استحوذت زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسي إلي موسكو علي اهتمام الصحف الروسية التي أجمعت علي أهمية الزيارة في تعزيز العلاقات الثنائية بين مصر وروسيا في شتي المجالات والتنسيق بين البلدين في قضايا عدة وعلي رأسها مكافحة الإرهاب وإحلال السلام والاستقرار في الشرق الأوسط. ذكرت قناة "روسيا اليوم" في سياق تقرير لها أن الزيارات التي تشهدها روسيا هذا الأسبوع لثلاثة من القادة العرب الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي والعاهل الأردني الملك عبدالله الثاني والشيخ محمد بن زايد ولي عهد الإمارات لا تعد بالأمر بالمفاجئ.. فهي تأتي في إطار سياسة الانفتاح الروسي علي الدول العربية التي أطلقها الرئيس فلاديمير بوتين في السنوات الأخيرة. وسوف يتبعها في الخريف زيارة للعاهل السعودي وسبق لها استقبال وزير الخارجية الإيراني. وهذه السياسة لها عدة محاور منها دعم العلاقات الاقتصادية الروسية والعربية واستعادة العلاقات التي كانت وثيقة يوماً ما بين روسيا والعرب. حيث كانت روسيا تتبني سياسات مؤيدة لهم مثلما فعلت مع القضية الفلسطينية. ويأتي بعد ذلك التصدي للحركات الإرهابية علي غرار داعش التي انتشرت في الشرق الأوسط وباتت تهدد الاستقرار الأمني الإقليمي والعالمي بأسره بسبب الموقع الاستراتيجي للشرق الأوسط. فضلاً عن الأوضاع المتردية في سوريا وليبيا وفلسطين. وسوف يكون التعاون في مجال الاستخدام السلمي للطاقة النووية في مقدمة الموضوعات التي يبحثها بوتين مع القادة الثلاثة وربما تم توقيع اتفاقيات نهائية في هذا الصدد. واعتبرت "روسيا اليوم" أنه بالطبع سوف يكون أهمها زيارة الرئيس السيسي باعتبار مصر القوة الإقليمية الرئيسية في المنطقة وقادرة علي القيام بدور أساسي في التحالف المضاد للإرهاب الذي يسعي بوتين إلي تشكيله والذي سيضم الولاياتالمتحدة أيضا مع القوي الإقليمية ويكفي للتدليل علي أهمية اللقاء أنه جاء بعد ثلاثة أشهر فقط من زيارة قام بها الزعيم المصري إلي روسيا. قالت صحيفة "برافدا" الروسية إن زيارة الرئيس السيسي إلي موسكو جاءت في الوقت الذي تواصل فيه القيادة الروسية المشاورات علي المستويين العالمي والإقليمي حول مبادرة الرئيس بوتين لتشكيل تحالف واسع لمواجهة تنظيم داعش الإرهابي. أشارت الصحيفة إلي تطابق الموقفين المصري والروسي حول ضرورة تشكيل جبهة موحدة لمواجهة الإرهاب ومن المتوقع أن يتناول الرئيسان خلال محادثاتهما الأوضاع في ليبيا. حيث يكثف تنظيم داعش هجماته. كما أن مصر تعد شريكاً مهماً لروسيا فيما يخص المساعي الدولية لتوحيد صفوف المعارضة السورية تمهيداً لإطلاق مفاوضات شاملة مع دمشق. تطرقت الصحيفة إلي العلاقات بين مصر وروسيا.. قائلة إن موسكووالقاهرة تعملان منذ سنتين علي تعزيز علاقاتهما في شتي المجالات وبدأت هذه العملية باستحداث صيغة جديدة للتفاوض بمشاركة وزراء الخارجية والدفاع في البلدين. وقام الرئيس السيسي بأول زيارة له إلي موسكو للمشاركة في لقاء بهذه الصيغة في فبراير عام 2014 بصفة وزير الدفاع المصري. وبالتزامن مع تكثيف الحوار السياسي يعمل الطرفان علي تنشيط التعاون الاقتصادي ذي الأهمية الاستراتيجية بالنسبة للبلدين نظراً لأهمية تدفق السياح الروس بالنسبة للميزانية المصرية وقيام مصر تبعية باستيراد القمح من روسيا. ولفتت "برافدا" إلي أن الزيارة الأخيرة للرئيس بوتين إلي مصر في ابريل الماضي شهدت توقيع ثلاث اتفاقيات مهمة من بينها مذكرة تفاهم من أجل إقامة محطة نووية للأغراض