بعد تأجيل امتحانات أبريل 2025 لصفوف النقل بدمياط بسبب الطقس السيئ.. ما هو الموعد الجديد؟    تعرف على ضوابط عمالة الأطفال وفقا للقانون بعد واقعة طفلة القاهرة    الجيزة تحدد موعد امتحانات الفصل الدراسى الثانى لطلبة الصف الثالث الإعدادى .. اعرف التفاصيل    أسعار الذهب تعاود الارتفاع في بداية تعاملات الإثنين 5 مايو    أسعار الأسماك بكفر الشيخ اليوم.. البوري ب 140 جنيها    ممثل الحكومة عن تعديلات قانون الإيجار القديم: لدينا 26 حكمًا بعدم الدستورية    «المركزي»: صافي الأصول الأجنبية بالقطاع المصرفي تتتخطى ال15 مليار دولار    الرئيس المنغولي يشارك في احتفالات الذكرى الثمانين للنصر في موسكو    "الكابينت" الإسرائيلى يوافق بالإجماع على توسيع الحرب فى غزة    استئناف عدوان الاحتلال على غزة يدخل يومه ال49.. وشهداء بالعشرات    ترامب يدرس تعيين ستيفن ميلر مستشارا للأمن القومي الأمريكي    الهند: قوات باكستان أطلقت النار بشكل غير مبرر على 8قطاعات بولاية جامو وكشمير    أحمد علي: المنافسة على لقب الدوري اشتعلت بعد خسارة بيراميدز وفوز الأهلي    تفاصيل التعدي على نجل لاعب الأهلي السابق    الأرصاد تحذر: ارتفاع تدريجي في الحرارة يبدأ غدًا وذروة الموجة الحارة السبت المقبل    وفاة طالبة جامعة الزقازيق بعد سقوطها من الطابق الرابع| بيان هام من الجامعة    محافظ الغربية يشيد بالاستجابة السريعة لفرق الطوارئ في مواجهة الأمطار    انتشال جثة ثلاثيني مجهول الهوية بالمنوفية    جامعة القاهرة تشهد حفل ختام مهرجان "إبداع 13" تحت رعاية رئيس الجمهورية    نيكول سابا تكشف عن تغيرات عاطفية طرأت عليها    موعد وقفة عرفات وعيد الأضحى المبارك 2025 .. تعرف عليه    مواعيد مباريات اليوم الإثنين: الزمالك والبنك الأهلي.. ميلان الإيطالي    تشكيل الزمالك المتوقع ضد البنك الأهلي اليوم في الدوري    سوسن بدر ضيف شرف فيلم «السلم والثعبان 2»    إصابة سائق بطلق ناري في مشاجرة بسبب خلافات مالية بسوهاج    انفجار الوضع في السويداء مجددا.. اشتباكات وقصف بالهاون    وزير الإسكان يتابع موقف تنفيذ المشروع السكني "ديارنا" المطروح للحجز حاليا بمدينة بني سويف الجديدة    الطماطم ب 10 جنيهات.. أسعار الخضار والفاكهة في أسواق الشرقية الإثنين 5 مايو 2025    هل يشارك زيزو مع الزمالك في مواجهة البنك الأهلي الليلة؟    قصور الثقافة تواصل عروض المهرجان الختامي لنوادي المسرح 32    لاعب الأهلى حسام عاشور يتهم مدرسا بضرب ابنه فى الهرم    «المصرى اليوم» تحاور المكرمين باحتفالية «عيد العمال»: نصيحتنا للشباب «السعى يجلب النجاح»    الأمم المتحدة ترفض خطة إسرائيلية بشأن المساعدات إلى غزة    45 دقيقة متوسط تأخيرات القطارات على خط «طنطا - دمياط».. الاثنين 5 مايو    المجلس الوزاري الإسرائيلي يوافق على توسيع عملية الجيش في قطاع غزة    زوج شام الذهبي يتحدث عن علاقته بأصالة: «هي أمي التانية.. وبحبها من وأنا طفل»    عمرو دياب يُحيى حفلا ضخما فى دبى وسط الآلاف من الجمهور    أشرف نصار ل ستاد المحور: توقيع محمد فتحي للزمالك؟ إذا أراد الرحيل سنوافق    زي الجاهز للتوفير في الميزانية، طريقة عمل صوص الشوكولاتة    تفاصيل اتفاق ممثل زيزو مع حسين لبيب بشأن العودة إلى الزمالك    تكرار الحج والعمرة أم التصدق على الفقراء والمحتاجين أولى.. دار الإفتاء توضح    ادعى الشك في سلوكها.. حبس المتهم بقتل شقيقته في أوسيم    وكيل صحة شمال سيناء يستقبل وفد الهيئة العامة للاعتماد تمهيدًا للتأمين الصحي الشامل    محظورات على النساء تجنبها أثناء الحج.. تعرف عليها    مبادرة «أطفالنا خط أحمر» تناشد «القومي للطفولة والأمومة» بالتنسيق والتعاون لإنقاذ الأطفال من هتك أعراضهم    لهذا السبب..ايداع الطفلة "شهد " في دار رعاية بالدقهلية    انتهاء الورشة التدريبية لمدربى كرة القدم فى الشرقية برعاية وزارة الرياضة    قداسة البابا يلتقي مفتي صربيا ويؤكد على الوحدة الوطنية وعلاقات المحبة بين الأديان    مجلس الشيوخ يناقش اقتراح برغبة بشأن تفعيل قانون المسنين    «مكافحة نواقل الأمراض»: عضة الفأر زي الكلب تحتاج إلى مصل السعار (فيديو)    قصر العيني: تنفيذ 52 ألف عملية جراحية ضمن مبادرة القضاء على قوائم الانتظار    ما هي محظورات الحج للنساء؟.. أمينة الفتوى تجيب    هل يجوز التعاقد على شراء كميات محددة من الأرز والذرة قبل الحصاد؟.. الأزهر للفتوى يجيب    برج الميزان.. حظك اليوم الإثنين 5 مايو: قراراتك هي نجاحك    فرع محو الأمية بالإسماعيلية يفتتح دورة لغة الإشارة بالتنسيق مع جامعة القناة    «في عيدهم».. نائب رئيس سموحة يُكرّم 100 عامل: «العمود الفقري وشركاء التنمية» (صور)    على ماهر يعيد محمد بسام لحراسة سيراميكا أمام بتروجت فى الدورى    مساعد وزير الصحة ووكيل صحة سوهاج يتفقدان مستشفى ساقلته    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



من لم يمت بالتعذيب.. مات ب «القتل البطيء»

فيرس سى والدرن والأمراض الجلدية تفتك بشباب المعتقلين.. والأمراض المزمنة لكبار السن
«فيتامينات، نقط للعين، حقن كالسيوم، ليفر البيومين، لاريكا، دافلون، فينوتك» أدوية غير موجودة
المفوضية المصرية: 269 حالة وفاة داخل السجون نتيجة الإهمال الطبي.. وجمال عيد: مبارك كان يتعامل بنظام ال5 نجوم وشباب الثورة تهدر آدميتهم

"السجن إصلاح وتهذيب" هكذا قيل فى الدستور المصري، إلا أن أصابع اتهام لمتوفين بلغ عددهم 269 سجينا أشارت لرأى آخر، حين فقدوا حياتهم بسبب الإهمال والحرمان من العلاج والتعذيب داخل السجون منذ الإطاحة بالرئيس الأسبق محمد مرسى فى العام قبل الماضي.
فثنائية "الموت أو المرض" باتت تفرض نفسها على واقع السجون، يمر السجين خلالها صحيحًا سليمًا ما إن تمر الأيام حتى يطاله المرض، لتتعد أسبابه والموت واحد، فقابض الأرواح لم يمنحه أمن السلطة من يختار من أقصى اليمين لأقصى اليسار.
"نزلاء فى الجحيم"، ينامون كالسردين على الأرض، تخنقهم جدران إسمنتية فى مساحات ضيقة، لا مانع أن تطوف فوقهم الحشرات الطائرة، أو تجرى من تحتهم مياه الصرف الصحي.
كثيرون منهم ذوات أمراض مزمنة، ومع ارتفاع درجات الحرارة الحارقة فى مصر، يختلف الوضع فى السجون ومقار الاحتجاز، يعروهم ويضربونهم بالهراوات ويمنعون عنهم الدواء والطعام ويطلقون عليهم الكلاب فجرا ويشربونهم مياه موحلة.
