فيفا يعلن مواعيد مباريات ومشوار بيراميدز في كأس الإنتركونتننتال    أول تحرك حكومي بشأن حادث الطريق الإقليمي بالمنوفية الذي أسفر عن مصرع 19 عاملًا وإصابة 3    ترامب يرفض دعوة حضور حفل زفاف جيف بيزوس.. "وول ستريت" تكشف السبب    مصرع شاب وإصابة آخر في حادث انقلاب سيارة بالوادي الجديد    فيديو يقود مباحث دار السلام لضبط "ديلر الاستروكس"    تعرف على موعد وفضل صيام يوم عاشوراء    الإثنين المقبل.. المحطة الأخيرة لقانون الإيجار القديم قبل إقراره تحت قبة البرلمان    بحضور النقيب.. افتتاح مصيف المهندسين بالمعمورة بعد تطويره في الإسكندرية    مقتل العالم النووي الإيراني سليمان سليماني جراء الهجمات الإسرائيلية    ثنائي الأهلي يزين التشكيل الأفريقى المثالى لمرحلة المجموعات فى مونديال الأندية    استئناف الرحلات الجوية بين روسيا وإيران بعد تعليقها لمدة أسبوعين    محافظ كفرالشيخ: انطلاق قافلة دعوية كبرى من مسجد الضبعة بالرياض    قبل أن يتم عامه ال25.. هالاند يدخل نادي ال300 هدف    في أول جمعة من العام الهجري الجديد.. افتتاح مسجد "آل يعقوب" بقرية سفلاق بسوهاج    "القومي للطفولة" يحبط زواج طفلة 14 عاما بمحافظة قنا    الرقابة المالية تستعرض تجربتها الرائدة في إطلاق أول سوق كربون طوعي مراقب ومنظم أمام وفد ليبي يضم جهات حكومية    مصرع شابين وإصابة آخر في حادث مروري بقنا    مجلس الوزراء يكشف حقيقة اعتزام الدولة خصخصة الجامعات الحكومية    الإثنين المقبل.. انطلاق فعاليات معرض الفيوم للكتاب    بصحبة شقيقتها.. ملك زاهر تحتفل بعيد ميلادها وهذا ما قالته (صور)    "البترول": نجاح أعمال الحفر ببئر "ظهر 6" وإضافة 60 مليون قدم مكعب يوميًا إلى الإنتاج    خطيب المسجد النبوي: صوم التطوع في شهر المحرم أفضل الصيام بعد رمضان    صحة الغربية تحقق في واقعة تبدل جثتين في مشرحة مستشفى زفتي العام    قافلة طبية مجانية لجمعية رعاية مرضى الكبد عضو التحالف الوطنى فى الدواخلية بالغربية لخدمة أهالي القرية    «الصحة» تطلق حملة قومية للتبرع بالدم في جميع المحافظات    نجاح أول عملية تكميم معدة لطفلة بالمنظار بمستشفى جامعة أسيوط    الحكومة تحدد ضوابط العمرة الجديدة لعام 1447    الحكومة تنفي خصخصة الجامعات الحكومية وتؤكد: "مملوكة للدولة"    ضبط قضايا اتجار غير مشروع في النقد الأجنبي ب4 ملايين جنيه    الرئيس اللبناني يدين التصعيد الإسرائيلي على منطقتي النبطية وإقليم التفاح    انخفاض أسعار الذهب عالميًا ومحليًا وسط هدوء التوترات الجيوسياسية    إيرادات الخميس.. «المشروع x» يحافظ على صدارة شباك التذاكر    نيللي كريم عن «هابي بيرث داي»: فكرته لمست قلبي والسيناريو عميق    أسماء أبو اليزيد بعد مسلسل فات الميعاد: لو رأيت رجلا يعتدي على زوجته سأتمنى أن أضربه    حصيلة الانزلاق الأرضي في كولومبيا ترتفع إلى 16 قتيلا    محافظ الجيزة يعتمد المخططات التفصيلية لأحياء الدقى والعمرانية وبولاق الدكرور    مستوطنون يعتدون على منازل جنوب الخليل.. وإصابة فلسطينية في مسافر يطا    السيطرة على حريق نشب فى ثلاثة سيارات ملاكى بحى شرق أسيوط    بيع 10 محال