ذكرت صحيفة "كوميرسانت" الروسية أن عزل الرئيس المصري الأسبق محمد مرسي, كان بمثابة شرارة الانطلاق في تمتين العلاقات بين القاهرةوموسكو, حيث أصبحت مصر حليفا رئيسا لروسيا في العالم العربي. وأضافت الصحيفة في تقرير لها في 25 أغسطس أن صعود الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي إلى السلطة أدى لارتقاء التعاون العسكري بين البلدين إلى مستوى نوعي جديد، حيث تم توقيع عدة اتفاقيات هامة في هذا المجال. وأشارت الصحيفة أيضا إلى أن روسيا بدأت بتزويد مصر بمنظومات صواريخ "إس300 بي إم" للدفاع الجوي , كما أنه سيتم التوقيع خلال زيارة السيسي الحالية إلى روسيا على اتفاقية إنشاء أول محطة نووية لتوريد الكهرباء في مصر تقدر قيمتها الإجمالية بخمسة مليارات دولار. وكان الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي وصل العاصمة الروسية موسكو في 25 أغسطس في زيارة رسمية تستغرق 3 أيام، وتعتبر الثالثة له منذ توليه الرئاسة في يونيو 2014. يذكر أن السيسي زار موسكو في مايو الماضي للمشاركة في الاحتفالات بمناسبة الذكرى السبعين للانتصار على النازية، كما قام بزيارة إلى روسيا في أغسطس عام 2014، حيث عقد لقاء قمة مع نظيره الروسي في مدينة سوتشي على البحر الأسود, وكانت هذه القمة بمثابة إشارة الانطلاق لتدشين محاور العلاقات الاسترتيجية بين القاهرةوموسكو. وتأتي زيارة السيسي الثالثة إلى موسكو في الوقت الذي تواصل فيها القيادة الروسية المشاورات على المستويين العالمي والإقليمي حول مبادرة الرئيس فلاديمير بوتين لتشكيل تحالف "لوجيستي" واسع لمواجهة تنظيم "داعش"، بما في ذلك التعاون الأمني الوثيق وتبادل المعلومات والملفات، وإغلاق مصادر التمويل، وتجفيف المنابع التي تمد التنظيمات الإرهابية بالأموال والعناصر, هذا في الوقت الذي أصبح فيه موضوع مكافحة الإرهاب بالنسبة لمصر أكثر إلحاحا بعد سلسلة الهجمات الدامية في سيناء, والتي شنها تنظيم "ولاية سيناء" الموالي ل "داعش". وأفادت وسائل إعلام مصرية وروسية أن محادثات السيسي وبوتين ستتناول الأوضاع في ليبيا والعراق وسوريا، حيث يكثف تنظيم "داعش" هجماته, كما أنه من المتوقع أيضا أن تكون الأوضاع في اليمن محل بحث من جانب الرئيسين الروسي والمصري, بالإضافة إلى أن الرئيسين سيوقعان العديد من الاتفاقيات الاستراتيجية والاقتصادية والسياسية والتجارية بين البلدين. وأعرب وزير الصناعة والتجارة المصري منير فخري عبد النور عن اعتقاده بإمكانية توقيع عقد إنشاء محطة الضبعة النووية خلال زيارة السيسي إلى روسيا في الفترة من 25 إلى 27 من أغسطس. وكانت الزيارة الأخيرة للرئيس الروسي بوتين إلى القاهرة في إبريل الماضي شهدت توقيع ثلاث اتفاقيات مهمة، من بينها مذكرة للتفاهم من أجل إقامة محطة نووية للأغراض السلمية في منطقة الضبعة غربي مصر. ومن جهته, أكد الكرملين أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين سيبحث الأربعاء 26 أغسطس مع نظيره المصري عبد الفتاح السيسي مجمل العلاقات الثنائية بين البلدين، بما في ذلك آفاق تعزيزها في المجال التجاري-الاقتصادي، وأشار إلى أنه من المتوقع أن يتبادل الزعيمان آراءهما بصورة مفصلة بشأن القضايا الدولية، وخاصة أوضاع الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.