وقال أهالى معتقلى سجن وادى النطرون ليمان 440، إن السجن ينتشر به وباء الدرن - معدٍ وقاتل- بين السجناء، متهمين إدارة السجن بتعمد التقصير فى توفير الرعاية والإسعافات الأولية وعدم نقل المصابين إلى المستشفى. كما اتهموا الإدارة بتعمد إيذاء المعتقلين السياسيين، على خلاف الجنائيين.
شهادات حية ترصدها "المصريون" لأوضاع المعتقلين تكشف عن جانب آخر قد يفضى حتماً للموت البطيء، لما يصاحبه من حرمان من الغذاء والأدوية والرعاية الطبية.
العقرب حيث الأدوية ممنوعة بالأمر
"ما يحدث فى العقرب عملية قتل طبى ممنهج للتخلص من السياسيين"، بهذه الكلمات أطلق الدكتور عصام الحداد، مساعد رئيس الجمهورية الأسبق للشئون الخارجية، وأحد نزلاء سجن العقرب، على لسان زوجته التى زارته مؤخرًا.
منى إمام، زوجة الحداد، أكدت بعد السماح لها بالزيارة الأسبوع الماضى والتى كانت متوقفة منذ شهور أن "وتيرة الموت البطيء ذادت مؤخرا ما فضح النية المبيتة بتصفية المعتقلين بمقار احتجازهم".
حملَّت زوجة الحداد مصلحة سجون طره وإدارة سجن العقرب ووزارة الداخلية المسئولية كاملة عن حياة زوجها وابنها جهاد، المتحدث السابق باسم جماعة الإخوان المسلمين.
وأخبر الحداد زوجته ب"منع الأدوية عن المعتقلين، وقتل عمد مع سبق الإصرار داخل العقرب".
وفى السياق أكدت أسماء العريان، كريمة القيادى الإخوانى والبرلمانى السابق عصام العريان، المحكوم عليه بالإعدام فى قضية الهروب من سجن وادى النطرون، أن إدارة السجن أعطت والدها مرتبة لينام عليها ثم فوجئت بأنها هى التى مات عليها الشيخ نبيل المغربى القيادى الجهادي.
وقالت أسماء العريان، إنه خلال آخر زيارة لوالدها كانت نظرة وداع، مضيفة "شفنا والدى بالبدلة الحمراء، وكان ضعيفا وهزيلا جدا وشعره وذقنه طويلة ووجهه شاحبا".
ونقلت أسماء عن والدها قوله "إنهم بيموتونا بالبطيء"، فى إشارةٍ إلى إدارة السجن، مشيرة إلى أنهم نقلوا والدها إلى عنبر داخل السجن بدون دورات مياه، وأعطوه مرتبة لينام عليها ثم فوجئ بأنها هى التى مات عليها الشيخ نبيل المغربى القيادى الجهادي".
"ساقى إسراء الطويل"
"أنت عندك عاهة مستديمة ومش هتخفي" كلمات صادمة إذا سمعتها بالتأكيد ستصاب بحالة من فقدان الأمل والاكتئاب الشديد فما بالك إذا كنت خلف القضبان لا ونيس ولا جليس يخفف عنك ألمك ومعاناتك فسمعت تلك الكلمات "إسراء الطويل" المعتقلة على خلفية اتهامها بالانتماء إلى جماعة الإخوان المسلمين سمعتها مرارًا وتكرارًا من دكتور العظام الخاص بسجن "القناطر" الذى يدعى محمود عاشور وفقط لرغبتها فى استكمال العلاج الطبيعى بعد معاناة دامت ما يقرب من عام ونصف لتعود إلى الحركة والسير بشكل شبه طبيعى مرة أخري.
كلمات مؤثرة وبائسة قالتها هناء علي، والدة إسراء الطويل ل "المصريون " ورصدت خلالها تعنت إدارة سجن النساء بالقناطر فى علاج ابنتها أو حتى توصيل لها الأدوية الكافية لاستكمال فترة العلاج ومساعدتها على السير بشكل طبيعى مرة أخرى.