تجارية وصيدلية فى مزاد علنى وحملة على المخالفات بمدينة بدر    طب عين شمس: توزيع المهام.. وإدارة غرف العمليات باتت جزءًا من تقييم الأطباء    المراجعات النهائية للغة الإنجليزية الثانوية العامة 2025    أسعار اللحوم البلدية اليوم الجمعة 27-6-2025 فى الإسماعيلية    خطيب الأقصى: ظهور نتنياهو في أنفاق المسجد تحد لإثبات السيادة ولن يكسبوا ذرة تراب منه    وسام أبو علي يقترب من الرحيل عن الأهلي مقابل عرض ضخم    محمد شريف ينتظر 48 ساعة لحسم مصيره مع الأهلى.. والزمالك يترقب موقفه    عادل إمام يتصدر تريند "جوجل".. تفاصيل    كريم محمود عبدالعزيز يتصدر تريند جوجل بسبب مملكة الحرير    ياسر ريان: طريقة لعب ريبيرو لا تناسب أفشة.. وكريم الديبس يحتاج إلى فرصة    شروط التسجيل لاختبارات القدرات بالثانوية العامة 2025    "لازم واحد يمشي".. رضا عبدالعال يوجّه طلب خاص لإدارة الأهلى بشأن زيزو وتريزيجيه    حريق ضخم في منطقة استوديو أذربيجان فيلم السينمائي في باكو    يكسر رقم أبو تريكة.. سالم الدوسري هداف العرب في تاريخ كأس العالم للأندية (فيديو)    الورداني: النبي لم يهاجر هروبًا بل خرج لحماية قومه وحفظ السلم المجتمعي    ملف يلا كورة.. جلسة الخطيب وريبييرو.. فوز مرموش وربيعة.. وتجديد عقد رونالدو    هل التهنئة بالعام الهجري الجديد بدعة؟.. الإفتاء توضح    الإيجار القديم والتصرف في أملاك الدولة، جدول أعمال مجلس النواب الأسبوع المقبل    المفتي: التطرف ليس دينيا فقط.. من يُبدد ويُدلس في الدين باسم التنوير متطرف أيضا    حجاج عبد العظيم وضياء عبد الخالق في عزاء والد تامر عبد المنعم.. صور    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



من لم يمت بالتعذيب.. مات ب «القتل البطيء»

فيرس سى والدرن والأمراض الجلدية تفتك بشباب المعتقلين.. والأمراض المزمنة لكبار السن
«فيتامينات، نقط للعين، حقن كالسيوم، ليفر البيومين، لاريكا، دافلون، فينوتك» أدوية غير موجودة
المفوضية المصرية: 269 حالة وفاة داخل السجون نتيجة الإهمال الطبي.. وجمال عيد: مبارك كان يتعامل بنظام ال5 نجوم وشباب الثورة تهدر آدميتهم

"السجن إصلاح وتهذيب" هكذا قيل فى الدستور المصري، إلا أن أصابع اتهام لمتوفين بلغ عددهم 269 سجينا أشارت لرأى آخر، حين فقدوا حياتهم بسبب الإهمال والحرمان من العلاج والتعذيب داخل السجون منذ الإطاحة بالرئيس الأسبق محمد مرسى فى العام قبل الماضي.
فثنائية "الموت أو المرض" باتت تفرض نفسها على واقع السجون، يمر السجين خلالها صحيحًا سليمًا ما إن تمر الأيام حتى يطاله المرض، لتتعد أسبابه والموت واحد، فقابض الأرواح لم يمنحه أمن السلطة من يختار من أقصى اليمين لأقصى اليسار.
"نزلاء فى الجحيم"، ينامون كالسردين على الأرض، تخنقهم جدران إسمنتية فى مساحات ضيقة، لا مانع أن تطوف فوقهم الحشرات الطائرة، أو تجرى من تحتهم مياه الصرف الصحي.
كثيرون منهم ذوات أمراض مزمنة، ومع ارتفاع درجات الحرارة الحارقة فى مصر، يختلف الوضع فى السجون ومقار الاحتجاز، يعروهم ويضربونهم بالهراوات ويمنعون عنهم الدواء والطعام ويطلقون عليهم الكلاب فجرا ويشربونهم مياه موحلة.
