كغيرهم من الأشخاص يتعرض الوزراء والمسئولون وكبار رجال الدولة إلى عدد من المواقف المحرجة وغير متوقعة ويزيد من الأمر تعقيدًا بالنسبة لهؤلاء عندما يشاهد الموقف على شاشات التليفزيون أو تنشر تفاصيله عبر صفحات الجرائد, ليتم تداولها بأشكال من السخرية والانتقاد عبر ملايين المتابعين له. ويعد رئيس الوزراء المستقيل إبراهيم محلب ضمن أحد أهم الشخصيات التي التقطت الكاميرات له العديد من المواقف المحرجة والتصريحات المثيرة للجدل طوال فترة ترؤسه الحكومة حتى عصر أمس. وكانت ضمن المواقف وأهمها التي تعرض لها محلب قبيل استقالة حكومته أمس والتي كانت خلال زيارته لتونس عندما تعرض للإحراج عندما سأله صحفي تونسي عن قضايا الفساد المتعلقة بوزير الزراعة, فأجاب محلب أنه شأن مصري داخلي. ثم أعاد الصحفي السؤال ولكن تلك المرة ربط بين فساد وزير الزراعة واتهام سابق لمحلب بضلوعه في قضية فساد قصور الرئاسة أيام مبارك, ما دفع رئيس الوزراء للانسحاب من المؤتمر الصحفي دون تعليق. وتعرض محلب لموقف آخر مماثل عندما هتف الحاضرون في ملتقي توظيف المعاقين ضده في ديسمبر الماضي, خلال مشاركته وعدد من الوزراء، وعدد من شركات القطاع الخاص، ما دفعه للنزول من على المنصة وذهب لسماع مشاكلهم.
كانت تصريحات محلب المثيرة أحد الأمور التي شهدها فترة توليه منصبه حيث كانت تصريحات التوك توك أشهرها والتي عرضته لملايين التعليقات الساخرة والمتنقدة من قبل النشطاء والإعلاميين عبر مواقع التواصل الاجتماعي, حيث قال محلب للشباب: "عصر الوظائف الحكومية انتهى، ولن تكون هناك أي وظائف حكومية"، مطالبًا الشباب بالعمل سائقى توك توك بدلاً من فتح كافيهات، بسبب كثرة المقاهى. وشهدت بداية العام الدراسي الماضي أحد أهم المواقف المحرجة لمحلب عندما كان في زيارة لإحدى مدارس محافظة أسيوط، حيث أبلغ "محلب" التلاميذ أن زيارته جاءت مفاجئة، إلا أن الطلاب فاجئوه بأنهم كانوا على علم بقدومه، واستعدادهم لاستقباله، وحين كرر السؤال من جديد، تلقى نفس الإجابة، الأمر الذي وضعه في موقف محرج أمام عدسات المصورين.
لم تكن تلك المواقف وحدها التي تعرض لها محلب أمام الكاميرات والتي كان لها العديد من ردود الأفعال الساخرة على أسلوب الحكومة وما وصف آنذاك بالفوضى التي تكتنف عملها حيث انفجرت في ديسمبر الماضي ماسورة مياه داخل محطة بلبيس لمياه الشرب والصرف الصحي، عقب افتتاح محلب للمحطة وقبيل مغادرته لها، وحولت المكان لبركة كبيرة من المياه، وحاول العاملون تلافى الوضع لكن دون فائدة، فأوقفت المحطة لحين إصلاحها.
مشهد آخر ساخر تعرض له محلب عندما كان في زيارة لجامعة القاهرة في ديسمبر الماضي، وذهب لتفقد سيارة موفرة للطاقة صممها طلاب كلية الهندسة، وأراد "محلب" تجربة السيارة بنفسه إلا أنه لم يتمكن من الدخول بشكل كامل على مقعد القيادة، وتعثر أثناء الخروج، لصغر حجمها، وظل عالقًا للحظات قبل أن يستطيع الأشخاص المحيطين به مساعدته وإخراجه، وهو الأمر الذي استقبله النشطاء بالسخرية من موقف رئيس الوزراء.