الصدمة الأكبر هى تدهور حالة إسراء الصحية وأصابتها بضمور شديد فى عضلات الفخذ وساقيها نتيجة تقاعس العلاج حيث أضافت هناء أن ابنتها تحتاج الآن إلى أشخاص لتستند عليهم فى أى حركة بعد أن كانت بدأت بالمشى والسير بدون أى مساعده أو حتى عكاز، انتكست ورجعت للعكاز تانى وألم مستمر طول الوقت فى أرجلها وحالتها تسوء ومستشفى السجن رافضة علاجها أو حتى دخول جهاز التنبيه الكهربى اللى كانت بتتعالج بيه".
وأضافت، علاج إسراء، يعتمد على بعض الأجهزة فقط منها "جهاز تنبيه الأعصاب الكهربى وإبر صينية وأدويه مكملة عبارة عن مقويات للأعصاب".

الصرف الصحى والحشرات تحاصر المعتقلين
الموت البطىء يقف خلف قضبان بوابة السجن فى انتظار إنهاء حياته هكذا وصفت نهى دعادر، زوجة نائب رئيس حزب الوسط عصام سلطان والمعتقل بسجن العقرب، الحالة الصحية السيئة لزوجها، محذرة من تعرضه للموت البطيء داخل السجن، نظرا لمنع الدواء والطعام عنه لفترات طويلة، بما فى ذلك شهر رمضان الماضي.
أشارت دعادر ل"المصريون" إلى أن زوجها أجرى عملية جراحية فى ظهره عام 2009، وما يزال يحمل شرائح ومسامير حتى الآن.
قالت دعادر: "زوجى يحتاج لمجموعة من الأدوية باستمرار منها فيتامين ب، وحقن كالسيوم وفيتامين دي، وفيتامينات متعددة، بالإضافة لحاجته للعلاج الطبيعى والحركة المستمرة الهادئة، والنوم على الأرض والتعرض للبرد خطير".
وخلال تغريدة سابقة لسلطات بالسجن "صادروا ملابسهم الشتوية والبطاطين، رغم أن الزيارة كل شهر وتصادر الأدوية من الزنازين إذا دخلت"
وأكدت زوجة سلطان، أن إدارة السجن لا تستجيب لنقل المرضى للمستشفى فى حالات كثيرة كما وقع مع الراحلين فريد إسماعيل وعصام دربالة .
وبعد ثلاثة أشهر من الزيارة، وجدت زوجها فاقد أكثر من 20 كجم من وزنه، خلال زيارة لم تتعدى خمس دقائق. وأضافت مياه الصرف الصحى معطلة ولا يجرى إصلاحها ومفتوحة على زنازين النزلاء، والناموس والحشرات الطائرة وغيرها السكان الأصليين لغرف السجون.
جلد على عظم
فى بداية أيامه الأولى فى السنة الثالثة له بالحبس الاحتياطى دون اتهام محدد ومباشر مجرد حمله ل "كاميرا " كانت كفيلة بحسبه واعتقاله هو محمود أبو زيد شوكان الذى يعانى من فيروس سى ومرض السكر فيقول والده " أنا خايف حالته تتدهور أكتر من كده .. ابنى عنده فيروس سى ورافضين علاجه أو الإفراج عنه" هكذا وصف عبد الشكور أبو زيد شوكان حالة ابنه محمود شوكان المحبوس احتياطيًا منذ أحداث فض اعتصام رابعة العدوية فبدون أى أسباب تقوم إدارة سجن طره بمنع دخول أى مأكولات, ملابس أو أدوية العلاج إليه فى تعنت واضح من إدارة السجن ضد ابني.
وأضاف أبو زيد، أن محمود يعانى من أنيميا حادة فى الدم وانخفاض فى السكر، وأصبح "جلد على عظام" مشيرًا، إلى أنه على الرغم من تلك الأمراض إلا أنه لا يحظى بأى رعاية طبية داخل السجن وأنه معرض فى أى وقت للوفاة إذا ما تعرض لوعكة صحية خطيرة.
