كشفت تقارير صحفية إسرائيلية أن السفير الإسرائيلى الجديد فى القاهرة يعقوب اميتاى تلقى توجيهات بالعمل على إقامة اتصال مع الإسلاميين فى مصر وبدء فتح قنوات للحوار "حتى لو أجريت هذه الاتصالات بصورة سرية". ونقلت صحيفة "هاآرتس" عن مصدر سياسى إسرائيلى مسئول قوله: "إن السفير الإسرائيلى سيعمل على فتح قنوات الاتصال هذه التى يمكن أن تشمل ممثلين عن جماعة "الإخوان المسلمين" والجماعة السلفية الممثلة فى "حزب النور". وأشار المصدر إلى "أنه يتوجب على السفير اميتاى أن يجرى اتصالات مع كل الكيانات ذات الصلة بمواقع السلطة القادمة فى مصر بما فى ذلك الحديث مع أى واحد يوافق على الجلوس معه حتى لو أجرى هذا سرًا". ولم يستبعد المصدر الإسرائيلى المسئول صعوبة إمكانية الدخول فى حوارات مع الجماعات الإسلامية المصرية، مشيرًا إلى "أن الإخوان المسلمين وكذلك حزب النور السلفى يمكن أن يستبعدا إجراء أى حوار مع الحكومة الإسرائيلية ومبعوثيها". من جانبه دعا يتسحاق لفانون السفير, الإسرائيلى الأسبق بمصر, إلى العمل على بدء حوار مع التيارات الإسلامية المصرية وعلى رأسها جماعة الإخوان المسلمين. وقال فى مقابلة مع صحيفة "معاريف" الإسرائيلية إن على تل أبيب أن تبدأ بإجراء اتصالات مع الحركة المصرية التى تحولت إلى كيان سياسى هام، حسب وصفه. وحذر لفانون من إغفال تل أبيب لمكانة الإخوان المسلمين قائلا: إنهم أقل خطرًا مما تظن إسرائيل وأكثر براجماتية وعملية عما يتم تصويرهم فى تل أبيب. وأضاف: أن الإخوان سيكون لهم تأثير إيجابى على حركة المقاومة الإسلامية "حماس" فيما يتعلق بما أسماه "نبذ المقاومة المسلحة والتركيز على المقاومة السياسية ضد تل أبيب". وأوضح أنه لا يجب على تل أبيب أن تصبح منعزلة عما حولها بالمنطقة كما هى حالتها الآن، لافتا إلى أنه لا يجب النظر إلى نصف الكوب الفارغ ونتشاءم عندما ننظر لمصر فالإخوان لم نسمعهم يطالبون بإلغاء اتفاقية السلام مع تل أبيب. وأردف قائلا: عندنا أحزاب دينية فى إسرائيل كحزب شاس والأحزاب اليمينية اليهودية الأخرى، وكذلك فى مصر توجد أحزاب دينية، مضيفا أن علينا قبول قواعد اللعبة الانتخابية، حسب تعبيره. وأضاف: بعد قيام الثورة المصرية قدمت توصية لتل أبيب وطالبت بموافقتهم على بدء حديث مع الإخوان؛ لأننى لاحظت أنهم تحولوا إلى كيان سياسى يلعب دورا بارزا فى القاهرة لكنهم فى إسرائيل رفضوا واليوم قويت شوكة الإخوان وحتى أمريكا وأوروبا تدير معهم محادثات وحوارات. وشدد على أن الإخوان المسلمين أصبحوا جزءًا من فسيفساء السياسة الداخلية المصرية؛ وتحولوا من جماعة محظورة بموجب القانون إلى جماعة دخلت من الأبواب الرئيسية للبرلمان المصرى ولهذا لا يجب أن نعارضهم وعلينا أن نشجع حوار تل أبيب معهم، على حد وصفه. ومدح العملية الانتخابية قائلا: إنها المرة الأولى فى التاريخ التى تجرى فى مصر انتخابات نزيهة وشفافة وحرة منحت الجميع حق المشاركة فى الاقتراع، مضيفا أن المصريين لم يهتموا بالظروف الجوية والطوابير الطويلة وقاموا بالتصويت، وهو ما يعنى أن مصر تغيرت.. على عكس الماضى لم يكن هناك حزب حصل على كل هذه الأصوات البرلمانية، لم يحدث هذا حتى فى عصر الفراعنة، حسب تعبيره.