السلمية في منطقة الضبعة غرب البلاد. وقد يتم توقيع الاتفاق النهائي خلال الزيارة. وبالإضافة إلي التعاون الاقتصادي يتجه البلدان لتعزيز العلاقات في مجالات أخري ولاسيما في المجال العسكري التقني.. حيث جرت أول مناورات بحرية مشتركة بين البلدين في البحر الأبيض المتوسط وقبل أيام سلمت روسيا سفينة الصواريخ "إر -32" لمصر وكانت مزودة بصواريخ "موسكيت" المضادة للسفن. ذكرت صحيفة "نيزا فيزيمايا جازيتا" أن زيارة الرئيس السيسي إلي موسكو سوف تهدف إلي بحث مجمل العلاقات الثنائية بين البلدين بما في ذلك آفاق تعزيزها في المجال التجاري- الاقتصادي. أشارت الصحيفة إلي أن الرئيس السيسي زار موسكو في مايو الماضي للمشاركة في الاحتفالات بمناسبة الذكري السبعين للانتصار علي النازية. كما قام بزيارة إلي روسيا في اغسطس عام 2014. حيث عقد لقاء قمة مع نظيره الروسي في مدينة سوتشي علي البحر الأسود. وكانت هذه القمة بمثابة اشارة الانطلاق لتدشين محاور العلاقات الاستراتيجية بين القاهرةوموسكو. تأتي زيارة السيسي إلي موسكو في الوقت الذي تواصل فيه القيادة الروسية جهودها لتشكيل تحالف لوجيستي واسع لمواجهة تنظيم داعش الارهابي بما في ذلك التعاون الأمني الوثيق وتبادل المعلومات والملفات وإغلاق مصادر التمويل وتجفيف المنابع التي تمد التنظيمات الإرهابية بالأموال والعناصر. وعلي صعيد التعاون الخاص بمكافحة الإرهاب.. تستعد القوات الروسية المحمولة جواً لإجراء مناورات برية لمكافحة الإرهاب مع القوات المصرية وذلك خلال العام الجاري علي الأراضي المصرية. ومن المتوقع أن يبرم البلدان عقداً لبيع 46 طائرة من طراز ميج 29 إلي مصر بقيمة ملياري دولار. كما تشهد زيارة الرئيس السيسي إلي روسيا عدداً من اللقاءات مع كبار المسئولين الروس وعدد من رؤساء كبريات الشركات الروسية. وذلك دعماً لتوجهات البلدين رفع مستوي العلاقات الاقتصادية والاستثمارية. إذ تعمل كل من القاهرةوموسكو في العامين الأخيرين علي تعزيز علاقاتهما في شتي المجالات. رأت صحيفة "تومسكايا" أن زيارة الرئيس السيسي إلي موسكو تعتبر خطوة جيدة لما تمثله روسيا من قوة. خاصة في مجال التسليح وذلك لما تمثله مصر من أهمية محورية في الشرق الأوسط. ولفتت الصحيفة إلي أنه من الممكن أن تشهد توقيع صفقات سلاح جديدة معتبرة أن استيراد أسلحة قوية من روسيا سيساهم في سياسة تنويع مصادر السلاح التي تتبعها مصر منذ سبعينيات القرن الماضي وأيضا صفقات اقتصادية. وقالت الصحيفة إن العلاقات المصرية- الروسية ممتدة عبر التاريخ ومواقف روسيا المساندة للدولة المصرية عديدة وساهمت روسيا في إقامة مشروعات عملاقة وتأتي الزيارة في وقت حاسم وسيكون لها رد فعل عالمي وستكون رسالة للعالم بأن مصر في طريقها للعبور الثالث. أكدت صحيفة "برافدا موسكوفا" أهمية تعزيز التعاون بين مصر وروسيا.. قائلة في سياق تقرير لها إنه لا مفر من تعاون مصري- روسي وثيق في مجال الاستخدام السلمي للطاقة النووية وتوقعت أن تتحول مذكرة التفاهم الموقعة مع الجانب الروسي لإنشاء محطة نووية في منطقة الضبعة لاتفاق نهائي خلال زيارة السيسي لموسكو.. وقالت الصحيفة إن مصر تواجه أزمة في الطاقة تهدد بانعكاسات سلبية علي اقتصادها وعلي الحياة اليومية للمواطن المصري. ومن ثم كان لابد لها من اقتحام مجال الطاقة النووية وهي بالفعل تسعي إلي إنشاء 4 محطات نووية في منطقة الضبعة لتنتج 5000 ميجاوات من الكهرباء. ويستغرق إنشاء المحطة الواحدة ما بين 4 و 5 أعوام وهناك أكثر من موقع ترشحه مصر لهذا الغرض.