وفى رسالة أخيرة لشوكان، بعد مرور 3 سنوات حبس فى مقبرة طره،: بدأت اعتاد جسدى الجديد النحيل وبدأت اعتاد المرض، هل تعرفون ما يؤلمنى من أكثر من الأربعة الجدران والمرض ؟ "الأحلام" أحلامى متعلقة بحاضرى هنا بلا ماض ولا مستقبل، بلا ألوان سوى الأبيض الذى أصبحت أمقته".
سرطان القولون
يقبع داخل زنزانة بالدور الثالث بسجن طره على الرغم من أصابته ب "دوالى القدم" فى وضع مأساوى آخر من انتشار ل "الحشرات والصراصير والأبراص والنمل" خوف من مصير "الموت" بعد الاشتباه فى الإصابة بسرطان القولون مخاوف رصدتها ماجى عبد اللطيف زوجة المعتقل صلاح الهلالى المتهم فى الأحداث المعروفة إعلاميًا بأحداث مجلس الشورى، والذى يواجهه تعنت من إداره سجن طره لدخول العلاج الخاص به رغم أصابته ب "انزلاق غضروفى بالرقبة بفقرات " 5,6,7 ".
وأضافت ماجي، أن هناك مخاوف من أصابته بمرض "سرطان القولون" وإدارة السجن ترفض أخذ العينات وتحليلها للكشف عن طريق "المنظار" عن المرض بشكل سريع وعلاجه فى أقرب فرصه إن وجد، مشيرة إلى أن هذا المرض وراثى فى العائلة وتوفى على إثره عم وجد زوجها
وتابعت أن زوجها يعانى من انزلاق غضروفى فى رقبته ويحتاج إلى علاج طبيعي، بالإضافة إلى إصابته ب "دوالى فى القدم " ويحتاج إلى السير لمدة ساعة تقريبًا يوميًا بحسب تصريحات الطبيب المعالج داخل السجن ومدون ب "التذكرة العلاجية الخاصة به" ولكن إدارة السجن ترفض خروجه بساعة التريض او إعطاءه الدواء".
ورصدت عبد اللطيف، تفاصيل معاناتها فى إدخال بعد الأدوية التى تأتى بها على نفقتها الخاصة ومن بين تلك الأدوية "ليفر البيومين الخاص بالتهاب الكبدى الوبائي, و لاريكا الخاص بمرض السكر, دافلون لعلاج الأوعية الدموية والدوالى وفينوتك المضاد للكدمات، بالإضافة إلى بعض الأدوية المقوية من الفيتامينات والكالسيوم.
وكانت لمعاناتها أيضًا فى الانتظار لساعات طويلة فى حرارة الشمس الحارقة فى تلك الأيام إلى أن يأتى دورها فى التفتيش متابعة أن قاعات الزيارات بحسب "مزاج" إدارة السجن فى بعض الأوقات تكون مزدحمة وأوقات آخرى لا يوجد مكان لوضع قدم واحدة ومدة الزيارة ب " حسب المزاج " رغم أن اللائحة تنص على أن الزيارات مدتها ساعة ولكنه شيء غير موجود بالواقع .
خسارة وزن سريعة وحالة صحية سيئة
بلحية مخضبة بالشيب، ووزن فقد منه الكثير، يقبع مجدى قرقر، القيادى بحزب الاستقلال والمتحدث السابق باسم التحالف الوطنى الداعم لمرسي، فى مستشفى سجن ليمان طره، بعد نقله إليه من سجن العقرب، نظرا لحالته الصحية السيئة.
مديحة قرقر، كريمته، قالت إن "صحة أبيها فى النازل"، محملة السلطات مسئولية حالته الصحية وتدهورها، ومحذرة فى الوقت ذاته بأن "هناك نية مبيتة للقتل العمد".
"صرف صحى مصاب بالعطب، وشمس آفلة دوما عن الزنزانة، ولا تريض"، ثلاثية يواجهها قرقر يوميا فى محبسه، ما أدى لآثار سلبية على صحته، فى ظل كِبر سنه، وإصابته بأمراض مزمنة.
دُعى قرقر بالخطأ فى الجلسة الماضية فى قضية "إهانة القضاء"، غم عدم اتهامه فيها، إلا أنه كان واضحا على هيئه المرض سوء الرعاية، وفقدان الوزن.
