نفت حكومة التوافق الوطني الفلسطينية، اليوم الثلاثاء، ضلوعها بتفاقم أزمة الكهرباء، التي تعرض لها قطاع غزة قبل أيام، تزامناً مع إغلاق معبر كرم أبو سالم (المنفذ الوحيد لإدخال الوقود اللازم لتوليد الكهرباء)، بسبب الأعياد اليهودية. وفي بيان صادر عن الحكومة، عقب اجتماعها الأسبوعي، قالت إنها ليست مسؤولة عن مشاكل انقطاع الكهرباء في قطاع غزة، "وقد بذلنا أقصى الجهود لإصلاح شبكة الكهرباء المتضررة جراء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، ورفع إمدادات الكهرباء، وإعفاء محطة توليد الكهرباء من ضريبة البلو". وضريبة البلو، مفروضة على المحروقات، في كل من إسرائيل والأراضي الفلسطينية، ويبلغ متوسط قيمتها قرابة 3 شيكل (0.77 دولار أمريكي) على كل ليتر من الوقود. وأضافت "لقد تحملنا أيضتً فاتورة الكهرباء الشهرية، حيث قمنا بإدخال 3194 متر مكعب من الوقود اللازم لتوليد الكهرباء إضافة إلى ما يقارب 2000 متر مكعب من الجانب المصري، وذلك ابتداءً من الشهر الحالي فقط". وأكدت الحكومة أنها تواصل جهودها لإيجاد حلول دائمة طويلة الأجل، تتمثل في تمديد خط لتزويد محطة الكهرباء بالغاز الطبيعي بالتنسيق مع دولة قطر خلال الفترة المقبلة. وفتحت السلطات الإسرائيلية، صباح الأحد الماضي، معبر كرم أبو سالم، استثنائيا لعدة ساعات، لإدخال "السولار الصناعي"، اللازم لتشغيل محطة كهرباء غزة المتوقفة عن العمل. وتواصل السلطات الإسرائيلية اليوم الثلاثاء، إغلاق معبر "كرم أبو سالم"، لليوم الخامس على التوالي، بسبب احتفالها بالأعياد اليهودية في سياق متصل، قالت حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، مساء اليوم ، إن لجنة القوى الوطنية والإسلامية (تجمع فصائل فلسطينية) اتفقت مع شركة الكهرباء في قطاع غزة، ووزيرين في حكومة التوافق الفلسطينية على تشكيل لجنة من الفصائل لمتابعة أزمة انقطاع التيار الكهربائي في القطاع، والعمل على الحد منها، واعتماد حلول استراتيجية لها. وقال المتحدث باسم "حماس"، سامي أبو زهري، في تصريح صحفي، وصل "الأناضول" نسخة منه، إن "القوى الوطنية والإسلامية في غزة اجتمعت اليوم مع وزير الأشغال العامة والإسكان الفلسطيني مفيد الحساينة، ووزير العدل سليم السقا، بحضور رئيس شركة الكهرباء في القطاع، فتحي الشيخ خليل لمناقشة أزمة الكهرباء وأسبابها".
وأضاف أبو زهري أنه تم خلال الاجتماع "الاتفاق على تشكيل لجنة وطنية من الفصائل الفلسطينية لمتابعة أزمة الكهرباء والتواصل مع المسؤولين في الحكومة الفلسطينية للعمل على الحد من أزمة الكهرباء، واعتماد حلول استراتيجية لهذه الأزمة". وأشار إلى أنه تم الاتصال مع رئيس سلطة الطاقة الفلسطينية عمر كتانة، ودعوته للحضور إلى القطاع لمتابعة أزمة الكهرباء المتفاقمة. وانطلقت خلال الأيام الماضية، مظاهرات ووقفات احتجاجية في عدد من مدن القطاع، للمطالبة بإنهاء الأزمة المستمرة منذ سنوات. وانخفضت ساعات وصل التيار الكهربائي في بعض مناطق قطاع غزة، إلى 4 ساعات فقط خلال اليوم، حسب تأكيد مراسل الأناضول. وكانت سلطة الطاقة في غزة، أعلنت، يوم الأحد الماضي، عن توقف محطة توليد الكهرباء الوحيدة في القطاع عن العمل بشكل كامل بسبب نفاد كميات الوقود اللازمة لتشغيلها، وعدم توريد كميات جديدة بسبب إغلاق السلطات الإسرائيلية لمعبر كرم أبو سالم، المنفذ التجاري الوحيد للقطاع، لمدة خمسة أيام، لحلول "الأعياد اليهودية" (رأس السنة العبرية، وعيد الغفران، و عيد العُرْش). ويعاني نحو مليوني فلسطيني، يقطنون في قطاع غزة، من أزمة حادة في الكهرباء، متواصلة منذ العام 2006. ويحتاج قطاع غزة إلى نحو 400 ميغاوات من الكهرباء، حتى تعمل مدة 24 ساعة، بينما لا يتوفر حاليًا إلا 212 ميغاوات توفر إسرائيل منها 120 ميغاوات، ومصر 28 ميغاوات، وشركة توليد الكهرباء الوحيدة في غزة، 60 ميغاوات".