رصد "مرصد الفتاوى الشاذة والتكفيرية"، التابع ل "دار الإفتاء المصرية"، قيام تنظيم "داعش" بإعدام 50مسلحًا من عناصره رميًا بالرصاص وذلك إثر فرارهم من المعارك بين التنظيم والقوات العراقية في "بيجي" بمحافظة صلاح الدين شمال العراق. وقال المرصد إنه سبق وأن أكد أن الطريق إلى الجماعات التكفيرية والمتطرفة طريق ذو اتجاه واحد لا يُسمح فيه لأحد بالرجوع أو الانفصال عن التنظيم، وهو ما حدث مع الخمسين مسلحًا التابعين للتنظيم والذين حاولوا الفرار من مناطق القتال، إلا أنه لم يُحالفهم الحظ وتم الإمساك بهم وإعدامهم رميًا بالرصاص.
وأضاف المرصد في بيان أن "العناصر التي تنوي الانضمام إلى التنظيمات التكفيرية قد تملك رفاهية اتخاذ القرار والاختيار بين تلك التنظيمات، إلا أن الأمر مختلف تمامًا في حالة التراجع عن القرار ومحاولة العودة إلى الوطن وترك التنظيم، حيث لا تسمح التنظيمات التكفيرية بالخروج منها أو الانفصال عنها، ودائما ما يكون العقاب هو القتل بطرق شتى، لكي يكون ذلك رادعًا لكل من يفكر في الهرب من التنظيم".
وأكد المرصد أن "إعدام الخمسين مسلحًا لم يكن الحادث الأول الذي رصده مرصد الفتاوى الشاذة والتكفيرية، فقد سبقه قيام التنظيم بقتل المئات من المسلحين التابعين له بتهم مثل التخاذل ومحاولة الفرار والهروب من مناطق القتال، حتى وصل الأمر إلى قيام التنظيم بالتحفظ على أموال وأبناء المسلحين التابعين للتنظيم في محاولة أخيرة لمنع عناصره من محاولة الهرب".
يضاف إلى ذلك والكلام للمرصد - اتخاذ التنظيم للتدابير الأمنية اللازمة لمواجهة موجات الهروب الجماعي للمقاتلين، بحيث لا يُسمح للمسلحين بالتنقل بين القرى والمدن إلا بتصريحات من كبار قيادات التنظيم وبشكل محدد في المكان والزمان حتى لا تتاح لأحد فرصة الهرب من جحيم القتال تحت راية “داعش". ودعا المرصد إلى نشر الوعي بخطورة الانضمام إلى الجماعات التكفيرية والتحذير من مغبة الإقدام على تلك الخطوة، والتيقن من أن فرص العودة صعبة للغاية إن لم تكن مستحيلة، بالإضافة إلى أهمية التواصل مع العناصر التي نجحت في الفرار من التنظيم ونشر شهادتهم من داخل التنظيم وما يجري فيه من جرائم وفظائع لا يقبلها عقل ولا تقرها شريعة.