وأضافت "مديحة قرقر"، أن "والدها أصابه الضعف من بعد شهر مارس الماضى وتولى وزير الداخلية الجديد ومع شهر رمضان وعدم دخول طعام يكفى للإفطار والسحور أصيب بضعف كبير، إضافة للمنع من دخول العلاج والمنع من الزيارة".
18 مايو 2015، كان موعد آخر زيارة لأسرة قرقر بمحبسه، زيارة لم تستمر سوى ثلاث دقائق، كان متماسكا ومعنوياته مرتفعة، وتشير "مديحة" إلى أنه: كان يقويهم ويدعمهم نفسيا برغم سوء حالته".
واعتقلت قوات الأمن قرقر من منزله يوم 2 يوليو 2014 قبيل المظاهرات التى دعا إليها التحالف فى ذكرى الإطاحة بالرئيس السابق محمد مرسي.
وقرقر أستاذ جامعى فى كلية التخطيط العمرانى بجامعة القاهرة، متهم بتعطيل الدستور وإهانة القضاء، وتم نقله قبل أيام من سجن العقرب إلى مستشفى سجن ليمان طره، عقب تدهور حالته الصحية.

حقوقيون: تنكيل بالمعارضين وتصفية بالبطىء
الحقوقى جمال عيد مدير الشبكة العربية لحقوق الإنسان، قال إن ما يحدث داخل السجون من عدم مساواة هو استمرار للتنكيل بالمعارضين وللشباب الذين قاموا بثورتى ال 25 من يناير و ال 30 من يونيو، مشيرًا إلى أنه من الغريب أن يتم التنكيل بهم وعلى العكس تمامًا كان يحدث مع الرئيس المخلوع مبارك ورموز نظامه فكانوا يقبعون فى سجون أقل ما يوصف عنها بأنها "5 نجوم ".
واستنكر عيد، تجاهل المجلس القومى لحقوق الإنسان كل تلك الانتهاكات التى تظهر داخل السجون من تعنت لدخول الأدوية وأدوات الإعاشة وغيرها، مشيرًا إلى أن المجلس مازال يتبع سياسة " المؤسسات الحكومية " فى تلميع الدولة وهو نظام يتبعه المجلس منذ سنوات.
وأضاف عيد، أن النظام الحالى فى تعامله مع المعتقلين يوضح بأنه لم يكتف بحبس المعارضين من الشباب الثورى فقط بل أصبح يهدر حقوقهم فى الحياة وآدميتهم.
مأساوى للغاية
يقول المحامى والناشط الحقوقى مصطفى عزب، إن مصر بهذه الانتهاكات داخل السجون لا تظهر أى احترام لمعايير حقوق الإنسان والمواثيق الدولية، بعد أن أصبحت السجون تكتب شهادات وفاة المعتقلين فيها يومًيا.
ووصف الوضع الإنسانى داخل السجون بأنه "مأساوى للغاية" تشترك فيه الشرطة المصرية التى تمارس القتل البطيء، وما ينتج عن هذه الظروف غير الآدمية من تدهور الحالة الصحية للمعتقلين، إضافة إلى التكدس داخل عنابر السجون، حسب قوله.
وأضاف أن عدد المعتقلين السياسيين يتجاوز أكثر من ثلاثين ألف معتقل، والدولة تعمل على إخفاء الحقائق وكتم الأصوات، وكشف عن أنه وفق المحاضر الرسمية التى استطاع عدد من النشطاء الحقوقيين الوصول إليها يزيد الحد الأدنى لعدد المعتقلين على 28 ألف معتقل.
وقال عزب، إن ما يحدث حاليا فى مصر غير مسبوق، فلم يسبق للدولة المصرية أن يكون داخل السجون هذا الكم الكبير من المعتقلين السياسيين طيلة هذه الفترات، بعد أن أصبح الحبس الاحتياطى غير محدد المدة.
صم بكم عمي
وفى سياق متصل قال محمد لطفى مدير المفوضية المصرية للحقوق والحريات، إن ظاهرة الانتهاكات بدأت منذ ما يقرب من عامين نتجت عنها وفاة عدد كبير من المعتقلين داخل السجون بأثر الإهمال الطبى والرعاية الطبية الأزمة لبعض المعتقلين المرضى داخل السجون مشيرًا إلى أن تلك الفترة تشهد انتهاكات وأزمات لم تشهدها الدولة المصرية فى عهد الرئيس الأسبق مبارك داخل السجون.