وقال أهالى معتقلى سجن وادى النطرون ليمان 440، إن السجن ينتشر به وباء الدرن - معدٍ وقاتل- بين السجناء، متهمين إدارة السجن بتعمد التقصير فى توفير الرعاية والإسعافات الأولية وعدم نقل المصابين إلى المستشفى. كما اتهموا الإدارة بتعمد إيذاء المعتقلين السياسيين، على خلاف الجنائيين.
شهادات حية ترصدها "المصريون" لأوضاع المعتقلين تكشف عن جانب آخر قد يفضى حتماً للموت البطيء، لما يصاحبه من حرمان من الغذاء والأدوية والرعاية الطبية.
العقرب حيث الأدوية ممنوعة بالأمر
"ما يحدث فى العقرب عملية قتل طبى ممنهج للتخلص من السياسيين"، بهذه الكلمات أطلق الدكتور عصام الحداد، مساعد رئيس الجمهورية الأسبق للشئون الخارجية، وأحد نزلاء سجن العقرب، على لسان زوجته التى زارته مؤخرًا.
منى إمام، زوجة الحداد، أكدت بعد السماح لها بالزيارة الأسبوع الماضى والتى كانت متوقفة منذ شهور أن "وتيرة الموت البطيء ذادت مؤخرا ما فضح النية المبيتة بتصفية المعتقلين بمقار احتجازهم".
حملَّت زوجة الحداد مصلحة سجون طره وإدارة سجن العقرب ووزارة الداخلية المسئولية كاملة عن حياة زوجها وابنها جهاد، المتحدث السابق باسم جماعة الإخوان المسلمين.
وأخبر الحداد زوجته ب"منع الأدوية عن المعتقلين، وقتل عمد مع سبق الإصرار داخل العقرب".
وفى السياق أكدت أسماء العريان، كريمة القيادى الإخوانى والبرلمانى السابق عصام العريان، المحكوم عليه بالإعدام فى قضية الهروب من سجن وادى النطرون، أن إدارة السجن أعطت والدها مرتبة لينام عليها ثم فوجئت بأنها هى التى مات عليها الشيخ نبيل المغربى القيادى الجهادي.
وقالت أسماء العريان، إنه خلال آخر زيارة لوالدها كانت نظرة وداع، مضيفة "شفنا والدى بالبدلة الحمراء، وكان ضعيفا وهزيلا جدا وشعره وذقنه طويلة ووجهه شاحبا".
ونقلت أسماء عن والدها قوله "إنهم بيموتونا بالبطيء"، فى إشارةٍ إلى إدارة السجن، مشيرة إلى أنهم نقلوا والدها إلى عنبر داخل السجن بدون دورات مياه، وأعطوه مرتبة لينام عليها ثم فوجئ بأنها هى التى مات عليها الشيخ نبيل المغربى القيادى الجهادي".
"ساقى إسراء الطويل"
"أنت عندك عاهة مستديمة ومش هتخفي" كلمات صادمة إذا سمعتها بالتأكيد ستصاب بحالة من فقدان الأمل والاكتئاب الشديد فما بالك إذا كنت خلف القضبان لا ونيس ولا جليس يخفف عنك ألمك ومعاناتك فسمعت تلك الكلمات "إسراء الطويل" المعتقلة على خلفية اتهامها بالانتماء إلى جماعة الإخوان المسلمين سمعتها مرارًا وتكرارًا من دكتور العظام الخاص بسجن "القناطر" الذى يدعى محمود عاشور وفقط لرغبتها فى استكمال العلاج الطبيعى بعد معاناة دامت ما يقرب من عام ونصف لتعود إلى الحركة والسير بشكل شبه طبيعى مرة أخري.
كلمات مؤثرة وبائسة قالتها هناء علي، والدة إسراء الطويل ل "المصريون " ورصدت خلالها تعنت إدارة سجن النساء بالقناطر فى علاج ابنتها أو حتى توصيل لها الأدوية الكافية لاستكمال فترة العلاج ومساعدتها على السير بشكل طبيعى مرة أخرى.
