الطويل والهلالي يتمنيان قضاء «الأضحى» بين الأسرة.. أسرة أحمد ماهر تنتظر الزيارة الاستثنائية.. ويوسف: محتاج أرجع لحياتي الطبيعية يمر العيد تلو العيد، ولا تعرف أسر المعتقلين طعم الفرح، وأنى لها أن تعرفه، والأحبة يقبعون داخل السجون، رسائل تأتي فرادى من كل معتقل تجتمع على شيء وإحساس واحد ومطالب موحدة تكمن فى الرغبة بقضاء الأعياد وسط الأهل والأحباب وتبعث فى نفوس من يقرأها على الواقع الأليم الذي يعيشه هؤلاء المحبوسون. وتأمل إسراء الطويل المحبوسة احتياطيًا بسجن القناطر في قضاء عيد الأضحى بين أروقة غرفتها الصغيرة وأسرتها وأخواتها. وروت آلاء الطويل عن تفاصيل آخر زيارة جمعتها بشقيقتها إسراء، قائلة: "زيارة إسراء كانت عبارة عن أنها ماسكة صور القطط التي تقوم إسراء بتربيتها "وودى وعيالها" بتحضنها وتبوسهم وتوريها للسجّانة وتقول شوفوا قططي جميلة إزاي، وتقول خدى اتفرجى يا أم يحيى بس سمّى وقولي ما شاء الله". وتابعت آلاء: "قاعدة تقول خلاص أنا خارجة أنا هعيّد معاكوا المرة الجاية آخر مرة أنا خارجة خلاص يا أم يحيى أنا همشى المرة الجاية هروح أعيّد مع قططى وبنسألها فين ورقة الطلبات؟ قالت لأ مفيش طلبات الجلسة الجاية هتكون يوم الزيارة وأنا هخرج متجيبوش طلبات مفيش زيارات تاني". وفى رغبة ملحة من أسرته لزيارة أحمد ماهر مؤسس حركة "شباب 6إبريل"، قال مصطفى ماهر شقيقه إنهم مازالوا في انتظار تحديد موعد الزيارة الاستثنائية لعيد الأضحى، متوقعًا أن يواجه التعنت من قبل الجهات الأمنية. وأضاف ماهر أنهم لا يتوقعون أي عفو قريب عن النشطاء السياسيين من قبل النظام الحالي، ناقلاً عن شقيقه قوله له خلال زيارته الأخيرة إنه لا يتوقع أن يقوم النظام الحالي بأي محاولة لتحسين العلاقة مع النشطاء أو مع عمل مصالحة معهم. ووصف جهود بعض الأعضاء فى المجلس القومي لحقوق الإنسان ومنهم الكاتب الصحفي محمد عبد القدوس والناشط السياسي جورج إسحاق والناشطة راجية عمران وتصريحاتهم التي ترفض التضليل لما يحدث فى المعتقلات بأنها تعد "بارقة أمل للمعتقلين". وأضاف أن "أهالي المعتقلين ما زالوا يقدمون إليهم التماسات ولكنهم ينتظرون رد وزارة الداخلية على تلك التماسات ما يجعل هناك تقييد فى الإجراءات وفى محاولة الإسراع فى الإفراج عنهم". أما عبد العزيز يوسف، المحامى الحقوقي والمتهم فى قضايا بخرق قانون التظاهر، وتخريب منشآت عامة فرصد في رسالة تحت عنوان "يا ما دقت على الرأس طبول" رحلة المعاناة التي قام بها بعد دخوله إلى السجن دون تهمة أيضًا حيث قامت قوات الشرطة بمداهمة منزله والقبض عليه. وقال يوسف: "الحرية جميلة ونعمة وحياة ومن غيرها إحنا مش عايشين، وأنا حقى أكون حرًا والسجن مش مكانى، أنا لا عمرى كنت مجرم ولا خالفت قانون، أنا عارف إنه كل بأمر الله بس يارب أنا محتاج أرجع