ذكرت صحيفة "لوموند" الفرنسية أن السعودية بحاجة إلى الإخوان المسلمين لتشكيل تحالف سني واسع في مواجهة إيران من جهة, وتضييق الخناق على تنظيم الدولة "داعش" من جهة أخرى. وأضافت الصحيفة في تقرير لها في 25 أغسطس أن السعودية شاركت مصر فيما سمته "قمع" الإخوان, بوضعهم على قائمة الجماعات الإرهابية, إلا أنه منذ وصول الملك سلمان بن عبد العزيز للسلطة, حدث تحول دبلوماسي في سياسة السعودية باتجاه التقارب مع الإخوان, لهدفين, أولهما التصدي للنفوذ الإيراني المتزايد في الشرق الأوسط, واستعادة الاستقرار بالمنطقة, والثاني, التصدي لخطر "داعش". وتابعت الصحيفة أن زيارة رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل للسعودية مؤخرا جسدت بوضوح هذا التحول في سياسة السعودية. وكانت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية قالت إن اجتماع العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز مع رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل, يعتبر "تغيرا مذهلا" في نهج المملكة في التعامل مع جماعة الإخوان المسلمين, حيث كانت تناصبها العداء إبان فترة حكم الملك الراحل عبد الله بن عبد العزيز. وتابعت الصحيفة في تقرير لها في 19 يوليو الماضي " الملك السعودي الراحل عبد الله بن عبد العزيز قاد حملة للقضاء على جماعة الإخوان, إلا أن الملك السعودي الحالي سلمان بن عبد العزيز يبدو أنه منفتح على العمل مع التنظيمات الإسلامية, التي ناصبتها المملكة العداء في السابق, ومنها حركة حماس, المحسوبة على جماعة الإخوان المسلمين". ونقلت "نيويورك تايمز" عن مقربين من العائلة المالكة بالسعودية قولهم إن لقاء الملك سلمان مع مشعل يعكس حرص المملكة على حشد أكبر قدر من العالم العربي ضد إيران، التي يتوقع أن تعمد إلى توسيع تمددها في المنطقة, بعد توقيعها الاتفاق النووي مع القوى الكبرى. وكانت حماس قد قالت في بيان صحفي إن وفد الحركة الذي ترأسه رئيس مكتبها السياسي خالد مشعل التقى الجمعة 17 يوليو ملك السعودية سلمان بن عبد العزيز وولي عهده محمد بن نايف وولي ولي عهده محمد بن سلمان، كما التقى قبلها بيوم رئيس جهاز الاستخبارات السعودي الفريق خالد بن علي بن عبد الله الحميدان. وأوضحت الحركة أن مشعل والوفد المرافق له أدوا خلال الزيارة التي استغرقت يومين مناسك العمرة وصلاة عيد الفطر في المسجد الحرام. وضم وفد حماس -وفق البيان- رئيس المكتب السياسي وأعضاء المكتب موسى أبو مرزوق وصالح العاروري ومحمد نزال. ونقلت "الجزيرة" عن مصادر مطلعة في حركة حماس القول :"إن مشعل تناول مع الملك سلمان سبل تعزيز وتطوير العلاقة بين حماس والسعودية". كما ناقش الوفد -وفق المصادر ذاتها- الملفات الفلسطينية، ومن بينها المصالحة بين حركتي حماس وفتح. وتحسنت علاقات حماس بالرياض مع تولي الملك سلمان مقاليد الحكم في يناير الماضي, خلفاً لشقيقه الراحل عبد الله بن عبد العزيز. وفي 18 يوليو الماضي , نفت حماس ما نشرته وكالة أنباء "فارس" الإيرانية عن اتفاق بين السعودية والحركة للمشاركة بمئات من عناصرها في عملية "عاصفة الحزم" في اليمن، ووصفت ذلك بالأكاذيب التي تهدف للتشويش على زيارتها "الناجحة" للمملكة. وعبر حسابها الرسمي بموقع "تويتر", قالت حماس :"ننفي بشكل مطلق ما ورد في وكالة أنباء فارس التي زعمت بأن هناك اتفاقا سعوديا حمساويا على مشاركة المئات من مقاتلي حماس في عاصفة الحزم". وأضافت الحركة أنه "لا القيادة السعودية طلبت ذلك ولا حماس يمكن أن تفكر في ذلك، وهذه الأكاذيب تهدف إلى التشويش على زيارة حماس الناجحة إلى السعودية".