الصدمة الأكبر هى تدهور حالة إسراء الصحية وأصابتها بضمور شديد فى عضلات الفخذ وساقيها نتيجة تقاعس العلاج حيث أضافت هناء أن ابنتها تحتاج الآن إلى أشخاص لتستند عليهم فى أى حركة بعد أن كانت بدأت بالمشى والسير بدون أى مساعده أو حتى عكاز، انتكست ورجعت للعكاز تانى وألم مستمر طول الوقت فى أرجلها وحالتها تسوء ومستشفى السجن رافضة علاجها أو حتى دخول جهاز التنبيه الكهربى اللى كانت بتتعالج بيه".
وأضافت، علاج إسراء، يعتمد على بعض الأجهزة فقط منها "جهاز تنبيه الأعصاب الكهربى وإبر صينية وأدويه مكملة عبارة عن مقويات للأعصاب".

الصرف الصحى والحشرات تحاصر المعتقلين
الموت البطىء يقف خلف قضبان بوابة السجن فى انتظار إنهاء حياته هكذا وصفت نهى دعادر، زوجة نائب رئيس حزب الوسط عصام سلطان والمعتقل بسجن العقرب، الحالة الصحية السيئة لزوجها، محذرة من تعرضه للموت البطيء داخل السجن، نظرا لمنع الدواء والطعام عنه لفترات طويلة، بما فى ذلك شهر رمضان الماضي.
أشارت دعادر ل"المصريون" إلى أن زوجها أجرى عملية جراحية فى ظهره عام 2009، وما يزال يحمل شرائح ومسامير حتى الآن.
قالت دعادر: "زوجى يحتاج لمجموعة من الأدوية باستمرار منها فيتامين ب، وحقن كالسيوم وفيتامين دي، وفيتامينات متعددة، بالإضافة لحاجته للعلاج الطبيعى والحركة المستمرة الهادئة، والنوم على الأرض والتعرض للبرد خطير".
وخلال تغريدة سابقة لسلطات بالسجن "صادروا ملابسهم الشتوية والبطاطين، رغم أن الزيارة كل شهر وتصادر الأدوية من الزنازين إذا دخلت"
وأكدت زوجة سلطان، أن إدارة السجن لا تستجيب لنقل المرضى للمستشفى فى حالات كثيرة كما وقع مع الراحلين فريد إسماعيل وعصام دربالة .
وبعد ثلاثة أشهر من الزيارة، وجدت زوجها فاقد أكثر من 20 كجم من وزنه، خلال زيارة لم تتعدى خمس دقائق. وأضافت مياه الصرف الصحى معطلة ولا يجرى إصلاحها ومفتوحة على زنازين النزلاء، والناموس والحشرات الطائرة وغيرها السكان الأصليين لغرف السجون.
جلد على عظم
فى بداية أيامه الأولى فى السنة الثالثة له بالحبس الاحتياطى دون اتهام محدد ومباشر مجرد حمله ل "كاميرا " كانت كفيلة بحسبه واعتقاله هو محمود أبو زيد شوكان الذى يعانى من فيروس سى ومرض السكر فيقول والده " أنا خايف حالته تتدهور أكتر من كده .. ابنى عنده فيروس سى ورافضين علاجه أو الإفراج عنه" هكذا وصف عبد الشكور أبو زيد شوكان حالة ابنه محمود شوكان المحبوس احتياطيًا منذ أحداث فض اعتصام رابعة العدوية فبدون أى أسباب تقوم إدارة سجن طره بمنع دخول أى مأكولات, ملابس أو أدوية العلاج إليه فى تعنت واضح من إدارة السجن ضد ابني.
وأضاف أبو زيد، أن محمود يعانى من أنيميا حادة فى الدم وانخفاض فى السكر، وأصبح "جلد على عظام" مشيرًا، إلى أنه على الرغم من تلك الأمراض إلا أنه لا يحظى بأى رعاية طبية داخل السجن وأنه معرض فى أى وقت للوفاة إذا ما تعرض لوعكة صحية خطيرة.
وفى رسالة أخيرة لشوكان، بعد مرور 3 سنوات حبس فى مقبرة طره،: بدأت اعتاد جسدى الجديد النحيل وبدأت اعتاد المرض، هل تعرفون ما يؤلمنى من أكثر من الأربعة الجدران والمرض ؟ "الأحلام" أحلامى متعلقة بحاضرى هنا بلا ماض ولا مستقبل، بلا ألوان سوى الأبيض الذى أصبحت أمقته".
