الشيخ عماد أحمد عفت, صاحب فتوى تحريم التصويت لفول الوطنى المنحل فى الانتخابات, التى تجرى بعد الثورة والذى لقى ربه أثناء مشاركته للثوار فى مظاهرات مجلس الوزراء برصاص الغدر التى تنال كل الشرفاء والمدافعين عن أرض وعرض الوطن وتحاول النهوض به عن طريق التصدى للفساد. هذا الشيخ لقَّبه نشطاء الفيس بوك "بشيخ الثوار" فلم يكن يعلم أن مصيره وشهادته ستكون فى التحرير المكان الذى بدأ فيه رحلته الثورية والتى جاء وقتها ليفض الاشتباك بين شباب المتظاهرين وقوات الشرطة العسكرية عندما وقعت المناوشات بينهم بشارع مجلس الوزراء فجر يوم الجمعة ليترك من بعده فتواه وكلمات حق ربما لو كان حيًا لما عرفه كل هؤلاء وظلوا يحتفون برؤياه وأحاديثه وأخلاقه وفتواه تاركًا أربعة أطفال وزوجة. نعته أسرته بكل ألم مؤكدة عزمها سلك كل الدروب، واتخاذ كل الأسباب، لا لمحاسبة المسئولين عن قتله فحسب، وإنما لتحقيق ما خرج من أجله فى أول الأمر، وهو استعادة الوطن لأهله، وتحرير إرادته من أسر أعدائه، وإعادة بنائه والنهوض به ليدافع عن الأمة ويحرر أراضيها ويحقق مصالحها. إنه الشيخ عماد الدين أحمد عفت من مواليد 15 أغسطس من عام 1959 بمحافظة الجيزة وحاصل على ليسانس اللغة العربية من كلية الآداب جامعة عين شمس عام 1991م، وليسانس الشريعة الإسلامية من كلية الشريعة والقانون بجامعة الأزهر بالقاهرة بتقدير جيد جدًا مع مرتبة الشرف فى عام 1997م، ودبلومة بالفقه الإسلامى العام من كلية الشريعة والقانون بجامعة الأزهر فى عام 1999، ودبلومة الشريعة الإسلامية من كلية دار العلوم بالقاهرة. كان رحمه الله ثوريًا بأفكاره وأحاديثه وفتواه حيث أفتى قبل بدء الانتخابات بتحريم التصويت لفلول الحزب الوطنى المنحل, وجاءت الفتوى بتحريم التصويت لأعضاء الوطنى فى الدورات السابقة أو ممن كانوا ينتمون فعليًا له باعتبار أنهم ساهموا فى الفساد، وكان ذلك الحكم مبنى على أن فلول الوطنى يرغبون فى تدمير مستقبل مصر بنشر الرشاوى والمحسوبيات ثانية بعدما قضت الثورة على تلك الأصول ومن يمنحهم صوته يساعدهم على الوصول إلى المنصة التشريعية”. عمل الشيخ عماد كباحث فقهى بدار التأصيل للدراسات الشرعية، قبل أن يترك كل هذا ويرحل فى أحداث شارع مجلس الوزراء برصاصة خلال الاشتباكات بين قوات الجيش والمتظاهرين وتولى الشهيد قبل وفاته منصب مدير إدارة الحساب الشرعى بدار الإفتاء المصرية وعضو لجنة الفتوى بالدار، وذلك بعد أن كان رئيسًا للفتوى المكتوبة، وتم تعيينه بدار الإفتاء فى شهر أكتوبر من عام 2003 . عفت الذى التحق بالأزهر للعلم لم يكن فى خلده يومًا أن يخرج منه محمولا على الأعناق فى جنازة مهيبة ليصبح شهيد الثورة والأزهر بعد أن لقى ربه أمام مجلس الوزراء أثناء مشاركته فى التظاهرات هناك. وبعد استشهاده وأثناء الجنازة رثاه العديد من الشخصيات الدينية والسياسية والذين أكدو ل"المصريون" أنه كان شخصية ملتزمة فى عملها وفى حبه لوطنه، أما أسرته التى تيتمت فقد أكدت أنها فرحت باستشهاده وستواصل فى الطريق الذى بدأه من أجل المناداة بحرية وكرامة المصريين. وقالت زوجته نشوى, الصحفية بجريدة "الأهرام ويكلى", "إن الشهيد رحمة الله عليه تمنى الاستشهاد، وإيمانه بالثورة والثوار كان أحد الأسباب التى جعلته يشارك بالثورة وبالاعتصام الأخير وأحداث مجلس الوزراء، مشيرة إلى أنه كان يشارك فى التظاهر بالميدان بصفة شخصية وليس بصفته الوظيفية وقال إنه ارتدى الجاكت الخاص به على بنطلون كحلى اللون وانضم للمتظاهرين عقب سماعه عن أحداث الاعتداء الوحشى على المتظاهرين السلميين. واضافت أن مفتى الجمهورية نفى مانشر فى بعض المواقع من مرور الشيخ أمام مبنى مجلس الوزراء مرور الكرام أو ما أشيع من نزوله لإقناع المتظاهرين بالعدول عن موقفهم تجاه فض اعتصامهم، مؤكدة مشاركة الشيخ لأحداث ثورة 28 يناير مع العلم أنه كان يوم الاحتفال بعقيقة نجلته التى لم تتجاوز عامها الأول. وأصدرت أسرة الشيخ بيانًا نعت فيه الشهيد الشيخ عماد الدين عفت إلى محبيه، مؤكدة على أنها تحتسبه عند الله تعالى. وأشارت إلى أنها تحمد الله على أن أكرمه بالشهادة التى طالما تمناها وصرحت بأنه قد دعا الله وهو يؤدى فريضة الحج هذا العام أن يمنح الشهادة له، وأن يكون ذلك فى وسط الثوار الذين شاركهم الاعتصام منذ اليوم الأول للثورة، وأنه قد سارع بالتواجد معهم كلما دعا داعى الوطن. وأوضحت أن ذلك لم يقصر فى المهمة العلمية التى سخره الله تعالى لها فى بيان الأحكام الشرعية للخلق وإرشادهم إلى طريق الحق.