لحياتى ومكتبى ورسالتى". وأضاف: "خطابات إسراء الطويل" وكلامها عن ظروف احتجازها والقبض عليها كانت سندًا ليَّ ورسالة أنه استرجل، دي البنت الضعيفة حصل معاها كل دا وأنت اللى محصلش ليك 10٪ من اللى حصل ليها مش قادر تصبر وقلقان ومتضايق! طول الوقت بفتكر كلام ماهينور "مبنحبش السجون بس مابنخافش منها". وتابع: "عن أول لحظة شوفت فيها قوات فزع مش أمن محاصرة بيتك ورعب أهلك وخوفهم عليك، وأول ليلة فى السجن وانتظار المجهول، وأول عرض نيابة وأول زيارة، وتجربة جديدة مرهقة ومتعبة ومؤلمة زيها زى تجارب كتير دخلتها وزى ما بنقول دايمًا "ياما دقت على الراس طبول". وقالت ماجى عبد اللطيف، زوجة المعتقل "عم صلاح الهلالى" أحد معتقلى أحداث مجلس الشورى والمتهم فيها بخرق قانون التظاهر مع الناشط السياسى علاء عبد الفتاح و23 آخرين، إن حالته النفسية تسوء يومًا بعد آخر، متمنية أن يتم الإفراج عنه وعن جميع المعتقلين السياسيين وقضاء عيد الأضحى مع أسرهم. وأضافت أن المعتقلين وأهلهم أصابهم اليأس والإحباط نتيجة عدم تحقيق العدالة والإفراج عن بعض المعتقلين الجنائيين والإخوان وغيرهم دون النظر للثوار الذين شاركوا فى ثورات مصر للإطاحة بالحكم الاستبدادي ل"مبارك ومرسى". وتابعت: "الحمد الله صلاح كويس وبيسلم على الكل, بس للأسف نفسيته وحشة جدًا وزهق وتعب وبيقول ياريت كل اللى فيه ده كان بفايدة بس للأسف من السيئ للأسوأ ربنا يفرج عن كل مسجون". في سياق متصل، دشنت قوى ثورية هاشتاج جديدًا تحت شعار "أضحية العيد لأهالى المعتقلين" لتجميع مبالغ مالية من الأشخاص الراغبين فى شراء "أضحية لأهالى المعتقلين ليقوموا بالتضحية بها خلال أول أيام عيد الأضحى المبارك. وأعلن مصطفى الماجد أحد الشباب المنسقين لتلك الفكرة ل"المصريون" عن تجميع أكثر من 10 آلاف جنيه لشراء الأضحية من أصل مبلغ 15 ألف جنيه وباقي 4097 جنيهًا لشراء أضحية العيد وزن "400 كيلو" وبعد الذبح 260 كيلو معلنين عن أنه سيتم توزيعها على أهالي المعتقلين ذي الحالات الخاصة غير القادرين ماديًا على شراء اللحوم أو التضحية فى العيد وفى محاولة لبيان الروح المتعاونة معهم. فيما أكد شريف الروبي المتحدث الإعلامي لحركة 6 إبريل "الجبهة الديمقراطية"، أن الحركة ستكتفي بعمل بوسترات "عيدهم أحلى، عيدهم أشرف" دون اللجوء إلى تنظيم وقفات بسبب القبضة الأمنية، وحتى لا يتعرض آخرون للاعتقال. وأضاف الروبى أن النظام قام بالإفراج عن معتقلين من الإخوان والسلفيين ولم يهتم بالإفراج عن النشطاء الثوريين، رغبة فى القضاء على ثورة يناير وقياداتها. وأشار إلى أنهم لن يقدموا أي التماسات للمطالبة بالإفراج عن المعتقلين، خاصة مع اقتراب الإفراج عن بعض النشطاء فى شهر يونيو المقبل والمعتقلين فى قضية ما عرف إعلاميًا بالاتحادية ومنهم سناء يوسف ورانيا الشيخ.