سرطان القولون
يقبع داخل زنزانة بالدور الثالث بسجن طره على الرغم من أصابته ب "دوالى القدم" فى وضع مأساوى آخر من انتشار ل "الحشرات والصراصير والأبراص والنمل" خوف من مصير "الموت" بعد الاشتباه فى الإصابة بسرطان القولون مخاوف رصدتها ماجى عبد اللطيف زوجة المعتقل صلاح الهلالى المتهم فى الأحداث المعروفة إعلاميًا بأحداث مجلس الشورى، والذى يواجهه تعنت من إداره سجن طره لدخول العلاج الخاص به رغم أصابته ب "انزلاق غضروفى بالرقبة بفقرات " 5,6,7 ".
وأضافت ماجي، أن هناك مخاوف من أصابته بمرض "سرطان القولون" وإدارة السجن ترفض أخذ العينات وتحليلها للكشف عن طريق "المنظار" عن المرض بشكل سريع وعلاجه فى أقرب فرصه إن وجد، مشيرة إلى أن هذا المرض وراثى فى العائلة وتوفى على إثره عم وجد زوجها
وتابعت أن زوجها يعانى من انزلاق غضروفى فى رقبته ويحتاج إلى علاج طبيعي، بالإضافة إلى إصابته ب "دوالى فى القدم " ويحتاج إلى السير لمدة ساعة تقريبًا يوميًا بحسب تصريحات الطبيب المعالج داخل السجن ومدون ب "التذكرة العلاجية الخاصة به" ولكن إدارة السجن ترفض خروجه بساعة التريض او إعطاءه الدواء".
ورصدت عبد اللطيف، تفاصيل معاناتها فى إدخال بعد الأدوية التى تأتى بها على نفقتها الخاصة ومن بين تلك الأدوية "ليفر البيومين الخاص بالتهاب الكبدى الوبائي, و لاريكا الخاص بمرض السكر, دافلون لعلاج الأوعية الدموية والدوالى وفينوتك المضاد للكدمات، بالإضافة إلى بعض الأدوية المقوية من الفيتامينات والكالسيوم.
وكانت لمعاناتها أيضًا فى الانتظار لساعات طويلة فى حرارة الشمس الحارقة فى تلك الأيام إلى أن يأتى دورها فى التفتيش متابعة أن قاعات الزيارات بحسب "مزاج" إدارة السجن فى بعض الأوقات تكون مزدحمة وأوقات آخرى لا يوجد مكان لوضع قدم واحدة ومدة الزيارة ب " حسب المزاج " رغم أن اللائحة تنص على أن الزيارات مدتها ساعة ولكنه شيء غير موجود بالواقع .
خسارة وزن سريعة وحالة صحية سيئة
بلحية مخضبة بالشيب، ووزن فقد منه الكثير، يقبع مجدى قرقر، القيادى بحزب الاستقلال والمتحدث السابق باسم التحالف الوطنى الداعم لمرسي، فى مستشفى سجن ليمان طره، بعد نقله إليه من سجن العقرب، نظرا لحالته الصحية السيئة.
مديحة قرقر، كريمته، قالت إن "صحة أبيها فى النازل"، محملة السلطات مسئولية حالته الصحية وتدهورها، ومحذرة فى الوقت ذاته بأن "هناك نية مبيتة للقتل العمد".
"صرف صحى مصاب بالعطب، وشمس آفلة دوما عن الزنزانة، ولا تريض"، ثلاثية يواجهها قرقر يوميا فى محبسه، ما أدى لآثار سلبية على صحته، فى ظل كِبر سنه، وإصابته بأمراض مزمنة.
دُعى قرقر بالخطأ فى الجلسة الماضية فى قضية "إهانة القضاء"، غم عدم اتهامه فيها، إلا أنه كان واضحا على هيئه المرض سوء الرعاية، وفقدان الوزن.
