انتقدت المتحدثة باسم المفوضية العليا لشؤون اللاجئين، التابعة للأمم المتحدة ميليسا فلمينغ، الأسلاك الشائكة التي تنصبها المجر على حدودها، مبينة بالقول إن "هذا الوضع مثير للقلق، ولا نرغب في رؤية أسلاك شائكة مرة أخرى في أوروبا". وأضافت فليمينغ، في مؤتمر صحفي عقد اليوم في مكتب الأممالمتحدة في جنيف، أن "الإجراءات التي تتخذها عدد من الدول الأوروبية، لزيادة مراقبة حدودها، لن تؤدي الغرض منها"، معربة عن "خيبة أملها لفشل دول الاتحاد الأوروبي، في التوصل لاتفاق حول قبول 120 ألف لاجئ في دول الاتحاد". واتفق وزراء داخلية الاتحاد الأوروبي، في اجتماعهم ببروكسل أمس الاثنين، على توطين 40 ألف لاجئ، موجودين بالفعل في اليونان وإيطاليا، إلا أنهم فشلوا في الاتفاق على توطين وتوزيع 120 ألف لاجئ إضافي. من جانب آخر، قال المتحدث باسم منظمة العمل الدولية ليونارد دويل، إن "فشل دول الاتحاد في التوصل إلى اتفاق حول قبول وتوزيع اللاجئين، وزيادة دول الاتحاد من إجراءا مراقبة حدودها، سيزيد العبء على اليونان، وسيفتح الطريق أمام موت المزيد من اللاجئين، لاستعجالهم الوصول إلى أوروبا عبر بحر إيجة". وقالت آخر إحصائية لمنظمة العمل الدولية، إن 464 ألف لاجئ وصلوا إلى أوروبا عبر البحر المتوسط، خلال العام الجاري. وعلى صعيد متصل، قال رئيس الوزراء الكرواتي زوران ميلانوفيتش، في تصريحات صحفية اليوم في زغرب، إن "معظم اللاجئين يرغبون في الذهاب إلى ألمانيا، التي لن يكون بمقدورها استيعابهم جميعا، مجددا التأكيد على ضرورة توزيع اللاجئين على دول الاتحاد، ومبديا استعداد بلاده لاستقبال نصيبها منهم". وأعرب ميلانوفيتش عن "اعتقاده أن اللاجئين سيفيدون سوق العمل الألماني، حيث إن كثيرا منهم يمتلكون المهارات والطاقة، ويرغبون في العمل، لا الاعتماد على المساعدات، مضيفا أن ألمانيا تعاني من زيادة نسبة كبار السن، وستختار الأفضل من بين اللاجئين". وفيما يتعلق بالإجراءات التي تتبعها الدول الأووربية للتعامل مع تدفق اللاجئين، أعلن المتحدث باسم الحكومة المجرية زولتان كوفاكس، "فرض حالة الطوارئ في منطقتي شونغراد وباتش-كيشكون جنوبي البلا،د على الحدود مع صربيا"، قائلا في تصريحات صحفية، إن "حالة الطوارئ ستستمر ما استمرت الحاجة إلى فرضها". كما أعلنت مديرية الأمن المجرية، أن أكثر من 200 ألف لاجئ وصلوا المجر خلال العام الجاري، وأن 9380 لاجئا دخلوا المجر أمس فقط عبر صربيا. وأغلقت المجر أمس المنطقة التي يمر عبرها خط السكك الحديدة الذي يستخدمه اللاجئون للعبور من صربيا إليها، وبدأت في إرسال من يحاولون العبور عبر ذلك الخط إلى مناطق تسجيل اللاجئين التي أقامتها على الحدود، ومنها إلى مراكز اللاجئين داخل المجر. وأعلن وزير الخارجية والتجارة الخارجية المجري بيتر سيغارتو، اعتزام بلاده بناء جدار من الأسلاك الشائكة على حدودها مع رومانيا، مشابه لذلك الذي أقامته على حدودها مع صربيا. ووفقا للتعديلات القانونية الجديدة التي بدأ العمل بها اليوم في المجر، فإن عبور الحدود بطريقة غير قانونية، أصبح جريمة يعاقب عليها القانون بالحبس حتى 3 سنوات، ويعاقب بالحبس حتى 5 سنوات من يعبر الحدود عبر إلحاق الضرر بالأسلاك الشائكة المقامة عليها.