قال محللون وخبراء إن أحزاب تيار الإسلام السياسى وأبرزها حزب مصر القوية والوسط والوطن والبناء والتنمية والإصلاح والنهضة، خسرت كثيرا على أرض الواقع ولم يعد لها أى تأثير بين المواطنين، وقيادات تلك الأحزاب تعلم ذلك جيدا، وعدم خوضهم الانتخابات البرلمانية مجرد مناورات سياسية هدفها إظهار موقف سياسى لهم فقط، مؤكدا أن تلك الأحزاب تعلم أنه فى حال خوضها للانتخابات لن تحصل على أى مقاعد لذلك فهى قد تخوض تلك الانتخابات بطرق متخفية وغير مباشرة، حتى لا تصدم أعضاءها ومؤيديها فى حال خسارتها فى الانتخابات. خبير الإسلام السياسى سامح عيد، أكد أن خوض بعض الأحزاب الإسلامية للانتخابات يعنى اعترافهم بالنظام الحالى والدستور، ما يثير تساؤلا عن موقف تحالف دعم الشرعية من تلك الأحزاب متوقعا أن يحصد حزب النور عددا كبيرا من الأصوات فى الانتخابات بالمنافسة مع حزب المصريين الأحرار ما قد يضفى الطائفية على المجلس لأن المصريين الأحرار حزب يغلب عليه الأقباط فى حين أن حزب النور سلفى إسلامى، على حسب قوله. وأضاف عيد فى تصريحات خاصة ل"المصريون": "الأحزاب الإسلامية الأخرى لم يعد لها تواجد فى الشارع نتيجة هجوم الإعلام الكبير عليها، ما كان سيؤدى إلى فشلها وحصدها أصواتا ضعيفة فى حال خوضها الانتخابات"، مؤكدا أن وضع الأحزاب الإسلامية ليس سلبيا لتلك الدرجة التى يروجها الإعلام، خاصة فى الصعيد ومرسى مطروح وغيرها لالتفاف سكان تلك المحافظات حول السلفيين منذ عقود طويلة. وأوضح عيد أن ما حدث فى عهد الإخوان أثر سلبيا على الأحزاب الإسلامية فى الشارع، مشيرا إلى أن حزبا مثل حزب الوسط لم يحصد أصواتا فى برلمان 2011 والذى كان 70% منه إسلاميين. فيما قال أحمد بان، الباحث فى ملف الحركات الإسلامية، إن ما دفع الناس لكراهية الأحزاب الدينية فى مصر يتمثل فى سلوكها السياسى الخاطئ، وتحريضها على الكراهية من خلال بياناتها العدائية للدولة، مؤكدًا أن تلك الأحزاب لا تضع قيودًا ولا شروطًا على عضويتها، ما دفع العديد من الأعضاء السابقين للجماعة المحظورة والجماعات الجهادية السلفية للانضمام إليها. وأشار بان إلى أنه لا يوجد أى حزب من تلك الأحزاب موجود فى أساسيات برنامجه أنه حزب دينى، حيث ذكرت كل البرامج الخاصة بتلك الأحزاب أنها أحزاب مدنية قائمة على مرجعية إسلامية، مؤكدا أن الأحزاب الإسلامية راهنت على جماعة الإخوان وخسرت رهانها، وفقدت شعبيتها فى الشارع وفقدت ثقة المواطنين فيها أيضًا.