وأضافت "مديحة قرقر"، أن "والدها أصابه الضعف من بعد شهر مارس الماضى وتولى وزير الداخلية الجديد ومع شهر رمضان وعدم دخول طعام يكفى للإفطار والسحور أصيب بضعف كبير، إضافة للمنع من دخول العلاج والمنع من الزيارة".
18 مايو 2015، كان موعد آخر زيارة لأسرة قرقر بمحبسه، زيارة لم تستمر سوى ثلاث دقائق، كان متماسكا ومعنوياته مرتفعة، وتشير "مديحة" إلى أنه: كان يقويهم ويدعمهم نفسيا برغم سوء حالته".
واعتقلت قوات الأمن قرقر من منزله يوم 2 يوليو 2014 قبيل المظاهرات التى دعا إليها التحالف فى ذكرى الإطاحة بالرئيس السابق محمد مرسي.
وقرقر أستاذ جامعى فى كلية التخطيط العمرانى بجامعة القاهرة، متهم بتعطيل الدستور وإهانة القضاء، وتم نقله قبل أيام من سجن العقرب إلى مستشفى سجن ليمان طره، عقب تدهور حالته الصحية.

حقوقيون: تنكيل بالمعارضين وتصفية بالبطىء
الحقوقى جمال عيد مدير الشبكة العربية لحقوق الإنسان، قال إن ما يحدث داخل السجون من عدم مساواة هو استمرار للتنكيل بالمعارضين وللشباب الذين قاموا بثورتى ال 25 من يناير و ال 30 من يونيو، مشيرًا إلى أنه من الغريب أن يتم التنكيل بهم وعلى العكس تمامًا كان يحدث مع الرئيس المخلوع مبارك ورموز نظامه فكانوا يقبعون فى سجون أقل ما يوصف عنها بأنها "5 نجوم ".
واستنكر عيد، تجاهل المجلس القومى لحقوق الإنسان كل تلك الانتهاكات التى تظهر داخل السجون من تعنت لدخول الأدوية وأدوات الإعاشة وغيرها، مشيرًا إلى أن المجلس مازال يتبع سياسة " المؤسسات الحكومية " فى تلميع الدولة وهو نظام يتبعه المجلس منذ سنوات.
وأضاف عيد، أن النظام الحالى فى تعامله مع المعتقلين يوضح بأنه لم يكتف بحبس المعارضين من الشباب الثورى فقط بل أصبح يهدر حقوقهم فى الحياة وآدميتهم.
مأساوى للغاية
يقول المحامى والناشط الحقوقى مصطفى عزب، إن مصر بهذه الانتهاكات داخل السجون لا تظهر أى احترام لمعايير حقوق الإنسان والمواثيق الدولية، بعد أن أصبحت السجون تكتب شهادات وفاة المعتقلين فيها يومًيا.
ووصف الوضع الإنسانى داخل السجون بأنه "مأساوى للغاية" تشترك فيه الشرطة المصرية التى تمارس القتل البطيء، وما ينتج عن هذه الظروف غير الآدمية من تدهور الحالة الصحية للمعتقلين، إضافة إلى التكدس داخل عنابر السجون، حسب قوله.
وأضاف أن عدد المعتقلين السياسيين يتجاوز أكثر من ثلاثين ألف معتقل، والدولة تعمل على إخفاء الحقائق وكتم الأصوات، وكشف عن أنه وفق المحاضر الرسمية التى استطاع عدد من النشطاء الحقوقيين الوصول إليها يزيد الحد الأدنى لعدد المعتقلين على 28 ألف معتقل.
وقال عزب، إن ما يحدث حاليا فى مصر غير مسبوق، فلم يسبق للدولة المصرية أن يكون داخل السجون هذا الكم الكبير من المعتقلين السياسيين طيلة هذه الفترات، بعد أن أصبح الحبس الاحتياطى غير محدد المدة.
صم بكم عمي
وفى سياق متصل قال محمد لطفى مدير المفوضية المصرية للحقوق والحريات، إن ظاهرة الانتهاكات بدأت منذ ما يقرب من عامين نتجت عنها وفاة عدد كبير من المعتقلين داخل السجون بأثر الإهمال الطبى والرعاية الطبية الأزمة لبعض المعتقلين المرضى داخل السجون مشيرًا إلى أن تلك الفترة تشهد انتهاكات وأزمات لم تشهدها الدولة المصرية فى عهد الرئيس الأسبق مبارك داخل السجون.