وأضاف لطفي، أن المفوضية رصدت فى تقريرها الأخير وجود ما يقرب من 269 حالة وفاة داخل السجون نتيجة للإهمال الطبى سواء كانوا من المعتقلين السياسى أو من المحبوسين احتياطيًا داخل الأقسام، مشيرًا إلى أن الدولة والنظام الحالى لا يحترم الدستور من خلال تلك الانتهاكات التى تعرض حياة مواطنين مصريين للموت كل دقيقة.
وهاجم مدير المفوضية المصرية المجلس القومى لحقوق الإنسان، نظرًا لسكوته على كل تلك الانتهاكات التى تؤدى بدورها إلى الموت البطيء للمعتقلين مشبهًا المجلس ب "الجهة الحكومية " التى تتعامل بشكل إدارى وامنى وأنهم غير راغبين فى تحسين أوضاع السجون أو حتى الأوضاع الحقوقية للمصريين بشكل عام.
مئات البلاغات
الناشط الحقوقى محمد أبوهريرة، رصد عدة أسباب تفضى لوأد المعارضين فى مصر، اعتبرها استراتيجية جديدة لوزير الداخلية مجدى عبدالغفار واللواء حسن السوهاجى رئيس مصلحة السجون.
وقال أبو هريرة فى تصريحات ل"المصريون"، إن الاستراتيجية تستهدف قتل وتصفية المعتقلين أولا بالتصفية المباشرة كما حدث مع قيادات بالإخوان فى وقت سابق بمدينة 6 أكتوبر ومؤخرا مع شباب بالفيوم، وثانيًا بالتعذيب داخل أقسام الشرطة كما جرى مع المحامى كريم حمدى داخل سجن المطرية.
وثالث أضلاع الاستراتيجية الجديدة القتل البطيء داخل السجون عبر منع الدواء والطعام والأدوية للمعتقلين، والتضييق عليهم فى التريض، وتعمد تكدسهم فى أماكن ضيقة تتميز بسوء التهوية، كما حدث مؤخرا ببعض السجون والأقسام فى ظروف طالت بجانب المعتقلين السياسيين مساجين جنائيين.
وحمَّل أبوهريرة، وزارة الداخلية والنيابة العامة مسئولية الضحايا بشكل مباشر، قائلا إن الدستور المصرى يقر أن السجن إصلاح وتهذيب، وتخضع السجون للنيابة العامة وهى صاحبة الحق الأصيل فى إدارتها.
وأشار الناشط الحقوقي، إلى أن النائب العام وصلته مئات البلاغات بالتعذيب ووجود الحالات الصحية بالسجون؛ لكنه لم يقدم ساكنا، إضافة إلى أن قانون تنظيم السجون يعطى الحق لأطباء السجن برفع تقارير طبية عن المساجين المرضى لمأمور السجن الذى يقدمها بدوره للنائب العام، لإخلاء سبيلهم إذا ما كانوا يستحقون عفوًا طبيًا، وهو ما لم يحدث.
وتوقع أبوهريرة، أن تستمر الأوضاع على ما هى عليه، موضحًا: "النيابة متواطئة مع القضاء والداخلية فى تعذيب السجناء وقتلهم"، مضيفا: مصر تعيش أسوء عصورها القانونية.
ورأى أبوهريرة، أن المحامين فى حالة عجز دفاعى عن السجناء، نظرا للتعنت فى نفاذ القانون وسريانه فى مجراه الطبيعي.
ولفت إلى أن هناك بلاغات وشكاوى دولية يتم تقديمها للمقرر الخاص بالتعذيب بالأمم المتحدة وكذلك المقرر الخاص بالإخفاء القسري، لكنه استبعد فى الوقت ذاته الحصول على نتائج ملموسة حيال ذلك، قائلا: "النظام الحالى حاصل على ضوء آخر بالتعامل مع معارضيه، لكننا نرى فى توثيق الجرائم الحقوقية توثيقا لحين اللحظة التى يتم فيها تقديم المسئولين للمحاكمات، ولفضح ممارسات السلطات الحالية أمام الرأى العام المحلى والدولي.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.