أني أرى مشاكلي بوضوح كبير ولله الحمد ولكن أغرق فيها بنوع من اللامبالاة وعمري يضيع في أخطاء متكررة بسبب ضعف العزيمة في التغيير
أفيدونا.. وجزاكم الله خيرًا.
(الرد) وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.. أخي..الادخار..عندما تتدخر مبالغ مالية بسيطة وصغيرة، وتستمر في ادخارها، شيئا فشيئا سواء تناسيتها أو كنت تتذكر أنك تدخرها، فحتما سوف تفاجأ يوما ما أن ما ادخرته رغم قلته وبساطته متفردا قد نمى وأصبح مبلغا كبيرا من المال، ربما تستطيع أن تستخدمه في عمل مشروع صغير!!! هكذا هو حالك مع مشاكلك الصغيرة التى تهملها لتتنحي هذه المشاكل فقط جانبا دون الشروع في حلها، فتتراكم وتتفاقم وتصبح كالمرض المزمن الذي إن أهملته دون علاج انتشر وازدادت مضاعفاته وأصبح من الصعب علاجه وغالبا يودى بحياة صاحبه.. وادخارك لمشاكلك هنا بنية حلها في وقت لاحق يضعك موضع التسويف، الذي يعتبر أكبر داء للمسلم والذي يؤخره دوما في كل حياته وبكل أشكالها، فتجد نفسك مكبلا بالهموم والحزن والكرب دوما، دون أن تقدم خطوة واحدة نحو التخلص من لجام تلك الهموم، وتجد نفسك كما وصفت أنت غارقا في مشاكلك الصغيرة التى ادخرتها حتى أصبحت كبيرة ولا حصر لها.. وحتى تتخلص من هذه اللامبالاة، عليك عقد النية واحتساب الأمر لله قبل كل شيء، وتتوكل على الله وتبدأ العمل في إنجاز الشيء، وعليك وقبل البدء فيها وأثناء إنجازها أن تضع نصب عينيك أمورا هامة ومحفزة جدا، ألا وهي:-
- إن الحياة قصيرة ومن الضرورى جدًا أن يقوم الإنسان بحل مشاكله وتذليل العقبات التى يواجهها أولاً بأول حتى لا يخلف وراءه موروثا ثقيلا من الأعباء والمشاكل التى ترهق من يرثها بعده .. - إن الله سوف يحاسبنا على تقصيرنا في مسئوليتنا، وأننا محاسبون على تلك الأخطاء البسيطة من وجهة نظرنا فلابد ألا نستصغر الذنوب فيها "وتحسبونه هينا وهو عند الله عظيم".. - أن تحدد هدفك من البداية..فكلما حدد الشخص هدفه اقترب أكثر وأسرع نحو تحقيقه وإنجازه، فربما لو ظل يعمل الإنسان طوال حياته بدون أن تكون له أهداف واضحة، لأفنى عمره بدون إنجازات لها قيمة وثقل تنفعه وتنفع غيره.. فوضع الأهداف أمامك بوضوح لا يشعرك بارتباك لجميع الأمور أو بضيق الصدر من حجم المسئولية.. - عليك أيضا بتنظيم وقتك وتقسيمه بين مسئولياتك، على أن تجعل حيزًا منه بالضرورة لحل مشاكلك سريعا.. - إياك أن تقصر في العبادات وخاصة الصلاة على وقتها، فكلما أخر المسلم صلاته وأجلها لمقربة وقت الصلاة التى تليها، تأخر كل شيء في حياته وفي جدول يومياته.. أما الحفاظ عليها والاستعانة بالله تعالي والدعاء دوما بقضاء الحاجات لهو من أسرار قضاءها..كما أوصيك بتسابيح السيدة فاطمة الزهراء رضي الله عنها وأرضاها، في كل ليلة تنوى القيام بأعمالك الهامة في صباحها، فهي أفضل لك من الخادم كما علمها إياها رسول الله صل الله عليه وسلم . - استعذ بالله من الشيطان الرجيم دوما، استنشق أنفاسا عميقة ومنتظمة ببطء ثم أسرع في البر وعمل الخير وإنجازه بدون تأجيل حتى لا تفقد همتك، فخير البر عاجله.. كل ما أوصيتك به يمكنك وأن تبدأ بتنفيذه مع المواقف الجديدة، حتى إذا ما ازدادت همتك فلتحاول أن تحل وتنجز القديم منها واحدة تلو الأخرى .. أخي..أسهبت معك حتى أحاول إخراجك مما أنت فيه وعليه، وحتى يتحرر الكثير ممن يقرأها، من ذلك الداء اللعين المرهق للنفس المضيع للعمر، فأتمنى أن نعمل جميعا بتلك النصائح المتواضعة.. أزاح الله همك وفرج عنا جميعا كروبات الدنيا والآخرة.