية -الأحد- أنه سيشكل ائتلافا حكوميا مع حزب اليونانيين المستقلين (أنيل) الذي يتزعمه بانوس كامينوس. وقال في خطاب أمام مناصريه الذين تجمعوا في ساحة وسط أثينا "سوف نوحد قوانا، سوف نستمر معا". وألقى بعده كامينوس خطابا في هذا المجال. وبحسب النتائج التي صدرت بعد فرز أكثر من 99% من الأصوات، فإن سيريزا حصل وحده على 145 مقعدا في مجلس النواب من أصل ثلاثمائة، ومع أصوات حزب اليونانيين المستقلين يصبح لديه أكثرية من 155 مقعدا، الأمر الذي يؤمّن له الأغلبية المطلقة. وحلّ حزب الديمقراطية الجديدة ثانيا وحصل على 75 مقعدا في البرلمان، واحتل حزب الفجر الذهبي المركز الثالث ب18 مقعدا، والباسوك 17، والشيوعي 15. وقال تسيبراس إن "الشعب اليوناني أعطى تفويضا واضحا. سوف نواصل ما كنا قد بدأنا به معا قبل سبعة أشهر، سوف نعدل توازن القوى في أوروبا"، مضيفا "اعتبارا من الغد، سوف نشمر عن زنودنا للعمل الجاد". الشخصية المهيمنة وبفوزه القوي في الانتخابات، يظل تسيبراس الشخصية السياسية المهيمنة في اليونان رغم خضوعه لمطالب أوروبا بقبول خطة إنقاذ سبق أن عارضها ذات يوم. وقال مصدر آخر في الحزب إن من المتوقع أن يشكل تسيبراس حكومة خلال ثلاثة أيام. وكان تسيبراس قد دعا لإجراء الانتخابات قبل شهر إثر تعرض حزبه لانشقاقات داخلية بعد قبوله حزمة إصلاح اقتصادية تقشفية أوروبية. وعقب إدلائه بصوته الأحد في خامس انتخابات عامة في البلاد خلال ست سنوات، أوضح تسيبراس (41 عاما) أن اليونانيين سينتخبون ما وصفها "بحكومة مناضلة مستعدة للمواجهات الضرورية للمضي قدما في الإصلاحات"، وجعل البلاد "شريكا قويا على قدر المساواة في أوروبا". ويشعر كثير من اليونانيين الذين أدلوا بأصواتهم في الانتخابات العامة للمرة الثانية هذا العام، بالإحباط بسبب العملية السياسية التي تسببت في انخفاض مستوى المعيشة وفشلت في معالجة مشكلة البطالة التي تفاقمت بشدة. وسيتعين على الحكومة الجديدة التعامل مع أزمة اللاجئين التي تزداد تفاقما. وتعد اليونان الطريق الرئيسي إلى الاتحاد الأوروبي بالنسبة لعشرات الآلاف من اللاجئين الذين يصلون بحرا، رغم أنهم سرعان ما يغادرون جميعا اليونان متجهين إلى الشمال برا عبر البلقان، للوصول إلى دول أكثر ثراء مثل ألمانيا.