خالفت النتائج المجمعة في أول شهر بعد افتتاح تفريعة قناة السويس الجديدة, تصريحات الفريق أيهاب مميش رئيس هيئة قناة السويس المتفائلة بشأن ارتفاع أعداد السفن المارة من القناة الجديدة يوما بعد يوم منذ تشغيلها, وهو ما ثبت عكسه, حيث انخفضت أعداد السفن المارة بالمجرى الملاحى لقناة السويس خلال شهر أغسطس الماضى بنسبة 14% مقارنة بشهر أغسطس من العام السابق 2014. وقالت صحفية «وول ستريت جورنال» الأمريكية، إن الخطوط الملاحية العملاقة ستقلل رحلاتها بين آسيا وأوروبا ومن بينها تحالف G6 الذى يضم خطوط (APL السنغافورى – هيونداى ميركانت مارين الكورى الجنوبى – ميتسوى OSK و (NYK وبحسب تقارير ملاحية صادرة عن هيئة قناة السويس، عبرت 1356 سفينة قناة السويس خلال 28 يوماً، فى الفترة من 7 أغسطس وحتى 3 سبتمبر، فى حين عبرت 1577 سفينة مجرى القناة فى شهر أغسطس من عام 2014. قال احمد الكمالي أستاذ الاقتصاد بالجامعة الأمريكية، إن مبالغة الحكومة وتسرعها في إصدار التصريحات بشأن نتائج تفريعة قناة السويس الجديدة قد تكون سلاحا عكسيا سينقلب عليهم, وذلك لأن تقييم مدي تحقيق التفريعة الجديدة لأهدافها بزيادة الإيرادات عن طريق ارتفاع أعداد السفن المارة من القناة, مشيرًا إلى أن تقييم مدي نجاح المشروع لابد أن يكون بعد أربعة أو ستة أشهر . وأوضح، أن هناك تقلبات موسمية وعوامل متغيرة قد تتسبب في انخفاض عدد السفن المارة في قناة السويس في أوقات متفرقة, وتقديرها خلال شهر قد يكون ظالمًا. وأوضح أن التعاقد على مرور السفن يكون من خلال عقود طويلة الأجل وذلك لتفادي التقلبات الموسمية, مضيفا أن الانخفاضات التى أحدثتها الأزمات العالمية لن يظهر تأثيرها الآن. وقال إنه في حالة تأثر عوائد قناة السويس من انخفاض أسعار النفط، فإن هذا التأثير سيكون على المدي البعيد, مشيرًا إلى أن ما يحدث في البورصات العالمية, تأثيره سريع على الأسواق لذلك لن يكون لدية أثر على حجم التجارة العالمية التى تتسم بطول الوقت والبطء. وأكد، أن ما يحدث في العالم من أزمات لا سيما الدول الكبري سوف يؤثر على معدل النمو الاقتصادي العالمي المتوقع بنحو 4% في أحسن الظروف، مشيرا إلى أن تحقيق أهداف القناة الجديدة يتطلب تحقيق مستوي نمو عالمي بنحو 10% حتي 2023. ومن جانبه أوضح ممدوح الولي الخبير الاقتصادي، أن عدم وجود زيادة في عدد السفن العابرة من قناة السويس هو أمر متوقع نظرا لتأثرها بحركة التجارة الدولية، لافتا إلى أن الرحلات القادمة من شرق أسيا إلى أوروبا تستغرق 40 يوما وبعض السفن تلجأ إلى الإبحار البطيء لتقليل استخدام الوقود نظرًا لارتفاع الأسعار, وهو ما يؤدي إلى عدم استفادة هذه السفن من تقليل قناة السويس الجديدة بحسب قولهم لفترة العبور . واعتبر الولي, المبالغة في التوقعات بشأن ارتفاع إيرادات قناة السويس وزيادة أعداد السفن المارة منها, تأتي لأسباب سياسية تهدف إلى تغميم أعين المواطنين عن الحقيقة. وأوضح أن هناك تباطؤا في أوروبا فيما يتعلق بحركة التجارة الدولية وتراجعا في النمو في كوريا الجنوبية بجانب الأزمة الصينية, وهذه الدول تمثل عاملا قويا ومؤثرا في حركة التجارة العالمية. وأوضح الخبير الاقتصادي، ان جميع المتخصصين أشاروا إلى عدم جدوى مشروع التفريعة الجديدة اقتصاديا في الوقت الحالي وذلك لأن القناة تستوعب نحو 87 سفينة يوميا قبل التوسعة الجديدة, حيث شهد حجم عبور السفن اليومية خلال العام الماضي نحو 49 سفينة وفي 2013 كانت 47 سفينة وذلك بانخفاض كبير عن ما كان في الثمانينيات.