"أن تبيت ليلتك هادئًا ثم تستيقظ على طرقات الكواكيش".. فاعلم أنك في مصر، ففيها قرار الإزالة يكون مفاجئًا وفيها يتشرد أصحاب البيوت الذين اختارهم القدر ليقع على عمارتهم قرار الإزالة بدعوى أنها بلا ترخيص. يقول القانون طالما أن العمارة بها سكان حقيقيون ليست من حق أحد، أن يخرج سكان العمارة منها لو حتى كان مخالفا والمفروض إخطار أهلها أولا. تروي هبة منير، أحد الذين وقع عليهم هذا القدر، ما حدث معها عندما اتخذ رئيس حي المنطقة قرار إزالة العمارة بشكل مفاجئ، ذكره ما آلة إليه حال 12 أسرة شردوا في الشارع كانوا من ساكني العمارة. تقول صاحبة الرواية: "يوم الاثنين الموافق 17-8-2015 ماما بتصحيني علي غير العادة قومي بتوع الازالة قمت طبعا من النوم مخضوضة لبست عباية بيت بسرعة وطلعت برة لقيت بابنا مفتوح وسمعت صوت ناس عمالة تصرخ من عند جيرانا اللي فوقينا (في الدور ال17 والاخير ) طبعا طلعت جريت علي فوق لقيت جارنا واقع عالارض ومراته و3 بناته بيصوتوا وبدأ التكسير بقي نزلت علي شقتنا وسامعة صوت تكسير ومطارق شغالة فوق ومش مستوعبة لسه اللي بيحصل مفيش دقايق ولقيت حوالي 5 رجالة بالمطارق الكبيرة بتاعتهم والريس بتاعهم ومن غير ولا كلمة ولا حتي قالوا احنا داخلين نعمل كذا (رغم ان شقتنا قاعدين فيها انا وماما واختي وابن اختي طفل صغير ).
وتضيف على صفحتها مطالبة بنشر الموضوع على نطاق واسع: "دخلوا عالحوايط تكسير تكسير بافترا وطبعا اختي تصرخ وانا منهارة ومصدومة وقعدت اصرخ فيهم الكبير بتاعهم قالنا انزلوا والا هتتهد فوق دماغكو قعدت طبعا احنا مش متخيلين ولا مستوعبين اخدنا الموبايلات بتاعتنا وفي دقايق بدون مبالغة كانوا مكسرين كل الدنيا فوق دماغنا نزلت انا وماما واختي وابن اختي بس موصلناش تحت فضلنا قاعدين عالسلم ماما نزلت بعدها واختي خافت واخدت الولد ونزلت الشارع وطبعا مرضوش يطلعوها تاني العمارة لانهم واقفين تحت مبيطلعوش اي حد من برة (واختي طبعا بلبس البيت وحافية ) والولد عمال يعيط وانا قلت لماما هجيب اي حاجة من فوق وانزل وماما نزلت وانا فضلت". وتابعت الراوية: "طلعت تاني منهارة ومش مصدقة ان خلاص دة بقي حال شقتنا واحنا خلاص بقينا في الشارع وانا متلخبطة مش عارفة انزل ولا اطلع ولا اروح فين ومش هاين عليا انزل الشارع لاني عارفة لو نزلت مش هطلع بقيت انزل كل شقة ادور علي ماما ادخل كل شقة في العمارة الاقيها متكسرة وشغالين فيها وصحابها عمالين يصرخوا فيهم يقولولهم كفاية وحرام ويتحايلوا عليهم وهم ولا في الدماغ نزلت الدور الاول لقيت ظباط و2 مهندسات الحي ومقاول الهدم الكبير بتاعهم وقاعدين يضحكوا ويهزروا ولا كانهم طالعين رحلة جالهم خبر ان الدور التاسع مكتوب علي شقته ظابط في القوات المسلحة راحت المهندسة بتاعة الحي ربنا ينتقم منها قالتلهم اقطعولي سلم التاسع اللي فوقيه تجيبوه ارض واللي تحتيه حوايط والتاسع محدش يفتحه (وبالفعل لحد الان الدور الوحييد اللي في العمارة متلمسش حتي الدور التاسع )". واستطردت الراوية: "طلعت تاني شقتنا في ال16 لقيتهم مدمرينها قلتله حاجتنا مصيرها ايه قالي خدي اللي انتي عيزاه وانزلي طب هاخد ايه انا هدومي ولا ورقي وشهاداتي ولا الجهاز بتاعي اللي عليه حاجتي وشغلي ولا اخد ايه طلبت منه يسدلي الحوايط المكسورة بالباب عشان اغير هدومي لاني كنت لسه بلبس البيت واخد شنطتي وانزل وقعدت حوالي نص ساعه عشان ادور علي شنطتي في وسط الردم والتكسير علي ما لقيتها وبالفعل اخدتها ونزلت وكان وقتها كل سكان العمارة نزلوا وكتير منهم بلبس البيت طلعونا كلنا وقفلوا باب العمارة وسلموها لمقاول الهدم والبلطجية اللي معاه ومن وقتها احتلوا العمارة وبدأ مشوارنا احنا وكل سكان العمارة دايخين عشان نوقف القرار قبل ما يجيبوها ارض وكل واحد سايب شغله وحاله وماله ويوميا نتجمع كلنا ما بين النيابة والقسم والمحكمة ومجلس الدولة وعايزين نوصل لحد من الاعلام او المسؤلين يساعدنا". وتكمل صاحبة القصة: "العمارة من غير ترخيص دي الحجة اللي بيقولوها لكن مش السبب لاننا لما رحنا لرئيس النيابة (وكل حد نروحله مسؤول يقول نفس الكلام ) يقولنا طالما العمارة فيها سكان حقيقيين مش من حق حد يطلعهم من بيوتهم حتي لو مخالف والمفروض لو هيطلعونا يخطرونا بانذار قبلها عشان نخلي العمارة والغريب بقي انه قالنا انا هطلع لجنة دلوقتي لو اثبتت انكم سكان حقيقيين هصدر قرار وارجعكم شققكم النهاردة شكرناه طبعا ودعيناله وقلنا فرجت وسبحان مغير الاحوال الراجل عمل اتصالاته". وتتابع: "وبعدها بخمس دقايق قالنا انا جهة تنفيذية يا جماعة دي مش سلطتي (عشان احنا عارفين ان السبب اصلا في هدم العمارة مستشار ولواء في العمارة اللي جنبنا احنا غطينا عليهم فمش عجبهم وهم اللي موقفين الموضوع ) واحبطنا تاني وبقولنا النهاردة اسبوع مش عارفين نوقف القرار وهم نزلوا عفش العمارة كلهم من ال17 للعاشر وعشان تكمل بقي وهم بينزلوا عفش بيتنا بقوله انتوا باي حقب تكسرولنا العفش بتاعنا وتطلعونا بالشكل دة قالي انا لو اخدت العفش دة علي بيتنا محدش يقدر يحاسبني انا عالورق مستلم العقار خالي (لانه مهندسة الحي طبعا عشان تصدر قرار زي دة لازم العقار يكون خالي من السكان وهي زورته واعتبرته خالي )". واختتمت: "كل اللي كتبته دة حصل بالحرف واللي مكتبتهوش اكتر ومعانا الصور والفيديوهات اللي تثبت كل حرف اتكتب وعايزين صوتنا يوصل لحد يقدر يساعدنا في وقف القرار لاننا 12 اسرة في الشارع اللي كنا ساكنين في العمارة والصور دي اتصورت تاني يوم لما سمحوا لواحد مننا يلم ما تبقي من العفش".