قالت مصادر صحفية أمريكية، إن المجلس الأعلى للقوات المسلحة لديه أجندة سياسية تساعده على إدارة المرحلة الانتقالية بإحكام، واصفة إياها بأنها تتميز بالدهاء الشديد والميكافيلية فى أحيان كثيرة. وأضافت المصادر، أن العسكرى يعلم جيدًا العداء المتأصل لدى الليبراليين تجاه الإسلاميين، مشيرة إلى أنه لن يكون أمام الفصيل الليبرالى سوى التحالف مع "العسكرى" من أجل مواجهة الفوز الساحق الذى حققه الإسلاميون فى الانتخابات التى تجرى رحاها حاليًا، حسب شبكة "سى إن إن" الإخبارية. ومن جانبه قال الكاتب خالد الجندى، المحلل بمركز "بروكينجز للدراسات السياسية" إن المجلس العسكرى استغل العداوة التاريخية بين الإسلاميين والعلمانيين فى مصر ليهيمن هو على الساحة السياسية. وأضاف الجندى أن "العسكرى" هيأ الظروف لإقناع الشعب المصرى أنه أفضل الاختيارات هو الإسراع بإجراء الانتخابات التى يعلم أنها ستأتى بما وصفه "تسونامى من قوى الإسلام السياسى". ووصف البرلمان القادم بأنه لا يمثل شباب الثورة ويتسم بالتفكك وعدم التوازن وسيكون مسمارًا فى نعش العملية الانتقالية، حيث إن المجلس العسكرى قد أكد من الأساس على تقليص دور البرلمان المنتخب فى صياغة الدستور. وأشار إلى أن سيناريو التحالف بين الإخوان والسلفيين قد يدفع بالليبراليين فى مصر للارتماء فى أحضان الجيش وأن يؤيدوا استمرار الجيش فى الحكم مما سيعطى الذريعة المثلى للاستمرار فى الحكم. وألمح إلى أن ما يحدث سواء قبل الانتخابات أو بعدها الفائز فى كل الأحوال والسيناريوهات المحتملة هو المجلس العسكرى الذى يخطط للإبقاء على الإمبراطورية الاقتصادية والسياسية للمؤسسة العسكرية دون أن تمس من أحد. من جهتها قالت صحيفة "كريستيان ساينس مونيتور" الأمريكية، إن الإسلاميين بأحزابهم المختلفة فى طريقهم إلى تحقيق الأغلبية فى البرلمان القادم وهو ما سيسبب القلق للأحزاب الليبرالية وللأقباط فى مصر, وهو ما دفع حزب "الحرية والعدالة" ببعث رسائل تطمين لكل الأطراف فى مصر بأنهم لن يشكلوا أى تحالفات مع حزب النور السلفى. ورأت الصحيفة أن الخطر الذى سيواجه التحول الديمقراطى فى مصر هو لجوء الليبراليين إلى العسكرى والتحافهم به باعتباره الحامى الأول والأخير لهم بعد صعود الإسلاميين، خاصة بعد فشل تكتلاتهم التى نظموها لمواجهة الإخوان خلال الفترة الماضية فى ظل استعداد الجماعة التام للعملية الانتخابية مع عجز تلك الأحزاب الليبرالية على مواجهة الإسلاميين.