انتشرت حالة من الذعر والهلع في الإسكندرية والبحيرة وكفر الشيخ والشرقية والمنصورة منذ صباح أمس بعدما انتشرت أنباء عن حدوث وفيات بين الأطفال بسبب تطعيمات قامت بها سيدات مجهولات ، إضافة إلى أنباء أخرى عن ظهور حالتين للإصابة بمرض أنفلونزا الطيور في كفر الدوار ، لكن مسئولون بوزارة الصحة سارعوا لنفى تلك الأنباء ، مؤكدين أنها عارية من الصحة ، بينما حذر مراقبون من أن حالة عدم الشفافية وانعدام الثقة بين المواطنين من جهة والحكومة وأجهزتها من جهة أخرى قد يضاعف من حالة الفوضى ويدخل البلاد دوامة من عدم الاستقرار . وتسببت حالة الذعر في احتجاز الأسر لأطفالها في المنازل وحدوث حالة من الارتباك في مديريات الصحة ومستشفيات الأطفال، بينما سارع الدكتور كامل عبد السلام وكيل وزارة الصحة في البحيرة للتأكيد على أنه لم يتبلغ بأي حالات وفيات بين الأطفال، كما نفي أن تكون هناك حملات تطعيم حالية من وزارة الصحة. إلا أنه أعترف أنه قد توارث أنباء إلي مديرية الصحة عن قيام أشخاص مجهولين بإجراء هذه التطعيمات إلا أنه لم يتم التأكد من هذا أو القبض علي أي منهم وأكد أن المديرية ستظل تتابع الموقف رغم أنها مجرد إشاعات. وفي كفر الدوار نفي الدكتور محمود بسيوني مدير مستشفي كفر الدوار العام تلقي المستشفي أي بلاغات بوفيات غير طبيعية للأطفال . وكانت الأنباء الواردة من البحيرة قد تحدثت عن 10 حالات وفيات في أبو المطامير و4 حالات في كوم حمادة إلا أنه لم يتم تأكيد هذه المعلومات. علي جانب آخر ، قالت مصادر بمستشفي حميات كفر الدوار أن المستشفي استقبل منذ عدة أيام حالتين اشتباه بأنفلونزا الطيور حيث تم عزلهما، كما فرضت حالة من التكتم والسرية حولهم . من جانبه ، أكد سلامة عبد المنعم وكيل وزارة الصحة بالإسكندرية ، في تصريحات ل " المصريون " ، أن ما تردد عن حدوث وفيات للأطفال بسبب تطعيمات فاسدة مجرد إشاعات علي الأقل في الإسكندرية وأن معدل وفيات الأطفال بالإسكندرية حول معدله الطبيعي، لكنه رفض ذكر الأعداد سواء في المستشفيات العامة أو مستشفيات الأطفال . ونفي عبد المنعم وجود أي حملات تطعيم حاليا في الإسكندرية وان أخر حملة تطعيم كانت من 27 إلي 29 نوفمبر الماضي. وفي الوقت نفسه أغلقت مكاتب التطعيم التابعة لوزارة الصحة في جميع أنحاء الإسكندرية أبوابها أمس ورفضت إجراء التطعيمات لحديثي الولادة، وذلك بناء علي تعليمات صدرت من مديرية الصحة في الإسكندرية. وفي السياق ذاته ، علمت "المصريون" من مصادر مطلعة أن الأجهزة الأمنية تجري الآن تحقيقات موسعة للوصول إلي حقيقة الأنباء التي ترددت عن تطعيمات مجهولة أدت لوفاة عدد من الأطفال . وذكرت مصادر صحية للمصريون أن حالة الذعر والهلع انتقلت إلي محافظتي الشرقية وكفر الشيخ أيضا بعد أن انتشرت أخبار هناك عن تفشي أنفلونزا الطيور إلي جانب التطعيمات المجهولة للأطفال. وقالت المصادر إن الدكتور أحمد نظيف طلب من المحافظين عقب اجتماعهم معه في مجلس المحافظين صباح أمس سرعة العودة لمحافظاتهم للوقوف حول حقيقة الموضوع وعدم الاكتفاء بترديد أن الموضوع شائعات فقط. يذكر أن مستشفي الشاطبي الجامعي منذ 5 أعوام كانت قد شهدت وفاة أكثر من 11 طفلا بعد تطعيمهم بأمصال ضد شلل الأطفال كان قد تم استيرادها من الهند لرخص ثمنه كما أن ظاهرة التطعيمات المجهولة هذه كانت قد حدثت من عدة سنوات في قري البحيرة ولم يتم الاستدلال علي من يقف وراءها في ذلك الوقت. علي جانب أخر ، حذرت دائرة العقاقير والأغذية الأمريكية بالتعاون مع الأجهزة الأمنية الأمريكية من وجود عصابات أمريكية تحاول الترويج وبيع أمصال لأنفلونزا الطيور تم استيرادها من الخارج وثبت أنها عقاقير مغشوشة. وحذرت الدائرة الأمريكية من استخدام هذه الأمصال المغشوشة ، مؤكدة أن المكونات الداخلة في تركيب تلك الأمصال والمواصفات والأحوال السائدة أثناء الإنتاج غير معروفة لذا فإنها غير مأمونة . يذكر أن وزير الصحة المصري كان قد أعلن عن تفاوض مصر لشراء أمصال هندية لأنفلونزا الطيور لكنه لم يتم التأكد من نتائجها بعد.