وأضاف لطفي، أن المفوضية رصدت فى تقريرها الأخير وجود ما يقرب من 269 حالة وفاة داخل السجون نتيجة للإهمال الطبى سواء كانوا من المعتقلين السياسى أو من المحبوسين احتياطيًا داخل الأقسام، مشيرًا إلى أن الدولة والنظام الحالى لا يحترم الدستور من خلال تلك الانتهاكات التى تعرض حياة مواطنين مصريين للموت كل دقيقة.
وهاجم مدير المفوضية المصرية المجلس القومى لحقوق الإنسان، نظرًا لسكوته على كل تلك الانتهاكات التى تؤدى بدورها إلى الموت البطيء للمعتقلين مشبهًا المجلس ب "الجهة الحكومية " التى تتعامل بشكل إدارى وامنى وأنهم غير راغبين فى تحسين أوضاع السجون أو حتى الأوضاع الحقوقية للمصريين بشكل عام.
مئات البلاغات
الناشط الحقوقى محمد أبوهريرة، رصد عدة أسباب تفضى لوأد المعارضين فى مصر، اعتبرها استراتيجية جديدة لوزير الداخلية مجدى عبدالغفار واللواء حسن السوهاجى رئيس مصلحة السجون.
وقال أبو هريرة فى تصريحات ل"المصريون"، إن الاستراتيجية تستهدف قتل وتصفية المعتقلين أولا بالتصفية المباشرة كما حدث مع قيادات بالإخوان فى وقت سابق بمدينة 6 أكتوبر ومؤخرا مع شباب بالفيوم، وثانيًا بالتعذيب داخل أقسام الشرطة كما جرى مع المحامى كريم حمدى داخل سجن المطرية.
وثالث أضلاع الاستراتيجية الجديدة القتل البطيء داخل السجون عبر منع الدواء والطعام والأدوية للمعتقلين، والتضييق عليهم فى التريض، وتعمد تكدسهم فى أماكن ضيقة تتميز بسوء التهوية، كما حدث مؤخرا ببعض السجون والأقسام فى ظروف طالت بجانب المعتقلين السياسيين مساجين جنائيين.
وحمَّل أبوهريرة، وزارة الداخلية والنيابة العامة مسئولية الضحايا بشكل مباشر، قائلا إن الدستور المصرى يقر أن السجن إصلاح وتهذيب، وتخضع السجون للنيابة العامة وهى صاحبة الحق الأصيل فى إدارتها.
وأشار الناشط الحقوقي، إلى أن النائب العام وصلته مئات البلاغات بالتعذيب ووجود الحالات الصحية بالسجون؛ لكنه لم يقدم ساكنا، إضافة إلى أن قانون تنظيم السجون يعطى الحق لأطباء السجن برفع تقارير طبية عن المساجين المرضى لمأمور السجن الذى يقدمها بدوره للنائب العام، لإخلاء سبيلهم إذا ما كانوا يستحقون عفوًا طبيًا، وهو ما لم يحدث.
وتوقع أبوهريرة، أن تستمر الأوضاع على ما هى عليه، موضحًا: "النيابة متواطئة مع القضاء والداخلية فى تعذيب السجناء وقتلهم"، مضيفا: مصر تعيش أسوء عصورها القانونية.
ورأى أبوهريرة، أن المحامين فى حالة عجز دفاعى عن السجناء، نظرا للتعنت فى نفاذ القانون وسريانه فى مجراه الطبيعي.
ولفت إلى أن هناك بلاغات وشكاوى دولية يتم تقديمها للمقرر الخاص بالتعذيب بالأمم المتحدة وكذلك المقرر الخاص بالإخفاء القسري، لكنه استبعد فى الوقت ذاته الحصول على نتائج ملموسة حيال ذلك، قائلا: "النظام الحالى حاصل على ضوء آخر بالتعامل مع معارضيه، لكننا نرى فى توثيق الجرائم الحقوقية توثيقا لحين اللحظة التى يتم فيها تقديم المسئولين للمحاكمات، ولفضح ممارسات السلطات الحالية أمام الرأى العام المحلى والدولي.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.