أكد عصام تليمة، عضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، أن الخط الثوري أصيل في جماعة الإخوان المسلمين، موضحًا أن ذلك ليس خط عنف أو إرهاب، بل هو خط ثوري بكل ما تعنيه وتحويه كلمة (ثورة) من مقاومة للاستبداد وعدم الاستسلام له، وإنهاء لحكمه بكل وسيلة مشروعة- حسب قوله. وذكر تليمة في مقاله المنشور اليوم على عربي 21، بعنوان " الإخوان والفكر الثوري" لمحات للخط الثوري للجماعة الذي اتبعته الجماعة منها أن الإخوان أنشأوا تنظيما داخل الجيش المصري، وهو ما كان نواة لتنظيم الضباط الأحرار، والذي أسسه الصاغ محمود لبيب، وضم فيه من الإخوان- حسب قوله "عبد المنعم عبد الرؤوف، وأبو المكارم عبد الحي، ومن خارج الإخوان وقتها "جمال عبد الناصر، وأنور السادات، وخالد محيي الدين، والفنان أحمد مظهر". وتابع في أثبات ما ذكره قائلاً إنهم أيضا "أنشأوا تنظيمًا ثالثا داخل وزارة الداخلية، وكان يسمى (قسم الوحدات) وكان مسئوله صلاح شادي وكان ضابطًا في وزارة الداخلية"- حسب قوله. وتساءل تليمة: "هل كان إنشاء الإخوان وحسن البنا لهذه الكيانات الثلاثة، لأجل قراءة المأثورات والأذكار داخل وحدات الجيش والشرطة؟! أما أنها كانت تكملة لجهود الحراك الثوري على كل الأصعدة، وهو ما ظهر في مشاركة الإخوان في ثورة 23 يوليو سنة 1952م". وتابع تليمة، أن من بين التجارب التي يجهلها البعض بشأن تجربة الإخوان الثورية بامتياز-حسب وصفه- التي قام بها حسن البنا والإخوان، عندما خلعوا حاكم اليمن المستبد، حيث أرسل البنا كلا من: "الفضيل الورتلاني، وعبد الحكيم عابدين، وعبد المعز عبد الستار، وغيرهم، إلى اليمن، بعد تواصل لفترة طويلة مع أهلها، وبلغ ظلم الإمام يحيى بن حميد حاكم اليمن مبلغا من الاستبداد والتخلف، وكان من ضمن الإخوان وقتها أحد أبنائه، مؤيدًا لهم في ثورتهم، وكان من اليمنيين: عبد الله بن الوزير، والشاعر محمد محمود الزبيري، وغيرهما، موضحًا أن سبب فشل هذه الثورة: خطأ قام به إعلاميو الإخوان من باب السبق الصحفي، فنشروا خبر قيام الثورة قبلها بيوم في جريدة الإخوان المسلمين اليومية، فقامت القوى الإقليمية بإجهاضها، قائلاً: "راجع في ذلك مذكرات عبد الله الوزير، وغيره ممن كتبوا عن ثورة الإخوان في اليمن". يأتي هذا في ظل الصراع القائم بين معسكرين بجماعة الإخوان المسلمين أحدهما يؤيد التيار الإصلاحي ويرفع شعار سلميتنا أقوى من الرصاص، والآخر يدعو للتيار الثوري ومواجهة النظام ردًا على ما وصفوه بالانتهاكات التى طالت أفراد الجماعة ومعارضي النظام.